صحة وجمالمنوعات

المخدرات الرقمية : آفة جديدة تُهدد الشباب والمجتمع الرقمي…

الشاهين الاخباري

في عصر التكنولوجيا الرقميه الحديثه ظهرت ظاهره جديده تشكل تهديدا كبيرا على الشباب والمجتمع وهي المخدرات الرقميه وتعتبر مصدرا خطيرا للادمان وتعاطي الموسيقى المخدره عبر الانترنت والتكنولوجيا الرقميه. وشدد المتخصصون في الطب والعائله والسلوك ان ظاهره المخدرات الرقميه يتعرض لها الاطفال المراهقون عبر الشبكه العنكبوتيه ومنصات التواصل الاجتماعي المتنوعه وعبر ملفات صوتيه وموسيقيه مفخخه بمحتوى خطير يترك تاثيره على الراس ويسيطر على الحواس ويتسبب في اضطراب الاهتمام وتشويش العقل الامر الذي يترتب عليه مشاكل اجتماعيه تلقي بظلالها على نطاق تعامله مع محيطه الاسري وقصوره في التحصيل الدراسي اضافه الى قلاقل جسمانيه يقع تاثيرها على سلامته العصبيه وصحته النفسيه.
واشار المتخصصون بالمخدرات الرقميه انه بلاء خطير تحمل على عات مسؤوليتها وبالدرجه الاولى العائله ومن بعدها المدرسه ومن ثم الجامعه وينبغي على الجهات الرسمية المقصوده والاعلام بزياده الوعي بخطرها وتاثيرها باعتبارها فخا جديدا للادمان من منفذ المحتوى الرقمي.
قال الباحث صهيب بدور، الذي أجرى مؤخرًا دراسة استشرافية للمُستقبل حول المخدرات الرقمية، أنَّ المخدرات الرقمية آفة تهدد مجتمعاتنا العربية والعالم بأسره، لا سيما وأنها تتجاوز الحدود الجغرافية والزمانية، وتشكل خطرًا كبيرًا على فئة الشباب؛ كونها الفئة الأكثر تأثرًا لكل ما هو جديد وما لديها من حب للتجربة والاستكشاف، يجعلها عرضة لتعاطي هذا النوع من المخدرات. مضيفًا، أنَّ المخدرات الرقمية هي عبارة عن ملفات صوتية يتم تعاطيها سمعيًا، وتتكون من موجات تؤثر على كهربائية الدماغ وتُحدث تأثيراتٍ تُحاكي تأثير المخدرات التقليدية، حيثُ أنها تتكون من ذبذبات منشطة أو مهدئة لمراكز المخ والجهاز العصبي، وتختلف تلك الترددات في الأذن اليمنى عن الأذن اليسرى بمعنى إذا كان تردد الأذن اليمنى 100 هرتز والأذن اليسرى 110 هرتز، فبي هذهِ الحالة يقوم المخ بالموازنة بين الصوتين وقرأت الفرق بينهما، وفي المثال السابق يكون 10 هرتز، وهذهِ الموجة تُسمى بموجة “ألفا”، ويدخل معها المتعاطي في نوبة استرخاء وهدوء مع التيقض ويشعر بالهلوسة، ويعرف ذلك الجهد المبذول بالجرعة. لافتًا إلى أنهُ هناك أنواع موجات أخرى تُحدث تأثيرات متعددة كوجات “بيتا، وثيتا، ودلتا، وجاما.
وبين البدور، أنَّ هذا النوع من المخدرات له عدة أنواع تحمل أسماء المخدرات التقليدية، كموجات الكوكايين، وموجات الماريجوانا، وموجات الأفيون وغيرها، وتقوم مواقع على الترويج لها كنوع من الصوتيات المهدئة أو المنشطة للأعصاب، وتقدمها للمسخدم مجانًا في البداية، ولكن بعد أن يدمن عليها، يكتشف أنَّ الفترة المجانية قد إنتهت ويجب عليه الإشتراك بالموقع أو دفع ثمن كل جرعة يتلقاها.
وأشار البدور، أنه يجب على الجهات الأمنية المعنية حظر المواقع التي تروج لهذهِ الآفة، وتعقب من يقوم ببيعها أو تعاطيها أو مشاركتها مع الآخرين.
وأكد البدور، أن من خلال الدراسة التي أجرها قامَ بتحليل عينات من هذهِ المخدرات، وتحديد تأثيرها على صحة عقل الإنسان، كذلك تم تطوير خوارزميات تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على الكشف عن هذا النوع من المخدرات، مما يساعد الجهات الرقابية والأمنية على مكافحة هذهِ الآفة من خلال تبني ما جاء بالدراسة.
وأضاف البدور أن المخدرات الرقمية تُحدث تأثيراتٍ جسدية وبيولوجية، وتأثيراتها البيولوجية أكثر؛ نظرًا لما تقوم به من التأثير على الخصائص النفسية والمزاجية للإنسان. مؤكدًا أنها قد تصل بالمتعاطي إلى الإدمان، وقال في هذا السياق، “المخدرات الرقمية كالتقليدية.. تجعل المتعاطي يدخل بحالة اكتئاب فور إنتهاء الجرعة… مما يدفعه إلى أخذ جرعة ثانية وثالثة وهكذا وصولًا إلى الإدمان.
وأردفَ البدور، أنَّ خطورة المخدرات الرقمية لا تقتصر على المتعاطي بعينه، وإنما تمتد للأسرة والمجتمع والدولة، لذلك يجب مكافحتها كضرورة وطنية وتجريم من يتعامل بها قانونيًا، لا سيما وأنها تُمثل بديل مناسب للمتعاطين في ضوء ضعف الرقابة وسهولة الحصول عليها.
وبين البدور، أنَّ الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات الرقمية، هي القصور في الانتباه والميل إلى الخمول والكسل، والشرود الذهني وغياب الوعي بالعالم المحيط بالفرد، وحادية المزاج للمتعاطي نتيجة ازدياد المادة المنشطة له في الدماغ، والانفصال عن الواقع والعيش في عالم التخيل والأوهام، والإصابة بنوبات من التشنج تصل أحيانا إلى الإعاقة العقلية، ورفض الاختلاط والميل إلى العزلة. مؤكدًا أنَّ من يقومون بتصنيع هذا النوع من المخدرات يطورونهُ سريعًا، مما قد يظهر منه أنواع عدة في المستقبل، لا يمكن تحديد مخاظرها، وهذا ما يزيد من خطورة هذهِ الآفة.

إعداد: جميل المجذوب، دانيا موسى.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page