أقلام حرة

من يُعيد للسلطة الرابعة هيبتها..

سلمان الحنيفات

يبدو أن مصطلح “السلطة الرابعة” تعرض إلى فهم خاطئ ، إذ يكثر ربطه بالسلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، باعتبار أن الصحافة -أو وسائل الإعلام عمومًا- هي سلطة رابعة فقط للتنظير وما لها من تأثير إلا أن السلطة المعنية في المصطلح، تبعًا لمن أطلقه أول مرة، هي القوة التي تؤثر في الشعب وتعادل، أو تفوق، قوة الحكومة.

يستخدم هذا المصطلح من اجل إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الشعب ، وفي المقابل يكون هناك احتراماً لصاحب هذه المهنة ،فالبعض منهم اخذها هواية وليس دراسة والبعض اخذها دراسة وقدم الكثير من سنوات حياته من اجل الوصول الى مركز مرموق في هذا المجال.


الصحافة في الاردن او “السلطة الرابعة” تختلف اختلاف كلي عن باقي دول العالم ليس في حرية التعبير فقط وأنما في الكثير من المواقف التي يجد بها الصحفي نفسه بين اشخاص تسلموا زمام الامور في بعض الدوائر الحكومية والخاصة ويسمون انفسهم إعلامين او ناطقين إعلاميين ، وهم لا يعرفون كيف تُدار الامور المتعلقة بالمهرجانات او بالمؤتمرات الصحفية وبعد إخفاقهم يلجـأون الى اصحاب التخصص من الزملاء المعروف عنهم بإدارة الاحتفالات والمؤتمرات.

ما دفعني للكتابة موقفين حدثا معي بنفس اليوم ،الموقف الاول عندما دُعيت الى مؤتمر صحفي في مجمع النقابات ،وكان هذا المؤتمر على نطاق ضيق ومحدود من اجل الاعلان عن موعد لمؤتمر تنظمة إحدى النقابات خلال الايام المقبلة،منظموا المؤتمر أبوا ان يتم البدء بالحديث قبل وصول مندوبي التلفزيون الاردني وباقي الزملاء وفعلاً عندما اكتمل الحضور بدأو بالتحدث ، فكان قراراً يحترم لهذه النقابة.
في المقابل كنت قد تلقيت دعوه من اجل حضور احدى الفعاليات في المركز الثقافي الملكي وهذه الفعالية ليست محلية انما فعالية على مستوى دول عالمية ،ومن خلال جولة سريعة شاهدت كمية الاستخفاف بالجسم الصحفي من قبل المنظمين للفعالية ، فجميع من صادفتهم هم اشخاص لا يعرفون عن تنظيم المؤتمرات اي شي ولا عن الايتكيت والبروتوكول المتبع في هذه المناسبات حتى انهم لا يعرفون الصحفيين المتواجدين او ما هي القنوات التي سوف تنقل الفعالية ،وشاهدت العديد من الصحفيين قد اختفوا فجأه بعد هذا التصرف الغير مقبول وحتى ان بعض المصورين قام بأخفاء كاميراتهم ، والانسحاب.

تساؤلات : الى متى سيبقى الصحفي يُحارب من قبل اشخاص ليس لهم اي علاقة في الاعلام لا من قريب ولا من بعيد خاصة في المؤسسات الحكومية.
متى سيتم تخصيص مهمة مقدمي المهرجانات والفعاليات بإعلاميين مهنيين قادرين على الوقوف امام الجماهير دون ان يسئيوا لهذه المهنة (واثقين من انفسهم واعين ومدركين لما يقولون).

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page