أين اختفت جثة صدام حسين؟
الشاهين نيوز
أكدت وكالة “فرانس برس” حقيقة ما أشيع حول نبش قبر الرئيس العراقي السابق صدام حسين في مسقط رأسه بقرية العوجة بمدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، وأن مكان جثته الآن مجهول.
وأجرت الوكالة الفرنسية تحقيقها في محاولة للإجابة عن أسئلة حول مكان جثة صدام، بعد 12 عامًا من إعدامه شنقًا في 30 ديسمبر 2006.
وأعادت الوكالة التذكير بأن شيعة العراق خصوصًا احتفلوا بإعدامه في الشوارع، لكن عملية الإعدام شكلت صدمة لدى السنة؛ لتزامنها مع أول يوم من عيد الأضحى.
ودُفن صدام في نفس ليلة إعدامه، بعدما أجبرت الحكومة العراقية عائلته على دفن الجثة سريعًا في قريته “دون تأخير لأي سبب كان”، وفق وثيقة رسمية.
ودُفن صدام داخل قاعة استقبال كان قد بناها هو نفسه في بلدة العوجة، من دون ضجة.
واستهلت “فرانس برس” تحقيقها بعرض وجهات نظر متباينة للعراقيين حيال رئيسهم السابق.
وقالت: “في شوارع بغداد، تنقسم الآراء اليوم، بعد 15 عامًا من الغزو الأميركي، حيال صوابية إسقاط النظام السابق من عدمها. ..يقر الجميع بأن صدام كان ديكتاتورًا، لكن البعض يلقبه بـ”الطاغية المحبوب”، الذي كان الأمن في البلاد سمة سنين حكمه، على عكس أحوال اليوم”.
ونقلت عن أبو أحمد (40 عامًا) قوله “اعتقدنا أن هذا الرجل لا يموت. كنا نقول إن ثلاثة أشياء لا تنتهي، الحرب مع إيران، والحصار، وصدام حسين”.
ويعترف مسؤول أمن الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) في تكريت جعفر الغراوي، بأن قبر صدام صار لاحقًا “مزارًا لأهل قريته وأقربائه، حتى للرحلات المدرسية وبعض الشعراء الذين كانوا يأتون ويلقون قصائد في رثائه”.
وتتضارب الروايات حول الجهة التي فجرت أو قصفت قبر صدام، إذ يقول المسؤول بالحشد الشعبي إن القبر دمرته طائرات الجيش العراقي عقب دخول تنظيم “داعش” الإرهابي إلى العوجة في العام 2014، بعدما تمركز مقاتلون من التنظيم داخل القاعة، لكن الحشد كان أعلن في وقت سابق أن “داعش” هو من فخخ القبر وفجره.
رواية ثالثة يوردها الشيخ مناف علي الندى، زعيم عشيرة البوناصر التي ينحدر منها صدام، والمقيم في أربيل (شمال) لعدم تمكنه من العودة، بعد أن أفرغ مقاتلو “الحشد” العوجة من سكانها، ومنعوا الدخول إليها إلا بتصريح خاص.
يقول الندى “إن القبر نبش، ثم تم تفجيره”، من دون أن يوضح المسؤولين عن عملية التفجير “لأننا لا نعرف شيئًا عن العوجة مذ غادرناها”.
وبخلاف الجدل حول هوية مفجري قبر صدم، يبقى جدل أشد حول مكان جثته الحالي.
يوضح الغراوي “سمعنا روايات أن أحد أقربائه جاء بسيارات رباعية الدفع، ونبش القبر للثأر لعمه وأبوه اللذين قتلهما صدام، وأنه أحرق الجثة وسحلها، ولا نعرف إذا كان أعادها أم لا”.
ويضيف “نعم، نعتقد أن الجثة لا تزال هنا”، قرب شاهد حديد كُتبت عليه عبارة “قبر هدام كان هنا”.
وتؤكد “فرانس برس” أن الباحة خارج القبر كان يفترض أن تتواجد فيها قبور نجلي صدام، عدي وقصي، وأحد أحفاده، إضافة إلى ابن عمه علي حسن المجيد، الذي كان مستشارًا رئاسيًّا ومسؤولًا في حزب البعث، مضيفة “لكن لا أثر لذلك”.
ويقول أحد مقاتلي الحشد (لم يذكر اسمه): “هناك رواية تقول بأن ابنة صدام، حلا، جاءت على متن طائرة خاصة إلى القرية، وسحبت جثة والدها، ونقلتها إلى الأردن”؛ حيث تعيش حاليًا.
لكن أحد العارفين بالقضية في المنطقة يقول إن “هذه الرواية عارية من الصحة ولا أساس لها. أصلًا حلا لم تأت إلى العراق”.
ويؤكد أن “جثمان الرئيس نُقل إلى مكان سري، ولا يمكن معرفة المكان، أو الأشخاص الذين نقلوه”.