أقلام حرة

فلسطين وكفى

كامل النصيرات

للمرّة المليون؛ فلسطين تهدم عليكم غرفكم المغلقة وهي تحمل خارطتها التاريخية على ظهرها وتقول لكم بكلّ أنواع الكلام: أنا عنوانكم الأوحد مهما أغمضتم العيون عن قراءتي..!
تعود “جنين” للمعارك من جديد؛ ومثل كلّ مرّة تحمل روحها على راحتها ليبقى العرب يتفرّجون على راحتهم ولا يملكون إلّا ألسنةً تعوّج بالجمل الركيكة والألفاظ التي فقد معانيها بل وأطفأت نارها قبل أن تخرج من أفواههم المدرّبة باحترافيّة على أكل أقوات شعوبهم..!
جنين وشهداؤها وما ستؤول إليه مقاومتها لن تجثو على ركبتيها وتطلب العفو والغفران.. بل ستمضي في الشوط إلى النهاية وسيكبر صغارها الذين الآن يولدون ويأخذون الدرس الحقيقي بالحياة وأنهم وحدهم ومن “وحدهم” سيفلجون الذين يلجون مواخير العهر السياسي الذي سحبهم إلى رذيلة الاستخفاف بالدم الفلسطيني ..!
شهداء في إثر شهداء.. ومقاومة على أجراس مقاومات سابقة.. وتراكمات من الوجع الذي لا ينتهي لتكون فلسطين كلّها الآن مركزيّة في الربيع العربي الذي انشغل بلقمة عيشه وغلاء معيشته وفواتيره التي تكبّله من رأسه إلى أخمص قدميه..!
فلسطين الآن وبعد قليل وغدًا وبعد غدٍ هي الربيع الي لا خريف بعده.. هي صانعة الأحلام وبوصلة من لا يعرف الطريق وجهاز كشف البطولة والثقافة والفكر لتحرير كل عبوديّةٍ ما زالت تشدّنا إلى عصر الجواري والعبيد..!
فلسطين ستتحرر بالشهداء وأمّا أنتم فنحن شهداء على أنكم لن تتحرّروا حتى تكون فلسطين أحلام منامكم وتفاصيل أحاديث صحوكم وإبصار عيونكم التي ما زالت تطارد المال والنساء و الكراسي..!

زر الذهاب إلى الأعلى