أسر مرتكبي الجرائم وحاجاتهم للدعم النفسي
الدكتورة ريما الشهوان/دكتوراه علم الجريمة
تعد الأسرة المصدر الرئيسي للأخلاق والفضيلة وايضا الدعامة الرئيسية لغرض السلوك القويم والمحافظة علية ومتابعته، وتتعرض اسر السجناء لمشاكل متعددة من علاقات سيئة ورفض اجتماعي كما يتعرض الابناء والبنات إلى ألوان مختلفة من النقد والتجريح والسخرية والتهكم في البيئة الاجتماعية المختلفة مثل الاقارب والجيران والمدرسة والجامعة بسبب الأعراف والثقافات الفرعية في المجتمع الناتجه عن الانفصال الذي يحدث بين افراد الأسرة، مما يترب علية مجموعة من الضغوط النفسية ويعد الدعم النفسي من بين أهم العوامل المؤثره في التعامل مع اسر نزلاء مراكز الاصلاح والتاهيل، حيث تهدف برامج الدعم النفسي المقدمة لاسر النزلاء إلى ايجاد العلاقات الإيجابية مع الآخرين، ويعمل على قبول الذات داخل الاسرة، ويساعد على تحقيق النمو الشخصي للاسرة، وينمي الاهدف في الحياة العائلية ويسعى الى تحقيق الاستقلالية الذاتية لافراد الاسرة.
ان الدعم النفسي المقدم لاسر النزلاء يتضمن مراحل متعددة من الدعم النفسي وذلك من خلال ما يلي
- الدعم المعلوماتي: ويتحقق ذلك من خلال الحصول على المعلومات الدقيقة التي تساعدهم في التخفيف من معاناتهم على الصعيد الشخصي والجماعي.
- 2- والدعم الفعال: ويظهر هذا النوع من خلال الافعال التي تصدر من المحيطين في الاسرة، حيث يتمتع الشخص الذي يعيش في بيئة اجتماعية داعمة عمومًا بظروف أفضل، لأن دعم الأسرة يعتبر مقبولًا يقلل أو يخفف من التأثيرات الصحية على العقلية الفردية للاشخاص.
- والدعم العاطفي: يتضمن المواقف والافعال ويظهر من خلال شكل ومواقف إجراء، وفبول الاسر لأفراد الأسرة.
- الدعم الجماعي: تعطي الجماعة في ظل عيش الأحداث الاستثنائية ،المتضررين من أبنائها دعمًا اجتماعيًا يشعرهم بأنهم ليسوا وحيدين في العالم الذي يعاني من المشكلات النفسية، وأن هناك آخرين قبلهم، مما يترك أثرًا طيبًا في التخفيف من وطأة اضطرابهم ، كما أنه يكون فرصة لتعلم أساليب جديدة في التعبير عن انفسهم وفي الاختلاف مع غيرهم دون أن يؤذي مشاعرهم.
أن المساندة الاجتماعية ترتبط ارتباطاً كبيرا بالصحة النفسية للأفراد، كما أن غيابها يرتبط بزيادة الخوف والحزن والشعور بالضياع وعدم الاستقرار، ولهذا تعتبر مصدراً هاماً من مصادر الدعم الاجتماعي والنفسي الفعَال الذي تحتاجه اسر نزلاء المراكز الإصلاحية ومن النزلاء المفرج عنهم؛ حيث يؤثر حجمها ومستوي الرضا عنها في كيفية إدراكهم وأساليب مواجهتهم وتكيفهم للضغوطات التي يوجهونها، كما أنها تلعب دوراً هاماً في خفض مستوى المعاناة الناتجة عن الضغوطات والأزمات سواء على المستوى الفردي أو الأسري، وذات أثر في تخفيض حدة الأعراض التي قد تؤدي به إلى فقدان الشعور بالانتماء.
