أقلام حرة

موضوعية الاعلام الغربي (الحرب الروسية الاوكرانية)

سلمان الحنيفات

ترتبط موضوعية وسائل الإعلام بالتزام الصحفيين والإعلاميين بتقديم الأخبار والمعلومات بدقة ونزاهة وموضوعية وخالية من التحيز وتأثير الآراء الشخصية أو السياسية أو المالية.
إلا أن وسائل الإعلام اليوم تواجه العديد من التحديات التي تمنعها من تحقيق الموضوعية ، ومنها تدخل الحكومات والجماعات السياسية والتجارية ، والمصالح الشخصية في عمل الصحفيين وتحرير الأخبار. قد تكون المعلومات المتداولة على الإنترنت غير دقيقة أو مضللة.
تعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا واحدة من أعظم الأحداث الجيوسياسية والعسكرية في العالم ، وقد لعبت وسائل الإعلام الغربية دورًا رئيسيًا في تغطية هذه الأحداث وتشكيل الرأي العام الغربي.
قدمت وسائل الإعلام الغربية تغطية واسعة النطاق للحرب الروسية الأوكرانية ، مع التركيز بشكل كبير على العدوان الروسي على الجانبين الأوكرانيي والأراضي الأوكرانية. كما تم تسليط الضوء على الأضرار البشرية والممتلكات التي لحقت بالمدنيين الأوكرانيين نتيجة للحرب ، كما تم تسليط الضوء على الحالة الإنسانية الصعبة التي واجهوها المحليون.
تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لتغطية ونشر المعلومات حول الحرب ساعد هذا في توسيع المراقبة العالمية للحدث ورفع الوعي العام بالتطورات المتعلقة بالحرب.
في غضون ذلك ، اتهمت الحكومة الروسية ووسائل الإعلام الموالية لها وسائل الإعلام الغربية بتشويه صورة روسيا وتشويه الحقائق من خلال تصوير الوضع بطريقة منحازة لصالح أوكرانيا.
بشكل عام ، يمكن القول إن وسائل الإعلام الغربية لعبت دورًا مهمًا في توثيق ونشر المعلومات حول الحرب بين روسيا وأوكرانيا وفي تشكيل الرأي العام الغربي حول هذه الأحداث.
بالنهاية تعتمد الموضوعية في الإعلام على مبادئ أساسية، مثل تفادي تحرير الأخبار بناءً على الانحياز السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، وتفادي تضخيم الأخبار أو التعامل معها بشكل مبالغ فيه أو تحرير الصور أو الفيديوهات بطريقة تشوبها، كما يتطلب الموضوعية في الإعلام تقديم وجهات نظر مختلفة وتعدد الآراء حول الأخبار والقضايا المختلفة، وتجنب إساءة استخدام الإعلام للمعلومات الخاصة أو الحساسة أو التي قد تؤثر سلباً على المصالح العامة.
وهذه النتيجة المهمة يجب أن تدفع إلى إعادة تقييم أهم المبادئ التي تقوم عليها صورة وسائل الإعلام الدولية وتدفق الأخبار حول العالم بعد الحرب العالمية الثانية، إلى أولئك الذين ما زالت وسائل الإعلام الغربية تشير إليهم بالتخلف والتطرف والإرهاب وانعدام الحضارة ، فإن هذا يقلل من التعاطف معهم ويجبر الغربيين على وضع دماء هؤلاء في التعاطف معهم .

زر الذهاب إلى الأعلى