اتحاد الكتاب يحيي اصبوحة القصة في الثقافي الملكي
الشاهين الاخباري
ضمن البرنامج الثقافي لإتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ومشاركته في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2022، إستضاف المركز الثقافي الملكي نخبة من القاصين والأدباء هم : د. يوسف الغزو، د. مرام ابو النادي، عدلة الكوز، وعلي القيسي، وأدارة الفعالية الأديبة وفاء أسعد القاصة والحائزة على جائزة القصة القصيرة بعنوان ” قدر وأمل”.
الدكتور يوسف الغزو، عضو مؤسس في رابطة واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، عضو في اتحاد الكتاب العرب، حاصل على ميدالية الحسين للتفوق،كاتب صحفي وبعض قصصه نشرت في المنهاجين الدراسيين الأردني والفلسطيني، كتب في العديد من الحلقات الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية.
قدم الغزو لمحة تاريخية حول القصة القصيرة وقال: هي جنس من الأجناس الأدبية المتداولة في الأوساط الثقافية يحبها القراء ويقبلون عليها لأنها تحمل الفكرة المكثفة في أقل عدد من الكلمات ، ومع الأسف يقبل عليها هواة الكتابة دون خبرة أو دراية ظنا منهم أنها مجرد حكاية تروى في كلمات ، ومن هنا كثر متنكبو هذا الجنس الأدبي على حساب الجودة والفن القصصي الرشيق، إن العمر الحقيقي لهذا الجنس الأدبي في العالم العربي لا يتجاوز المائة عام وكذلك عمره في العالم من حولنا لا يتجاوز المائتي عام، أما رواده في العالم فأشهرهم ” جوجول” في روسيا، و” إدجار الن بو ” في أمريكا، وجاء بعدهم من طور هذا الفن ولم يهدمه ومن هؤلاء كان ” مكسيم جوركي” والذي اعتبر هذا التطور خروجا من منعطف جوجول وربما ” ادجار الن بو.
واشار الغزو إلى أن إرتباط القصة القصيرة في الأردن بأواخر الأربعينيات من القرن الماضي إلا أن هذا لا يعني غياب محاولات لكتاب جربوا القصة القصيرة منذ العشرينيات وما بعدها، ومن هؤلاء على سبيل المثال مصطفى وهبي التل، ” عرار”، في قتثيه ” سيدوم 1، وسيدوم 2، واللتين نشرتا في مجلة الكرمل، أما التوثيق الحقيقي للقصة القصيرة في الأردن فقد كان في الأربعينيات وجاء مرتبطا بالواقع السياسي والإجتماعي وكانت الواقعية والإهتمام بالطبقة الفقيرة هي مضامين قصصهم ومن هؤلاء احمد الكرمي ونجاتي صدقي، والإيراني وبيدس، وفي الحمسينيات ظهرت أسماء جديدة متأثرة بنكبة فلسطين عام 1948، ومن هؤلاء محمد العامري، وحسني فريزوغيرهم ، وقد تأثرت قصص هؤلاء بالهم المباشر للنكبة وبيان تأثراتها من الالم الشديد الذي يحيط بالأمة.ولم يكن إهتمامهم معنيا إلى حد بعيد بالنواحي الفنية لأن الظروف البائسة كانت هي سيدة الزمن، وكان الإهتمام موجها نحو المضمون وليس الشكل أو الخيال، أما في مرحلة الستينيات فقد بدأ الإلتفات نحو المعطيات الفنية للقصة القصيرة أسوة بنظيراتها في الشرق والعرب.
