أقلام حرة

من الطون إلى الطُّن إلى التونة

كامل النصيرات

لو قلتُ لأحد أبنائي الآن : علبة طون؛ لضحك عليّ ومنّي طويل.. قد يقبل منّي كلمة “طُنْ” وهي تخفيف “طون”.. والكلمتان هما “تونة”..!
لو قلتُ لأبي قبل ثلاثين عاما “تونة” فالأحتمال الأغلب أن يلحقني بـ”الطوريّة” أو ضربني بأي شيء حواليه بـ”المحاس”.. فكلمة تونة أيامَ كنّا أولادًا كانت تدلّ على الغنج. وفي تلك الأيّام من العار أن تكون مغناجا..!
الآن كلّنا نغنج.. لغتنا التي كانت تملأ الحلق والجوف والشفتين كانت مع كلّ كلمة تبني بداخلنا خليّة من الخشونة وخلية من البناء الرصين وخلية في الوجدان؛ بالإضافة إلى خلايا تنبت الشعر في أوانه وتجعلك تلتحق بسوق العمل في سنّ أسنانك اللبنية لم تتبدّل بعدُ فيها.. ولكن؛ لا سامح الله من أعطى خلايانا منوِّمات ومخدرات حتى صارت خلايا نائمة لا تستيقظ إلّا بعد موت كرامتها كي تمارس الندب واللطم وكيل التراب على الرأس كالنساء المكلومات الثكالى..!
من “الطون” إلى “الطُّن” إلى “التونة” اغنج يا شعبي اغنج..!

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page