نجاح وفشل
طلعت شناعة
تعجبني قناة « ناشونال جيوغرافيك». واهرب اليها من «قنوات السياسة ونشرات الاخبار وخراب الديار». ورغم ما تحتويه من مواد وبرامج علمية وانا أصلا»أدبي»،وعلى رأي المرحوم فريد الأطرش» إن لم يكن ادبي»،فالأكيد انه « علمي»… وبالطبع « علمي عِلمك».،الأّ انني اتابعها بشغف وللدقّة بشغف شديد.
عادة ما اتابع» الحيوانات المتوحّشة» وأتأمّل سلوكها» الإنساني» / احيانا والذي يرقى على الإنسان.
فالأسد او «أبو «شبل» او « السبع» و» الليث» او « الهزبر» الى آخر اسماء الاسد في التراث العربي، لا ينجح في الصيد إلا في «رُبع» محاولاته. أي أنه يفشل في 75% من محاولاته و ينجح في 25% منها فقط..
ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركه فيها معظم الضواري إلا أنه يستحيل على الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة و الصيد … والسبب الرئيس في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض ، إنما هو استيعاب الحيوانات لقانون (الجهود المهدورة) وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها … فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها .. ونصف مواليد «الدببة» تموت قبل البلوغ … ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات … ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير … وحده الإنسان من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في عدة محاولات يجعل منه إنسانا فاشلا …
لكن الحقيقة هي أن: الفشل الوحيد هو «التوقف عن المحاولة» * والنجاح ليس أن يكون لديك سيرة حياة خالية من العثرات والسقطات … بل النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة.. ولو كان هنالك من كلمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة: ( استمر ) !!
شو وراك: استمر يا أخي !!