أقلام حرة

التسامح علامة فارقة اردنية

د.حازم قشوع

مهما حدث بين انباء المجتمع الاردني الواحد سيبقى التسامح يشكل العنوان الابرز فى سلوك المجتمع وكما تطغى المسامحه على الدوام السمة الغالبه على حركة الافراد من خلال التعامل ولا سيما فى الملمات وهى الصفه التى ميزت المجتمع الاردني عن غيره من المجتمعات .

وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال حركة المجتمع وفى شكل وتشكيلات نماذج تواصل العشائر الاردنيه والعائلات بعضها ببعض فى (الجاهات والعطوات والصلحات) حتى ان هذه السمه بنماذجها شكلت للمجتمع الاردني عنوان اجتماعي يظهر من مدى تماسك روابطه ويظهر مقدار المنعه التى يتمتع بها وصلابة روابطه .

حتى ان هذه العادات المنبقه عن مبادىء وقيم المسامحه والتسامح اخذت ما تشكل قانون اجتماعي له ضوابطه ومناسكه وسلوكه يعرفها الجميع وتحترم مساراتها واعرافها العشائر والعائلات الاردنيه الامر الذى جمعها تشكل نموذج عصري لنماذج عشائريه وهو ما جعلها تشكل نموذج ريادي فى تقديم العادات العربيه واعرافها بين المجتمعات العربيه .

فما زال جسر التواصل تاصله الجاهه بروابط النسب والمصاهره
وما زالت كرامت المصاب محفوظه اجتماعيا كما حقوقه مصانه قانونيا فما ان يحدث مصاب لعشيره او عائله الا وهبت جميع العشائر الاردنيه للوقوف معها للتخفيف عنها مصابها حتى غدت
هذه السمات العربيه بنماذجها الاردنيه تشكل حاله تطلبها المجتمعات العربيه غير الاردنيه فى حلحلة العقد وتفكيك النشب .

وقد تحدث احداث ساخنه بين ابناء الدم الواحد لكن العشائرالاردنيه كما عائلاتها كانت دائما تقفز فوق جروحها مهما غاردت وتتجاوز عن الامور مهما كان ثقلها وثقل اوزارها هذا لان نهايه الامر كما هى بدايته سبقى دمها واحد وديدنها واحد فى الاعراق كما فى التقاليد والاعراف وهى الصورة التى يتفق على مضمونها وشكلها الجميع والتى اصبحت من النماذج المسقره وبل وتشكل رافعه للامن والامان المجتمعي .

التسامح الذى شكل على دوام نهج تاريخي ومورث حضارى عمل على ترسيخه بنى هاشم الاطهار منذ ان جاء الرسول المصطفى برسالته فكان ديدنهم وشكل نموذج بحكمهم على الدوام وهى
القيم والمبادىء التى شكلت ظلال للمجتمع الاردني وسلوك لعشائره وعائلاته ولما يمتلكه المجتمع الاردني من بيئه خصبه واصبله
اخذ تشكل محتوى ملائم لغرس طيب القيم التى تثمر الطيب وتزهر طيب الروابط التى تنسج العلاقات المجتمعيه وتاصيل محتواها وتعزيز وثاقها بما يجعلها مترابطة ومتراصه ومتاحبه ومتأخيه فلا يخترقها الا الهواء النقي ويعمل على رأب تصدع فى جسمها اصحاب الهمم ورجالات القيم .

فان اصاب مكروه ميزان الروابط الاجتماعيه (فهو بالريش) ولن ياثر على صلابه روابطنا الاجتماعيه ولا على متانة عادانها وقيميها الاصليه التى باتت عنوان للمجتمع الاردني ذي علامه فارقه ونموذج نفتخر بحمل لواءه بقيادة نسل بنى هاشم الاطهار ورسالتهم القيميه التى جاءت بمعاني التسامح ورسخت نهج المسامحه فى التعامل السماحة .

زر الذهاب إلى الأعلى