خمسة عقود على اغتيال الشهيد وصفي التل
العقد الخامس لذكرى إغتيال الشهيد وصفي التل … واحد وخمسون عاماً على ذكرى اغتياله …
الشاهين الاخباري – عدلة جابر
من هو وصفي التل :
ولد المرحوم التل عام 1920، وهو ابن الشاعر الاردني المعروف مصطفى وهبي التل, وتلقى دراسته الابتدائية في المملكة ثم انتقل الى الدراسة في الجامعة الاميركية في بيروت , وهو سياسي ودبلوماسي أردني ووزير ورئيس وزراء سابق، وأحد أبرز السياسيين الذين أثبتوا حضورهم على الساحة الأردنية, تولى التل رئاسة الوزراء عدة مرات وشكل أول حكومة له عام 1962. تولى العديد من المناصب الحكومية, فعمل في وزارة الخارجية وكان سفيراً للأردن في ألمانيا والعراق وإيران، كما شغل منصب رئيس التشريفات في الديوان الملكي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وكان عضوًا في مجلس الأعيان لعدة دورات.
اقترن اسم التل على لسان الأردنين بالكثير من الانجازات العظيمة، فعمل على جميع المستويات الداخلية والخارجية من أجل الأردن، واكتسب شعبية واسعة بين أبناء الشعب الأردني لشجاعته وقيادته للحرب ضد الفساد وهدر المال العام، أعلن في عدة مناسبات بأنه سيقطع اليد التي تمتد إلى أموال الناس، اهتم بتطوير الأردن على مختلف المجالات وكان قريبًا من كل الأردنيين, ومن اهم الذكريات التي لا تذهب عن أذهان الاردنيين, كان يخصص يوم من كل أسبوع لاستقبال المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم ومطالبهم فهذه الأعمال الأنسانية العتي جعلت من التل إنسان محبوب لدى الجميع .
كان وصفي مقتنع اقتناع تام بأن الأردن قادر على الاكتفاء ذاتياً فيما يتعلق بالأمن الغذائي، فأنشأ مشاريع وطنية عديدة لدعم هذا التوجه وكانت الأرض بالنسبة له وما تنتجه هي نفط الأردن، عمل وصفي على إنشاء مؤسسات وطنية قادرة على جعل الأردنيين يعتمدون على أنفسهم في كل شيء متحررين من ضغوط الديون والمنح من الغير، وشهد الأردن في عهدهِ العديد من المشاريع الإقتصادية والزراعية والتعليمية التي كان لها أكبر الأثر في نهضة الأردن.
ففي عهده تم شق قناة الغور الشرقية ، وتأسيس الجامعة الأردنية وبناء سد الملك طلال الذي تم على أثره استصلاح آلاف الدونمات للزراعة في منطقة الأغوار الوسطى، بالإضافة إلى إنشاء الطريق الصحراوي أحد مشاريع النقل الحيوية في ربط شمال الأردن ووسطه مع محافظات الجنوب، كما شهد عهده تأسيس شركة الفوسفات وشركة البوتاس وتوسع الساحل الأردني على خليج العقبة لمسافة 100 كيلو متر جنوبًا، وتأسيس التلفزيون الأردني ومحطة الأقمار الصناعية ومستشفى الجامعة الأردنية وجريدة الرأي وإنشاء حزب الاتحاد الوطني ليكون دافعاً للحياة السياسية والحزبية في البلاد وغيرها من المنجزات التي جعلت من وصفي من أبرز السياسيين الذين حُفرت أسمائهم في ذاكرة الأردنيين لعدة أجيال.
اغتياله :
وبتاريخ 25 تشرين الثاني 1971, اختتم رؤساء أركان حرب الجيوش العربية اجتماعاتهم في القاهرة، وتقرر أن يبدأ مجلس الدفاع اجتماعاته يوم السبت 27 تشرين الثاني, فقد قرر وصفي أن يحضر شخصيا تلك الاجتماعات بوصفه وزيرا للدفاع.
وعلى الرغم من تحذير الملك حسين وآخرين له، ونصيحتهم بعدم المشاركة لوجود معلومات عن مخطط لاغتياله، إلا أنه أصر على الذهاب.
وفي 28 تشرين الثاني أُغتيل وصفي أثناء دخوله فندق الشيراتون في القاهرة، وأعلنت منظمة لم تكن معروفة سابقا تدعى “أيلول الأسود” مسؤوليتها عن حادثة الاغتيال هذه, ورغم اعتراف المتهمين الأربعة بأنهم هم من أطلق الرصاص، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن الرصاصة القاتلة لم تكن صادرة من مسدس، وإنما خرجت من بندقية قناص جاءته من الخلف، ومن مكان مرتفع في البناية المقابلة لمدخل الفندق .
وفي مساء ذلك اليوم رثاه الملك الحسين قائلا:” عاش وصفي جنديا منذورا لخدمة بلده وأمته، يكافح برجولة وشرف من أجلهما.. قضى كجندي باسل فيما هو ماض بالكفاح في سبيلهما”.
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني شيع وصفي من منزله في الكمالية إلى المقابر الملكية في عمان ومن ثم نُقل جثمان وصفي إلى ساحة بيته في منطقة السرو ـ غرب صويلح بعد أن طلبت زوجته من الملك حسين أن يحقق رغبة وصفي في أن يكون مدفنه في أرضه في منطقة الكمالية، فلبى الملك الحسين رغبتها وأمر بنقل الجثمان فجرا من المقابر الملكية.