صيد الشاهين

إلى مرتزقة الإعلام … الصمت أبلغ من الكلام

داود شاهين

لن أتحدث اليوم عن الفيسبوكيين والتكتوكيين وناشطي السوشل ميديا لعدة أسباب :

أولها : أن هؤلاء لا يعدوا إعلاميين أو عاملين في الوسط الإعلامي ولا علاقة لهم بالاعلام بأي شكل من الأشكال .

والثاني : أن هذه الفئة من المستعرضين المرتزقة المتمسحين بالوسط الإعلامي بحاجة الى مقال خاص ينفرد بالحديث عن تفاهتهم وحجم انحطاطهم .

اليوم سأتحدث عن فئةٍ لا أستطيع ولا يجوز لي أن أصفهم بغير المرتزقة المتسولين باسم الإعلام والذين أصبح وجودهم مصدر إحراج للإعلام والعاملين في الوسط الإعلامي .

مرتزقة الإعلام ينقسمون الى قسمين :

القسم الأول

مجموعة يعملون في الإعلام في مواقع إلكترونية و إذاعات و محطات فضائية ويقومون بإعداد ما يسمونه ببرامج لا تحتوي على أي محتوى ثري هادف, برامجهم قائمة على المسخرة والتفاهة مبتعدين كل البعد عن قدسية مهنة الإعلام مستعملين حروف ولغة ركيكة لا يجوز لإعلامي يحترم مهنة الإعلام وشرفها وأصولها أن يستعملها .

ثقافتهم ركيكة ومحتواهم فارغ ولا يتمتعون بأي درجة من درجات المعرفة يعتقدون أنّ النجومية تصنع بالكلام الركيك .

القسم الثاني

مجموعة أطلقت على نفسها لقب (المؤثرين) وهذا اللقب مشابه الى حد كبير شهادات الدكتوراة الفخرية التي منحت لأشخاص تافهين علاقتهم بالعلم والمستوى التعليمي كعلاقتهم بالسلم الموسيقي لا يتمكنون من الصعود على أي درجة من درجاته .

فئة المؤثرين المساكين وحملة الألقاب المهتزين عبارة عن بالونات إمتلأت بهواء لا لون له ولا طعم ولا رائحة له , تم نفخهم بطريقة فنية ليكونوا واجهات ووجوه لمؤسسات لا تعلم حقيقتهم لأنّ مكياجهم قد تم وضعه بدقة وعناية واتقان ليبهر القائمين على المؤسسات التي توظفهم وتستعملهم .

لكلتا المجموعتين أتوجه بالحديث حيث أقول :

اخواني واخواتي

بعد التحية والسلام … أنا و أنتم نتحدث بود وليس بيننا اي أنواع الخصام … وإني لكم ناصح لما لمهنة الإعلام في نفسي وقلبي إحترام … ولأن الإعلام مبني على الكلمة و الكلمة مفتاح الى الإحترام

اقول : أليس بامكانكم الرقي بأسلوبكم , علكم تجدون في عيون المثقفين وقلوبهم لكم شيء من الاستحسان وتضعون لكم بين صفوف العاملين في الإعلام وقوافل الإعلاميين المحترمين مكان … وترفعون قدر أنفسكم بعدما أصبح معروف سعرها وأنه بالحضيض قد خصص لها مكان.

الإعلام يا أصدقائي مهنة شريفة لا يستطيع سوى الشرفاء الأنقياء لها إتقان … أصحاب المبادئ الصادقين في طروحاتهم ولا يعتمدون لمصادر دخلهم على أوجاع البشر وما يصيبهم من أحزان .

الإعلام شعلة ضوء تنير مساحات الجهل وتنشر الثقافة لتنفع الناس في محتواها وفي كل مكان .

أتيت اليوم لكم ناصحاً وقد كان للنصيحة ثمنٌ في قديم الأزمان …

كفاكم يا معشر المستعرضين فليس لكم بين محترفي الاعلام المثقفين الشرفاء مكان .

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page