فلسطين

غرابلي في صالون القدس الثقافي: نحتاج أساليب عمل جديدة ومؤثرة

 

الشاهين نيوز-

رأى حازم غرابلي رئيس رابطة الجرحى في القدس، والناشط الشبابي في العمل الأهلي أنّ إنقاذ القدس “الذاهبة إلى المجهول” يتطلّب تثبيت الإنسان المقدسي داخل حدود المدينة، من خلال خطة شاملة تُشرف على إدارتها الرئاسة الفلسطينية.

وقال غرابلي في “صالون القدس” الذي عُقد بـ “الدار الثقافية” إنه ٌذا لم ننتبه ونتدارك ما يحصل في المدينة؛ فنحن علىأبواب كارثة وطنية كبرى. ودعا لاستلهام تجربة وسياسة الراحل فيصل الحسيني “أمير القدس” في تجسيد السيادة الفلسطينية على الأرض في المدينة، ما يستدعي تشكيل هيئة عمل وطنيّ تملك إرادة سياسية حازمة في إدارة شؤون القدس إلى حين التوصّل للحل السياسي المنشود.

الأساليب ذاتها وتوقّعات بنتائج مختلفة!

وحذّر غرابلي من “افتراس القدس”، فالاحتلال الإسرائيلي يطوّر نفسه في المدينة المقدسة من خلال إنشاء مراكز جماهيرية ووضع خطط وضخ الملايين من الأموال، لاجتذاب الشبيبة المقدسية الصاعدة لصياغة أجيال جديدة، يتوهّم أنها سوف تدور في فلكه، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يغيّر من طرق عمله وأساليبه ويكيّف نفسه ويتأقلم مع المستجدات الجديدة والمعطيات على الأرض، وهذا يتطلّب من المقدسيين تغيير آدواتهم وتطوير طرق العمل لمواجهته وإفشال مخططاته.

وأشار إلى أنّ المقدسيين وللأسف، ما يزالون ينتهجون نفس الطرق والأساليب القديمة غير المجدية، وينتظرون نتائج مختلفة! مبيّنًا أنه لا بد من المبادرات الخلّاقة لتجييش الناس والجماهير التي تُحجم عن المشاركة في الفعاليات الوطنية في القدس وحماية المدينة من الأخطار المحدقة بها.

وأضاف: هل تساءلنا يومًا، لماذا هذا الإحجام؟ ولماذا يكون عدد الصحفيين أحيانًا أكثر من المشاركين في اعتصام أو وقفة احتجاجية أو مسيرة سلمية؟

واعتبر أنّ هناك تقصيرًا في بناء الإنسان الواعي الذي يجب من تلقاء نفسه أن يدرك أنّه لا يجب أن يتوجه إلى المراكز الجماهيرية ذات الأجندة الاحتلالية، مثلًا، ومن واجب القيادة والقوى والتنظيمات والمؤسسات العمل ليل نهار على المساهمة في تكريس وبناء جيل مقدسي يتصف بالكبرياء والكرامة والثقة بالنفس، وعدم تركه نهشًا لـ “غيلان” الاحتلال لإحباطه.

وطالب غرابلي بضرورة التركيز على الاستثمار في الإنسان المقدسي وتهيئة البنى التحتية له من مرافق اقتصادية وسكنية وميزانيات ومقدّرات تصرف على إطلاق مشاريع حقيقية على الأرض تساهم في تعزيز صموده وتثبيته، في حين تترك النشاطات والفعاليات المعنوية الأخرى لتدعم من مؤسسات المجتمع المحلي.

وقال إن طريقة العمل هذه متبعة منذ إقامة جدار الفصل العنصري الذي فصل قرابة 150 ألف مقدسي من حملة الهوية الزرقاء وأصبحوا خارج حدود المدينة، متسائلًا عمّا يمنع إطلاق مشروع وطني ضخم بمساهمة عربية وإسلامية لإعادة كل المقدسيين إلى داخل حدود المدينة من خلال شراء منازلهم خارج الجدار وجعلهم يشترون بيوتًا بديلة عنها داخل الجدار مثلًا، للحفاظ على إقامتهم ومواطنتهم، في ظلّ سعي الاحتلال لعزل وفصل ما يسميه الحوض المقدس والبلدة القديمة وسلوان عن باقي أحياء القدس، وقد يسعى إلى منعهم من دخول مدينتهم إلّا بتصاريح خاصة ويزعم أنهم لم يعودوا من سكان المدينة.

واعتبر غرابلي أنّ بقاء الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة كبرى قد تّدمر المشروع الوطني برمّته إذا لم يتم التحرك الفوري في هذا الاتجاه.

صمت وهدوء!

وأكد غرابلي على أهمية العمل بصمت وهدوء ودون ضجيج فارغ، وحثّ المقدسيين خارج حدود المدينة على التسجيل لدى الجهات الفلسطينية المختصة، لمعرفة عدد البيوت السكنية المطلوبة داخل حدود المدينة مقابل شراء بيوتهم وعقاراتهم خارج الحدود من قبل لجنة أو هيئة تدير صندوقًا يتم تمويله عربيًا وإسلاميًا، واستغلال أراضي الأوقاف الفارغة وبعض الأراضي الخاصة التي تشكّل مخزونًا مهمًا للبناء عليها داخل حدود المدينة.

وتساءل غرابلي: ما الذي يمنع بناء مساكن وشقق سكنية شعبية بمساحة 90 مترًا؟ وتُملّك مقابل مبلغ رمزي شهريًا وعلى مدى سنوات طويلة وتدوير المبالغ المستردة لمنح آخرين وهكذا، لتبقى العجلة تدور. ما يسهم في تثبيت الوجود المقدسي وعودته إلى داخل المدينة ليذود ويدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ فالرهان هو على مدى قوة وتماسك الجماهير المقدسية أمام هذا التحدي الاحتلالي، داعيًا التنظيمات السياسية إلى الكفّ عن التدخل في العمل الأهلي، حيث تسبب ذلك في تداخل وتضارب في طبيعة ومهام عمل كل منها، فمهمة التنظيمات هي بث الروح الوطنية والوعي الوطني وضبط السلوكيات والأخلاقيات والحفاظ على الثوابت، ولا يجوز أن تزاحم مؤسسات العمل الأهلي في صلب عملها حتى لا تحدث هذه التشوّهات.

نسيبة: حذاري من زعزعة الثقة

وقدّم المهندس سامر نسيبة رئيس الدار الثقافية، مداخلة قصيرة حذّر فيها من موجة زعزعة الثقة بالرموز والشخصيات الوطنية المقدسية بهدف ضرب الروح الوطنية والتساوق مع أهداف الاحتلال ومشاريعه الخبيثة في الاستيلاء على البيوت والعقارات الفلسطينية بكافة الطرق والسبل غير المشروعة، والدفع بها لغلاة المستوطنين، في الوقت الذي توضع فيه عراقيل هائلة أمام بناء المقدسيين، بسبب الحاجة للتوسّع الطبيعي.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page