عربي

اشتباكات في الخرطوم على خلفية الصراع بين البرهان ودقلو وسقوط 3 قتلى

الشاهين الاخباري

تتواصل بعد ظهر السبت، الاشتباكات التي اندلعت صباحا في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك إن 3 مدنيين قتلوا من بينهم اثنان في مطار الخرطوم. فيما لقي شخص ثالث حتفه في أثناء المعارك في الأبيض بشمال كردفان (وسط السودان).

“السيطرة الكاملة على مواقع الجيش”

أكد حميدتي في تصريحات لقناة الجزيرة، أن قواته “لن تتوقف” عن القتال إلا بعد “السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش”. وشدّد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال “لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كرّ وفر”.

وجاءت تصريح حميدتي بعد نداء وجهه الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إلى وقف “فوري” للقتال في البلاد.

وأفاد بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة في السودان بأنّ “بيرتس اتصل بالطرفين للمطالبة بوقف فوري للأعمال العدائية من أجل سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد المزيد من العنف”.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن القتال في السودان يجب أن يتوقف “فورا”.

وفيما أكدت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت، “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط). أعلن الجيش بعد الظهر أن القوات الجوية نفذت هجمات لـ”تدمير” معسكري طيبة وسوبا في الخرطوم.

كانت قوات الدعم السريع بادرت بالإعلان في بيان، أن القوات المسلحة “هاجمت في وقت متزامن قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جارٍ حصرها”. مؤكدة أن “قوات الدعم السريع دافعت عن نفسها وردّت على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة”.

وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تقف إلى جانب “جميع المواطنين وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة” في إشارة إلى ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير بعد 30 عاما في السلطة.

منذ ساعات الصباح الأولى سُمع في الخرطوم دويّ قوي لانفجارات وإطلاق نار قبل أن تتهم قوات الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة معسكراتها. وردّ الجيش بعد قليل باتهام مماثل للقوات شبه العسكرية بالمبادرة بالهجوم على قواعده.

وتحدث شهود عن “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمع بالقرب من قاعدة تتمركز فبها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم. وسمع إطلاق نار بالقرب من مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية.

اتهامات متبادلة

تبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أنها “تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل الى مقرّ وجود القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات الموجودة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بجميع أنواع الأسلحة”.

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله. “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

وأكدت مصر الجار القوي للسودان، أنها “تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان”.

ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان، “الأطراف السودانية كافة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق”.

وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 تشرين الأول 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ بالتصاعد.

وقبل يومين، حذّر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمرّ بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسة.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح، فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.

فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات على شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

كانت قوات الدعم السريع شكلت في 2013 وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها البشير بقمع التمرّد في إقليم دارفور.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!