ما عاد النصف الممتلئ يعنيني

داود شاهين

لقد تم نشر هذا المقال في ( أكتوبر 10, 2021 ). و اليوم قررت إعادة نشره مرة أخرى دون أي تعديل. حجم الإحباط الذي أشعر به من السلبيات التي أرى وتمارس بشكل عام. كان سبب رئيس لإرتجاف يدي وقلمي ومنعي من الكتابة. القرار كان ان أعيد نشر مقال سابق لعله اليوم يجد طريقه الى النور. وأن تكون هناك قلوب وعقول راجحة. قلبها على الوطن والمواطن … ولأول مرة أبدأ مقالي بعبارة الي على راسوا بطحة يحسس عليها …. بالعادة كانت هذه العبارة الختامية … واليوم أبدأ بها. سردية الألم والمعاناة والسلبية سردية طويلة. لذا أكتفي بهذا النص.

عندما قررت إنشاء موقعي الاخباري كان القرار الرئيسي والنهائي في نوعية الأخبار التي يتم نشرها على الموقع انه يجب أن تكون أخبارا إيجابية تبث روح التفاؤل والأمل في نفوس متابعي الموقع وتعكس الصورة الإيجابية  مبتعدا كل البعد عن أي أخبار سلبية من الممكن ان تكون سبب في إكتئاب المتابعين أو رسم صورة سلبية عن الوطن الذي نحب ونعشق .

منذ ذلك الوقت كرست جهدي وجهد فريق العمل لنبحث سويا عن كل ما هو جديد عاملين بمبدأ فلننظر الى النصف الممتلئ من الكأس فأشحنا بأعيننا عن سلبيات في العديد من المؤسسات مكتفيين بالتنويه او الإشارة الى هذه السلبية للقائمين عليها مسلطين الضوء على إيجابية من إيجابيات العمل والإنجازات في هذه المؤسسة .

المزعج في الموضوع وبعد سنين عمل وجدت نفسي فاشلا في مسعاي وأن الكثير من القائمين على بعض مؤسساتنا صدقوا أنفسهم وان سلبياتهم هي إيجابيات … لأجدني ما عدت قادرا على النظر الى النصف الممتلئ من الكأس لأن الكأس قد أمتلئت بالسلبيات فما عاد هناك جزء فارغ والممتلئ يمتلئ بسلبيات وهفوات وعثرات لا تحصى ولا تعد وكأن الترهل والسلبية جائحة غزت مؤسساتنا كجائحة الكورونا إن لم تكن أقوى منها واشد فتكا .

الوضع القائم ادخلني في حالة من الحيرة والذهول الذي طرحت من خلاله تساؤلات لم ولن أجد اجابات لها فكانت علامة استفهام ؟؟؟ كبيرة ترسم داخل دائرة أفكاري الغريبة …

هل هذا هو الوضع القائم الذي لا مجال لتغيره بأي شكل من الأشكال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أم ان هذه السلبيات هي من نسج خيالي ولا وجود لها على أرض الواقع ؟؟؟؟؟؟؟؟

هل فقدت البصر والبصيرة حتى ما عدت قادرا على رؤية الكأس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إجاباتي إختفت وتلاشت وما عدت قادر حتى البحث عن إجابات فكان القرار الاخير

ما عاد النصف الممتلئ يعنيني

الي على راسوا بطحة يحسس عليها

حمى الله الأردن والأردنيين