أقلام حرة

رحلة ” من الاخر “


طلعت شناعة

كلما ركبتُ « باص»/ الكوستر ،متّجها من « الجبيهة» الى « دوار الداخلية »، انتابني شعور أنني لن أصل. واحيانا ،اتخيّل نفسي راكبا «جملا» او « ناقة» عرجاء، وانني اسير في الصحراء في زمن الأخ امرئ القيس وليس على « الاسفلت».
وفي كل مرّة ،اشعر بالنّدم، واقول : يا ولد شو بدّك بالبهدلة، اركب « تاكسي». لكنني اعود و»أحنّ» الى الباصات والسرفيس الذي نال من عافيتي،وان كان قد ساعدني في اكتشاف الكثير من المصائب التي نعاني منها.
امس مثلا،جلستُ خلف السائق الذي كان يدخّن بشراهة ويباغتنا كل دقيقة بالصراخ على الكونترول او « المُحصّل» كما في اللغة العربية او « الكومسري» باللهجة المصرية.
المفروض ان النداء كان يعني «الاستعجال». لكنني اكتشفت ـ يا لكثرة ما اكتشفت ـ،ان ذلك النداء المكرر لا يعني شيئا.و»الكونترول» عادة ما يفهم الامور ومن بينها نداء السائق « بالعكس»، اي « خُذ راحتك».
جاء رُكّاب وهبط آخرون،والسائق يعاني من خلل في «»جير « السيارة الذي يُصدر « جعيرا»مثل خوار البقرة.
وكنتُ انظر الى السائق المنشغل ب 6000 «شغلة» آخرها « قيادة السيارة»،واندهش من قدرته على السيطرة على المركبة في ظل التلاصق والحميمية بين السيارات. وكان الله « يُسلّم»،او كما اقول لاصدقائي انني أصل سالما ببركة دعاء الوالدين وليس بشطارة السائقين.
كان يجلس الى جانبي شاب لم «يشبع نوم»،ولهذا كان يميل عليّ،ليس حبا بل لأنه «مُتْعب» و» مُرْهق» وكأنه لم ينم منذ قرن من الزمان.
وكان الرجل،يصحو فجأة، على صوت «جعير جير السيّارة»،ويقول كلاما لم استبنه،فلا هو «مدحا ولا ذمّا. وكان السائق يلتفت تجاهه،ويرمقه بنظرة كراهية.
لحسن الحظ ان «مسجّل» الباص كان «معطوبا»، فلم نسمع ايا من الاغنيات الدارجة على «خط عمّان / صويلح» مثل «آه يا زهر» وغيرها من الاغاني» الشعبية».
حاولتُ معرفة «سِرّ خراب جير الباص»،الاّ ان « الكونترول»،حجب عني» المعلومة» كما يفعل بعض المسؤولين.لكنه المح واشار الى انه « لا وقت لصيانة الباص» في ظل «الصراع» على الرّكّاب.
كانت ،رحلة
« من الآخر «
او ” الآخرة ” !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page