دولي

روسـيـا والهجــوم عـلـى أوكرانيـا مـن جـديــد

الشاهين نيوز –

مرت خمسة أسابيع منذ اعتداء روسيا على سفن البحرية الأوكرانية التي كانت تمر من خلال المياه الدولية بالقرب من شبه جزيرة القرم المحتلة. على الرغم من أن اهتمام العالم قد ابتعد عنها، إلا أن القوات الروسية لم تتحرك: على العكس من ذلك، فقد تجمعت بالقرب من حدود شبه جزيرة القرم مع شرق أوكرانيا، مثيرة تحذيرات من الحكومة الأوكرانية بالإضافة إلى مراقبين مستقلين بأن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يخطط لهجوم جديد على البلاد. وبدلاً من انتظار الخطوة الروسية التالية، ينبغي على إدارة ترمب أن تعمل مع الحلفاء لردع أي عدوان آخر.

منذ الهجوم البحري في 25 من شهر تشرين الثاني، الذي صادرت فيه روسيا ثلاث سفن أوكرانية واعتقلت طاقمها المكون من 23 فردا، حافظت سفنها على قبضة غير قانونية على مضيق كيرتش، الذي يربط البحر الأسود ببحر آزوف، وحددت وعلى نحو صارم حركة مرور السفن إلى الموانئ الأوكرانية. وهذا النشاط ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي والمعاهدة التي بموجبها اتفق كل من روسيا وأوكرانيا على تقاسم مضيق كيرتش وبحر آزوف. ولكن بعيدا عن إلغاء الرئيس ترمب للاجتماع المخطط له مع السيد بوتين بعد الحادث الأصلي بوقت قصير، لم تتعرض موسكو لتبعات خطيرة.

والآن، يحذر الأوكرانيون والمراقبون المستقلون من أن بوتين قد يخطط لهجوم بري. وكان قد جاء في تقرير لمعهد دراسات الحرب ومقره واشنطن في 23 من شهر كانون الأول أن قوافل عسكرية روسية كانت تتحرك نحو الحدود بين شبه جزيرة القرم والأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، وأن الطائرات المقاتلة النفاثة قد تم إعادة نشرها في مطارات القرم. على الرغم من أن الغرض من التحركات العسكرية غير واضح ، إلا أن معهد دراسات الحرب قال: «تشير البيانات إلى أن بوتين يستعد للهجوم».

لدى الحاكم الروسي دوافع لتصعيد حربه ضد أوكرانيا، التي ظلت تُطبخ على نار هادئة لسنوات عديدة. وهو متحمس لتقويض الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، الذي يواجه منافسة لإعادة الانتخاب في الربيع. وكان السيد بوتين قد غضب بسبب الخطوة الأخيرة التي قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية من أجل استقلالها عن الكنيسة الروسية. وقد يعتقد أن السيد ترمب، الذي كان في الآونة الأخيرة قد تخلى بشكل واضح عن دور الولايات المتحدة كـ «شرطي العالم»، ليس في مزاج يدافع عن قطعة بعيدة من أوكرانيا من الدبابات الروسية.

من الممكن أن يتمكن السيد بوتين من تحقيق أهدافه ببساطة عن طريق رفع مستوى التوتر وإظهار أنه بإمكانه خنق الموانئ الأوكرانية مع تمتعه بالحصانة. لكن مهما كانت نواياه، يجب على كل من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو أن يعملوا على معاقبة السيد بوتين على أعماله من خفر السواحل في مضيق كيرتش ولردع أي تصعيد. هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها، بدءاً من إرسال السفن الحربية إلى البحر الأسود، مع التوقف في ميناء أوديسا الأوكراني، إلى تمركز مراقبي حلف الشمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي في شرق أوكرانيا. لم تكن هناك حتى الآن أي عقوبات ضد روسيا مرتبطة بشكل خاص بسيطرتها على مضيق كيرتش، ويجب أن يكون هناك عقوبة.

 

لا يزال السيد ترمب يطمح إلى علاقات ودية مع السيد بوتين. وهذا لن يكون ممكنًا إذا بدأ الحاكم الروسي بالمزيد من العدوان ضد أوكرانيا أو غيرها من الجيران. وبناء على ذلك من مصلحة السيد ترمب أن يوضح لموسكو أن أي هجمات أخرى سوف تثير ردة فعل قوية من الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page