أقلام حرة

الأنظمة العربية تعلمت الدرس

تعلمت الأنظمة العربية درسا من موجة الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة قبل ثماني سنوات، ولذلك فلن يعمل أي منها ضد النظام السوداني مهما بلغت عداوته له، سواء كان ذلك علنا أم سرا.
الأنظمة العربية كلها ستتكاتف مع النظام السوداني ضد موجة الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح بلاده.
ذلك أنه تبين لها خلال الربيع العربي أن أكبر عدو لها هو الشعوب الحرة التي تمتلك ناصية قرارها.
تبين لها أيضا أن الشعوب العربية ضعيفة المناعة ضد انتشار عدوى انتصار الشعب، ولذلك فإن أخطر ما يواجههم هو أن ينتصر شعب عربي على حكامه المستبدين، تماما كما جرى في تونس في عام 2011، حينها اجتاحت العدوى معظم الدول العربية، فمنها من سقط حكامها المستبدون، ومنها من انحنى حكامها المستبدون للعاصفة حتى تمر. وما إن تم الانقضاض على الربيع العربي حتى أقسم الجميع أن لا يسمحوا لتلك التجربة بالعودة من جديد.
لن نسمع أي بيان احتجاج، ولا أي نقاش داخل أروقة جامعة الأنظمة العربية، ولن يُسمح للإعلام بتهييج السودانيين ضد نظامهم الحاكم، بل سيسعى الجميع لدعم النظام السوداني للخروج من هذا المأزق.
سيستمر هذا الوضع إلى حين اتساع رقعة الاحتجاجات إلى مديات يصعب السيطرة عليها، حينها سيعمدون إلى الخطة (ب) وهي حتما لن تكون في اتجاه دعم الشعب لتحقيق انتصاره، بل على العكس في تلقين الشعب درسا قاسيا حتى لا يتجرأ على حكامه.
هل تعلمون الآن لماذا لا يضير الأنظمة العربية انتصار نظام بشار الأسد على شعبه؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى