أقلام حرة

الشرير القوي الذكي

 

يصر مخرجو المسلسلات والأفلام من كل جنسية على تصوير الشخصية الشريرة بشخصية قوية وحادة الذكاء، تمتلك إمكانيات كبيرة في التخطيط والتنفيذ، دائما ما يستطيع التقدم على الشخصية الخيرة خطوات وخطوات، دائما يستطيع الإفلات من مخططات الشخصية الخيرة، دائما يحوز كل شيء؛ القوة والمال والجاه، دائما يستطيع توظيف الجميع لصالح أهدافه الشريرة؛ بالإغراء وبالتهديد تارة أخرى.
أما الشخصية الخيرة فهي ساذجة إلى درجة الغباء، وعاطفية إلى درجة الغباء، يسهل خداعها، دائما ما تفشل في تحقيق أهدافها طيلة المسلسل باستثناء الحلقة الأخيرة.
في الحلقة الأخيرة ودون مقدمات وبالاعتماد على الصدف تنتصر الشخصية الخيرة على الشخصية الشريرة، ثم ينتهي المسلسل، دون أن نعلم الثمرات التي جنتها الشخصية الخيرة من هذا الانتصار، والأنكى من ذلك إن قرر المخرج أن يخرج جزءا ثانيا للمسلسل، فإن الشخصية الشريرة التي هزمت في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول تعود أقوى وأذكى وأكبر إمكانيات، وتعود الشخصية الخيرة التي انتصرت أخيرا أكثر سذاجة وقلة حيلة!!
هنا لا غرو أن يصر الولد على تمثيل دور الشخصية الشريرة في المسرحية التي ستقدم على خشبة مسرح المدرسة، رغم احتجاج الوالد وصدمته لإصرار ابنه على ذلك.
يا بني لم لا تمثل دور الشخصية الخيرة، لماذا تصر على تمثيل الشخصية الشريرة؟ أبي: أرى دائما أن الشخصية الشريرة هي الأقوى وهي الأذكى وهي التي تكسب طيلة المسلسل باستثناء الربع الساعة الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!