في ظلالِ عرسِ وَليِّ عهدِنا.. أميرنا الغَالي”مُناجاة في الحبّ الأعظم للهاشميين.. “
الشاهين الاخباري
د.عماد علي الخطيب
يُولَدُ الحبّ الصّادق بين أفراد العائلة ولادة طبيعية..
وينمو مع كلّ حدث من الأحداث التي تمرّ بها العائلة؛ وربما ينمو مع أحداثٍ عفويّة بشكلٍ أكثر من تلك التي ينمو بها مع أحداثٍ تقليديّة، وليست الأحداث هي التي تُولّد الحبّ فقط، بل هناك أثر كبير لتاريخ العلاقات في تلك العائلة، وأثر يقابله في الوزن لتاريخ تبادل المنافع فيما بين شخوصها، وربما يتوالد الحبّ بفعلٍ باطنيّ/سرّيّ؛ بالتّخاطر تارة، أو بالاستبصار، والإدراك تارة أخرى، فثمّة قدراتٌ في إرسال (الحبّ) واستقباله، تبتعد عن التّفسير العلميّ المجرّد، وتقترب من التّفسير النّفسيّ غير المعلّل ظاهريًّا.
هذا…
وللعائلة الهاشميّة: “اسمًا ومعنى” مشاعر جيّاشة، تَثْبُتُ في أصل الحكاية، مع جذورٍ عملاقة لا تزحزحها الأيّام مهما قَدُمت، ولا تتأثر بالأحداث مهما تباعدت، بل تزداد عمقًا وأصالة كلما توغّلنا لنصل إلى جذورها ولن نصل!
وكما أنّ للعائلة الهاشميّة أصلا ثابتًا في جذورها، فلها فروع ممتدة: ولكلّ فرع من فروعها قصة أو حكاية تتفرّع منها قصص وحكايات في سلسلة لا تنتهي عند حدّ، بل إنّ أيّ فرع منها (قد) تظهر عليه مظاهر الذّبول فسرعان ما سيتفرع منه فرعٌ آخر مع ولادة نجلٍ هاشميّ تزداد به قصص شجرة العائلة وحكاياتها عُلوًّا.
ولأننا نؤمن بأنّ الأمر يتجاوز مجرّد القصّة؛ ليرسم خطوط لوحة متكاملة، تزيّنها ألوان جاورتْ في سُكناها بعضها البعض “تمامًا كما في الطّبيعة السّاحرة”؛ فإنّك لا تجد لونًا بجانب لون إلا زانه، وأظهر ما به من جَمَال.
وهكذا.. فإنّنا في حبّنا للهاشميين نجسد تاريخًا من القناعات المتأصّلة فينا عندما عَرَفنا في المُطلق: نَسَبَهُم وأصلهم وقصص بسالتهم وعطائهم وقيادتهم، فلازمتنا تجاههم عاطفةٌ هي الأقوى من حيث العمق الأصيل، ولا يخفى أنّنا ازدننا لهم قُربًا مع بعثِ نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصّلاة والسّلام.
شجونٌ متأصّلٌ فينا.. وحبّ يختلط بكلّ جوانب حياتنا، ومهما بلغت دائرة مساحة قصص الحبّ، فلن تجد لمساحة دائرة قصّة حبّ نبيّنا شبيهًا؛ فأينما توجهتَ طولا وعرضًا، في الكون، لن تعدم وجود مَنْ يحبّه عليه الصّلاة والسّلام، لتمتلئ الدّنيا بالأحبّة الذين يزدادون تيهًا وفخرًا بأنّهم يستظلّون تحت خيمة أمّة مُحمدٍ.
وها نحن اليوم..
نزداد فخرًا بأنْ سَيَّرَ الله تعالى لنا فرعًا من فروع شجرة بني هاشم؛ فهو وإنْ كان ابنًا للهاشميين، فهو ابن لكل الأردنيين؛ لأنّ ما يتجسّد في أعماقنا من حبّ للهاشميين، يتجدّد في حبّنا للنّجل الهاشميّ الأمير الحسين ولي عهدنا المفدى، الذي عهدنا به شدّة اقترابه من أهله وناسه وشعبه، كما عهدناه راعيًا لكلّ ما من شأنه النّهوض بالمستوى المعرفيّ، لأهله وناسه وشعبه، وقد كان وما زال يفرح لفرحهم ويضيره ما يضيرهم ويأخذ بيدهم ويسلّحهم بالفكر والمهنية والمهارة التي يحتاجونها في مستقبلهم الجديد الذي يختلف عمّا عاشه أجدادهم: فحبّه لهم يتساوى مع حبّهم جميعًا له. وإنّه الحبّ – يا سادة – ذلك الذي لا يتجزّأ!
والعاطفة النّامية للحبّ، ككرة الثّلج، التي تزداد حجمًا، كلما تدحرجت، ولكنّها لا تتدحرج دونما تأثير من حدثٍ يدور في فلك زمنيّ، ذي مركز، ونقاط متشعّبة تشكّل أقطارًا لدائرته، وحوارات تُدار من شخوصٍ في فضاء مكانيّ يجمع كلّ تلك العناصر.
وأمّا الحدث الرّئيس فهو (عرس وليّ عهدنا المحبوب)، وأمّا الزّمن المركزيّ فهو (الأول من حزيران من عام 2023)، وأمّا المكان فهو (أردنّنا الشّامخ)، وأمّا الأقطار والحوارات فقد يلخّصها مغزى فضاء الحكاية في أنّ قربنا من الهاشميين يزيدنا قوّة، وإدراكًا بأهميّة ما ينتظرنا مِنْ خيْر؛ فقد أفلح مَنْ أحبّهم في الماضي، وسيفلح مَنْ يُحبّهم في الحاضر، ومَنْ سيحبّهم في المستقبل. و”إنّنا نحبّ الحسين ونفرح لفرحه”.
وأخيرًا..
إنّه حبّ الهاشميين إذن..
الحدث الوحيد الذي تتساوى من خلاله أزمان (الماضي والحاضر والمستقبل)؛ لأنّ الحبّ هو الحبّ لا يتغيّر ولا يتبدّل، فكيف إذا اشترك فعل (الحبّ) مع حدثٍ يخصّ (بني هاشم)..
فمهما تولّدت فروعُ حكايات حبّنا لبني هاشم وأبناء بني هاشم، فستبقى في فضاء دائرةٍ نعرفها جيدًا، ونفهم مغزاها؛ “إنّها الدّائرة التي أصلها ثابت، وفرعها في السّماء”.