القاصة والروائية عدلة الكوز، كاتبة سناريست للتلفزيون والإذاعة وكاتبة مسرحية، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان ” على مشارف الفرح، مساءات وتواقيع مسائية، صباحات وتواقيع صباحية، قرأت من قصصها بعنوان ” السنديان.. لا يحجب الغضب”، هو شاعر .. وهي نجمة في كفه، كلما غمر نورها زواياه يصر على أنها نجمة ساطعة في كفه وعقله … إذا فهو خارق وعظيم، وعظيم أن تخترق مسام كفه لتشيع في عروقه وعصبه … أومات له ذاتمره.. وكان وعدا بارتشاف الفرح من ثغر الأيام .. دعوة لإستباحة منطقة معلقة قد تكون فسفورية إلى حد بعيد .. كلما اشتد الليل بدت مشعة بحدودها الل متناهية، ومن قصة بعنوان ” شظايا قرأت “: خلف البوابةالخشبية الكبيرة المزروعة بألف مسمار صدئ .. تناثرت كأسراب نمل ميت.. تسمرت قدماها الطريتان .. تراقب أذيال ثوبها وهي تمضي .. تطير من على الأرض كشظية تائهة .. تغذ خطاها نحو طريق تنتشر على أطرافها ألغام من الحزن والضياع.. تلهث خلف خيالها الذي يرشح بالأنوثة والشهوة.. تسلم لروحها القياد لروحها المتشرمة المستباحة.. لا تلفت وراءها.
علي القيسي، كاتب صحفي وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، من مؤلفاته ديوان شعر بعنوان ” نبضات قلب، وكتاب نثري، وظلال وأطياف، عصارة الفكر، أمس يزهرغدا، قامات هلامية، شؤون وشجون، قدم قراءة نقدية حملت عنوان ” البعد النفسي في القراءة القصصية “، وقال سأتناول في ورقتي هذه التي تتعلق بموضوع القصة في ظل فعاليات مهرجان جرش البعد النفسي في مضمون القصص عامة ، وهو موضوع هام جدا في عناصر القصة القصيرة، والقصيرة جدا، فالقاص لا يكتب قصته دون إستعداد نفسي ومعنوي وإرادي، فالفكرة طبعا يتم تحديدها في عقل القاص، ولكن تنفيذها على الورق نثرا يستدعي زخما داخليا وتحشيدا مناسبا فهناك الإهتمام بالخصائص الفنيةواللغوية إختيار المفردات الملائمة لللقصة، فثمة كتاب قصة كثيرون يلتبس عليهم التجنيس عند كتابة قصة ما ، فهم في حيرة من أمرهم ويعتريهم هاجس الشك بعد كتابة القصة او بعد طباعة المجموعة القصصية، ينتظرون ردود الناس وخاصة منهم النقاد يعيشون قلقا بعد كتابتهم للقصةبل خاطرة او نص نثري ، فالهاجس يعتبر الحالة النفسية التي يعيشها الكاتب بعد وقبل الشروع في كتابةالقصة او الرواية او اي نص ابداعي، وهذا يعتبر قلقا مشروعا يعيشه كل مبدع عند تجربته الكتابية.
الدكتورة مرام ابو النادي، عضو هيئة تدريس في جامعة البتراء بكلية الآداب، لها إنتاجات في القصة القصيرة منها ” قصة كرمة النديم”، والمجموعة القصصية ” سكاكين جاهزة وبالخدمة”، طرحت قضية جدلية إن جاز التعبيروهي القصة القصيرة جداوغياب التجنييس، أو إشكالية التجنييس والبناء الفني للقصة القصيرة جدا قبل البدء بمحاور الموضوع لابد من التعريج إلى نشاة القصة القصيرة جدا عالميا قبل محليا، كما قالت.
وأكدت على أنه تظهر في كل مرحلة تطويرية فكرية أجناس أدبية تجد لنفسها أتربة مؤاتية للنمو، فكل جنس أدبي يتعرض إلى النقد والتوجس والتغريب، لا يحجب فكل جديد عليه أن يخوض حربه ليفرض ذاته الأدبية التي استولدها الكاتب من رحم الواقع، والقصة القصيرة جدا واحدة من تلك الأجناس الأدبية، وطرحت قضية ” القصة القصيرة جدا وإشكالية التجنييس الأدبي.