قِراءات قُبيل لقاء جلالة الملك الرئيس الامريكي…
سلمان الحنيفات
تتجه انظار الدول العربية والعالمية الى اللقاء المتوقع عقده الاسبوع المقبل في العاصمة الامريكية واشنطن بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي جو بايدن حيث ان جلالة الملك اول زعيم عربي يلتقي بايدن بعد فوزه بالإنتخابات الامريكية.
ولأن الحقبة الماضية برئاسة دونالد ترامب قد حملت في طياتها الكثير الكثير ضد الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية ومحاولات كثيره كانت من إدارة ترامب من اجل زعزعة بعض استقرار المنطقة والتدخل في الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية ونقل السفارة الامريكية الى القدس و صفقة القرن مما وضع الأردن في وضع صعب جدا مقابل تنازلات كثيرة مما أثر على الإقتصاد الوطني بشكل كبير.
في هذه الأثناء كان جلالة الملك قد تحرك على كافة المستويات الداخلية والخارجية وقال إن “هناك مؤامرة” كانت تُحاك لإضعاف الدولة الأردنية والقضية الفلسطينية، ولكن الأردن تمكّن من التصدي لها، بهمة ابناء شعبه وقيادته الحكيمة.
هذه الزيارة تحمل الكثير من الملفات التي كانت عالقة إبان فترة الحكم الماضية والتي كان يحملها جلالة الملك فقط ليس على المستوى المحلي ولكن على المستوى الاقليمي، وأكبر هذه الملفات القضية الفلسطينية وحق العودة وحل الدولتين وإحلال السلام في المنطقة، وإستمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات، وملفات الإقليم الملتهب.
جلالة الملك غادر وهو على يقين بان الرئاسة الامريكية الجديدة ستكون متعاونة جداً في ما يحمله جلالته من ملفات تدفع بعملية السلام بالشرق الاوسط الى الامام خاصةً أن الرئيس بايدن صديق مقرب من جلالة الملك منذ خمسة عشر عاماً لذلك اختاره البيت الأبيض ليكون أول رئيس عربي في ضيافة الرئاسة الأمريكية.
فيما يرى بعض المراقبون للمشهد بأن جلالة الملك هو من أقوى الزعماء العرب واكثرهم ظهوراً خلال الفتره الماضية في الدفاع عن قضايا الأمة والحريص على أمن وسلامة المنطقة، وهو من يؤمن باهمية التشاركية الدولية في تفعيل لغة الحوار بدلا من النار في حل القضايا العالقة واحلال السلام ومواجهة التحديات العالمية ، بالرغم من الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة فيما يسمى بقضية “الفتنة” التي شهدنا فيها إدارة جلالته لهذا الملف الصعب وتعامله معه بكل حنكة وموضوعية حتى اوصل كل من تطال له نفسه العبث باستقرار الوطن إلى السجن، وبالعودة إلى الحديث عن هذه الزيارة فإننا ننتظر ما سينتج عنها وينعكس على أرض الواقع برؤية ملكية دولية وعلى رأسها ترسيخ قيم الإنسانية.