أرشيف

وزير الدفاع الإسرائيلي “المُقال” يواصل العمل بعد إرجاء نتنياهو التعديلات القضائية

الشاهين الإخباري

أفاد مساعدون لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الثلاثاء، بأنه ما زال في منصبه حتى إشعار آخر، وذلك بعدما تسببت إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو له في بلوغ الأزمة السياسية في البلاد ذروتها.

ويمثل هذا مؤشرا على أن الحكومة لم تحسم قرارها فيما يتعلق بكيفية المضي قدما.

وبعد 3 أشهر من اندلاع احتجاجات غير مسبوقة في جميع أنحاء إسرائيل تناهض خطة يتبناها ائتلافه القومي لإجراء تعديلات قضائية، أرجأ نتنياهو الاثنين، التعديلات، ودعا إلى محادثات للتوصل إلى تسوية مع المعارضة المنتمية لتيار يسار الوسط.

وقال نتنياهو في حفل حضره مع موظفيه بمناسبة قرب عيد الفصح، “هدفنا هو التوصل إلى اتفاقات”، مشبها الأزمة بشجار بين أفراد عائلة تجمعوا للاحتفال بالعيد اليهودي الذي يبدأ الأسبوع المقبل.

لكن آفاق المشهد بدت غير واضحة. وهددت المعارضة بمقاطعة أي محادثات في حالة الإصرار على المضي قدما في مشروع قانون التعديلات القضائية في ظل استمرار وجوده على جدول أعمال الكنيست.

وعبر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الذي تقدم بعرض للتوسط بين الجانبين، عن أسفه، قائلا في كلمة له “جدران الشك والعداء أعلى من أي وقت مضى”.

وقال مكتب هرتسوغ إنه من المقرر أن يعقد أول اجتماع له مع الوفود الثلاثاء.

وشهد الاقتصاد الإسرائيلي المهتز حالة من الاستقرار، بعد إرجاء نظر التعديلات القضائية وهو ما رحبت به القوى الغربية. وقال وزير الخارجية إيلي كوهين إنه أطلق حملة دبلوماسية تهدف إلى استعادة ثقة المجتمع الدولي في المناخ الديمقراطي في إسرائيل.

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل إن نتنياهو قد يتلقى دعوة طال انتظارها لزيارة البيت الأبيض قريبا. لكن ما زالت هناك تساؤلات حول مصداقية نتنياهو، بما في ذلك بين أتباعه، بعد أن جاهر بعض زملائه البارزين في حزب الليكود بمعارضة خططه.

وكان غالانت أحد أبرز هؤلاء الأسماء بعد أن عارض السبت التعديلات القضائية، وطالب بوقفها حتى لا تنتقل موجة الاحتجاجات إلى الجيش. وأعلن نتنياهو إقالة غالانت بعد يوم من تصريحاته.

وفي الظروف المعتادة، كانت مثل هذه الإقالة تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء. لكن مساعدين لغالانت قالوا إنه لم يتلق خطاب الإخطار المطلوب رسميا لبدء عد تنازلي لمدة 48 ساعة لإقالته من منصبه، وإنه يواصل العمل.

وعندما سُئل متحدثون باسم نتنياهو وحزب الليكود عن إمكانية بقاء غالانت أو استبداله، لم يكن لديهم تعليق على الفور.

تضاؤل شعبية نتنياهو

أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 التلفزيونية الأعلى تصنيفا في إسرائيل، أن 63% من الإسرائيليين، و58% من ناخبي ليكود، يعارضون إقالة غالانت. ودعمت أغلبية مماثلة وقف نتنياهو للتعديلات.

لكن مع تحميل 68% من الإسرائيليين المسؤولية له عن الأزمة، خلصت القناة 12 إلى أنه إذا أجريت انتخابات اليوم فإن نتنياهو وشركاءه في الائتلاف سيخسرون. وعبر اثنان من هذه الأحزاب، هما الصهيونية الدينية والقوة اليهودية، عن التخوف إزاء وقف التعديلات.

السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدز قال في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن نتنياهو قد يتلقى دعوة للقاء بايدن في وقت ما بعد عطلة عيد الفصح الشهر المقبل.

ويخشى معارضون من أن يكون نتنياهو، الذي يحاكَم بتهم فساد ينفيها، يعتزم استخدام التعديلات القضائية للحد من استقلال المحاكم. ويقول نتنياهو إن التعديلات تحدث توازنا بين دوائر الحكومة.

وقال زعيم حزب القوة اليهودية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن نتنياهو أكد له أنه إذا فشلت محادثات التسوية خلال فترة عيد الفصح والأعياد الوطنية الأخرى في نيسان، فإن الائتلاف سيمضي في التعديلات من جانب واحد.

وفي البرلمان، قدم الائتلاف الثلاثاء، للتصويت بالقراءات النهائية مشروع قانون رئيسي من شأنه أن يمنح نتنياهو سيطرة أكبر على نظام اختيار القضاة. ووصف متحدث برلماني المسألة بأنها إجراء فني. ولدى سؤاله عن الموعد الذي يمكن أن يدعو فيه الائتلاف للتصويت من أجل التصديق، قال “نظريا، من اليوم التالي”.

وقال زعيما المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس في بيان إنهما سينسحبان من أي مفاوضات إذا حدث ذلك.

وبينما ساد الهدوء شوارع إسرائيل إلى حد كبير اليوم، قال البعض من بين عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين شاركوا في احتجاجات متصاعدة ضد التعديلات القضائية إنهم سيعودون.

رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى