الاستدامة وعالمية التسامح في «طيران الإمارات للآداب»
الشاهين الاخباري
ملامح الثقافة المجتمعية ومساراتها المعرفية في ظل التغيرات والتحديات باتت مثار حراك إنساني وتلقى قبولاً ومناصرة عالمية كموضوعات الاستدامة وأطروحات ثقافة الغذاء.
بالإضافة لمفهوم التسامح واحترام الحريات العقائدية والإنسانية إلى جانب العديد من الفعاليات في الدورة الـ 15 من مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يحتفي بعطلة نهاية الأسبوع عبر 90 فعالية للكبار والصغار موزعة بين مكتبة محمد بن راشد وقاعات فندق انتركونتننتال فستفال ستي دبي إلى جانب الجلسات الملهمة والورش الإبداعية.
وحفلات توقيع الكتب لأشهر الكتاب والأدباء من الأعمال الروائية، والإصدارات المحلية والعالمية، إلى جانب دعم المواهب الشابة عبر مبادراتها الثقافية التخصيصية ضمن فئات متعددة.
شمولية الأديان
ناقشت جلسة «الإسلام بين الماضي والحاضر والمستقبل» بحضور مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية عمر سيف غباش والكاتب البروفيسور الباحث في الأديان رضا أصلان والكاتبة والمفكرة الاجتماعية والسياسية الماليزية مارينا مهاتير الرؤى العالمية لحضور الثقافة الإسلامية بكل تكويناتها المعاصرة في ظل وجود التوترات الداخلية السياسية والاجتماعية والطائفية.
وخلال الجلسة، أكد عمر سيف غباش أن التسامح هو قبول وتقدير مختلف الأديان والثقافات العالمية. وعلاقتنا مع جميع الحضارات والثقافات والأديان هي جزء من الأصالة والقيم الراسخة لدولتنا، وسنواصل الترحيب بالعالم والمحافظة على التنوع، لصالح البشرية.
الأمن الغذائي
وفي محور الاستدامة، ناقشت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة خلال جلسة «الاستدامة الغذائية» بمشاركة الشيف العالمي بوبي تشين، قضايا الأمن الغذائي والاستدامة.
وحول دور المطبخ المنزلي في التقليل من الهدر الغذائي أكد الشيف بوبي تشين، الذي يتبنى استراتيجية مواجهة أزمة المناخ، ويدعو إلى التحرك نحو المزيد من الخيارات الغذائية المحلية والمستدامة القائمة على النباتات، أنه على الأفراد ومقدمي الغذاء أن يقللوا من هدر الطعام من خلال التخطيط ، وتصميم الأطباق التي تستخدم بقايا الطعام وإدارة كيفية تخزين الأغذية.
بوصله السرد
وعبر جلسة «بوصلة السرد – عين على القصة» ناقشت الشيخة ميسون بنت صقر القاسمي تجربتها الخاصة في رصد ذاكرة الزمان في «في فمي لؤلؤة»، وتحولات المكان في «مقهى ريش – عين على مصر»، تشاركنا الشيخة ميسون بنت صقر القاسمي ملامح هذه الرحلة منذ قراءة المخطوطات النادرة، وطقوسها الخاصة في رسم شخصيات قريبة وصولاً إلى تحديات الرحلة نحو الذات في كتابة الرواية من منطلق أن لكل أديباً رحلته في الكتابة، ولكل رحلة بوصلة خاصة بها.
وخلال الجلسة أشارت الشيخة ميسون إلى أنه في أية كتابة إبداعية لا نبحث عن المغزى بقدر البحث عن الكيفية الأدبية، وقد لا ننتصر للحقيقة والعدالة.
فربما ينتصر الظلم أو القسوة من دون إرادة منا. أنت تنتصرين للشخصيات حالما تستطيعين رسمها جيداً.. المبدع لا يكتب الواقع فقط؛ بل يبحث عن واقع موازٍ للحقيقة وعالم سحري يستطيع أن يكتشف جمالياته وأزماته، هذا هو ما يعنيني في الأساس: الكشف الجمالي، يمكنك أن تكتبي عن حجرة في الطريق بجمال أكبر من كتابتك عن قضية كبيرة.
جماليات الطرح
وقالت الشيخة ميسون: يحتاج عالم الرواية، في رأيي، إلى شخوص وأمكنة وتواريخ في بعض منها، وإن اختيرت هذه الطريقة في السرد فلا بد أن يضع الكاتب الشخوص والحكاية في زمن وموضوع.
وقد اخترت ما يجعل قماشة الرواية واسعة وقادرة على خلق عالم سحري لم ينظر إليه بعمق، انزاح كما تنزاح لحظة للحظةٍ آتية بعدها، استطيع من خلاله طرح الكثير من الإشكاليات وطرح الكثير من جماليات اللحظة السابقة. عالم لا ننظر إليه بشكل الحنين أو العاطفة، ولا بالنقد الجارح؛ بل كواقع فيه ما فيه من جمال وقسوة وعنف، وانمحى كما تنمحي الأحداث كأنها لم تكن موجودة أصلاً.