كيف ترى « تياستي » ؟
طلعت شناعة
كان «أسوأ» مشوار رافقته فيه. فرغم ان صديقي من « العتاقى» ومن الكائنات» القديمة» واصحاب «الخبرات» في مليون «مجال»،الاّ أنه في «السواقة» ـ شكْل ثان وثالت ورابع ـ.
وانا هنا اشكره؛لأنه «لقّنني» درسا في « الصّبر وجعلني»أسترجع ما أحفظه من قِصار السُّوَر القرآنية والمعوّذات» التي استعنتُ بها خلال رحلتي معه التي لا تزيد على 13 كيلو مترا فقط.
فقد «انشغل طوال الطريق بالرد على المكالمات و» ارسال « المسجات» عبر «الواتس أب» مع أنه يعاني من «انحراف في النّظر»… واشياء اخرى بدرجة كبيرة.
كما انه يعاني من «مرض السكّري»،لكنه «شفاه الله»، كان يصرّ على سلوكه، ويبرر ذلك بأنه «أقدم مني» في قيادة السيارات»، وظل يكرر انه حصل على «رخصة سواقة قبل ما أُمّي تولدني».
الغريب أن صاحبي،»دمه خفيف». وكان كلما صرختُ :»انتبه رحت تخبط بالسيارة اللي قدامنا».. كان يقول بدهشة: يعني خاااايف على روحك،ما هي موتة واحدة».
وكنتُ اقول له»صحيح هي موتة واحدة، بس ممكن تكون في الجهاد في سبيل الله او فلسطين او لسبب محرِز. وليس لأن قائد السيارة مشغول بارسال «المسجات» لجهة لا اعرفها !!
الأغرب ان الرجل كان لا يتوقف عن الضحك،خاصة عندما يشعر ان مستوى « الادرينالين والخوف» عندي مُرتفع جدا.
والصراحة أنني لا ألوم احدا غير نفسي. فأنا لا اتعلم من أخطائي. وخاصة أخطاء اصدقائي. وامسح اولا باول.
الطريق الذي سلكناه،كان في ذروة الازدحام. وبخاصة وان العاصمة عمّان وربما الاردن ،تحول الى « اكوام من الحديد» تملأ شوارعنا وحياتنا ومعها ارتفعت درجة «تخلّفنا»،لأن معظمنا بات يعتقد انه يستمد» عنجهيته» و»أخلاقه» من « صلابة الحديد». وهو يعلم ان «أحسن سيارة» يمكن ان تتحول في رمشة عين الى « علبة سردين».
وصلنا ببركة دعاء الوالدين. وعندها توقف صاحبي عن ارسال « المسجات».. وعلى مؤخرة السيارة وعلى الاجناب لمحتُ عدة «طعنات وضربات وكدمات وطعجات».. وحينها قال صاحبي: عادي،كل يوم بتحصل معي.. بسْ كيف سواقتي؟
قلتُ له»بتجنّن».. اصلا انت ما في مثلك .
وكتمتُ «غيظي» ووعدتُ نفسي الاّ ارافقه بعدها ابداً..
ابداً !!