عالم الطفولة

تحذير طبي: سمنة الأطفال أخطر من البالغين

الشاهين الاخباري
يحذر خبراء الصحة من النظرة الشائعة التي ترى أن ملامح السمنة لدى الأطفال، مثل الخدود الممتلئة والكرش الصغير، مجرد دلائل على “الصحة الجيدة”، مؤكدين أن هذه المظاهر قد تكون مؤشراً مبكراً لمرض خطير طويل الأمد.

وفي لقاء مع إحدى المواقع أوضحت الدكتورة سعدية عبد الهادي، أستاذة الصحة العامة وعلاج السمنة، أن سمنة الأطفال تُعد أكثر خطورة من سمنة البالغين، بسبب تأثيرها العميق والمبكر على النمو البدني والصحة النفسية.

أكثر من 380 مليون طفل معرضون للسمنة بحلول 2035

تشير التقديرات الحديثة إلى أن أكثر من 208 ملايين طفل و175 مليون طفلة حول العالم سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2035، وسط اتهامات واضحة للبيئة المنزلية والعادات الأسرية غير الصحية.

ويؤكد الأطباء أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) فوق النسبة المئوية الـ95 لعمر الطفل، يُعد مؤشراً خطيراً على تراكم الدهون بشكل يؤثر سلباً على صحته.

الأسباب الرئيسية لسمنة الأطفال

يرجع الخبراء الأسباب إلى عدد من العوامل، من أبرزها:

الإفراط في تناول السعرات الحرارية، خاصة من الحلوى والمأكولات السريعة.

قلة النشاط البدني وكثرة الجلوس أمام الشاشات.

العوامل النفسية مثل الاكتئاب أو التعرض للتنمر.

عوامل وراثية واضطرابات هرمونية مثل قصور الغدة الدرقية.

الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل أدوية الصرع والسكري.

لماذا سمنة الأطفال أخطر من البالغين؟

تقول د. سعدية عبد الهادي إن جسم الطفل في مراحل نمو حرجة، وأي خلل في نمط التغذية أو النشاط قد يترك أثراً دائماً على تكوين الجسم والعقل. كما أن السمنة في الطفولة تُعيد برمجة الجسم لتخزين الدهون، مما يزيد من صعوبة فقدان الوزن لاحقاً.

وأضافت أن الأطفال المصابين بالسمنة أكثر عرضة لأمراض مزمنة مثل:

السكري من النوع الثاني

ارتفاع ضغط الدم

أمراض القلب

مشاكل التنفس

خلل في نمو العظام وتأخر البلوغ

ضعف الثقة بالنفس والاكتئاب

كيف تتعامل الأسرة مع الطفل المصاب بالسمنة؟

تشير التوصيات الطبية إلى ضرورة تبني نهج شامل في تغيير نمط الحياة للأسرة، وليس فرض حميات قاسية على الطفل، ويشمل ذلك:

اتباع الأسرة بأكملها نظامًا غذائيًا صحيًا.

الامتناع عن استخدام الطعام كمكافأة أو عقوبة.

تشجيع الطفل على الحركة من خلال الأنشطة المحببة له.

التقليل من وقت الشاشة إلى أقل من ساعتين يوميًا.

احترام مشاعر الطفل وعدم السخرية من وزنه.

استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل أي تدخل غذائي.

علامات تستدعي زيارة الطبيب فورًا

يحذر الأطباء من تجاهل بعض المؤشرات الخطيرة، ومنها:

صعوبة التنفس أثناء النوم.

آلام الركبة والظهر.

الكسل المستمر.

التصبغات الداكنة في الرقبة أو تحت الإبط.

أعراض نفسية مثل الانعزال أو رفض المدرسة.

دور المدرسة والمجتمع

أكدت د. عبد الهادي أن التصدي لسمنة الأطفال لا يقع فقط على عاتق الأسرة، بل يشمل المدرسة والمجتمع بأكمله، من خلال:

تقديم وجبات مدرسية صحية.

حظر بيع المشروبات الغازية والمقرمشات.

تعزيز الرياضة اليومية بطريقة مرحة ومناسبة.

توفير بيئة آمنة للعب والنشاط البدني.

سيدتي

زر الذهاب إلى الأعلى