
الجبن والتفاح والموز يدخلون الفرح لقلوب 90 ألف طالب في مناطق الفقر
الشاهين الإخباري _ رزان عبدالهادي
نظم برنامج الأغذية العالمي زيارة لمجموعة من الصحفيين والإعلاميين يوم الاثنين إلى محافظة مادبا للتعرف على البرنامج الوطني للتغذية المدرسية في الاردن ونموذج الوجبات الصحية تزامناً في بداية الفصل الدراسي الجديد.
خلال الزيارة، قام الصحفيون والاعلاميون بجولة في المطبخ الانتاجي في المحافظة حيث يتم تحضير وجبات الاطفال، وجولة في مدرسة عائشة أم المؤمنين الكائنة في الحي الشرقي للمحافظة، احدى المدارس المستفيدة من البرنامج
المطبخ الانتاجي نظافة، تعاون، واهتمام
الاء الشلة، مديرة البرنامج في الجمعية الملكية للتوعية الصحية اكدت ان جميع العاملات في المطبخ الانتاجي يخضعن لفحوصات صحية دورية للتأكد من خلوهن من الامراض، اضافة إلى الزامية ارتدائهن للقفازات، الكمامات، وغطاءات الرأس والقدمين لضمان نظافة الوجبات المقدمة للطلاب.
وحول ماهية الوجبات المقدمة للأطفال، أوضحت الشلة أن الوجبات مكونة من موز وتفاح أو خيار وتفاح اضافة الى معجنة جبنة وزعتر او جبنة وخضار او زعتر.
مديرة البرنامج شددت انه يتم تصنيع المعجنات في أفران ومخابز معينة وقع عليها الاختيار بعد أن تم التأكد من نظافتها وجاهزيتها التامة لتحضير المخبوزات بعناية للطلاب.
“إلى ذلك، تم الاتفاق مع احد خبراء الطعام لتفقد هذه المخابز بشكل دوري واعطائهم بعض النصائح والإرشادات لتكون هذه المخبوزات افضل وأفضل، وأيضا تقوم كوادر من مؤسسة الغذاء والدواء بإجراء زيارات تفقدية للمخابز للتأكد من جودة الطعام” بينت الشلة.
من جانب اخر، أكدت الشلة انه يتم غسل الخضروات والفاكهة المقدمة للأطفال ضمن الوجبات، كالخيار والتفاح، بالماء ومعقم خاص بغسل الخضار والفواكة.
مديرة البرنامج نوهت أيضًا أنه يتم تنشيف الفواكة والخضار بأوراق صحية خاصة لهذه الغاية، مبينة أن تنشيفها بالمحارم الورقية والمناديل، على سبيل المثال، قد يكون سبباً لنقل أنواعاً من البكتيريا.
سعاد عبدالله، وهي إحدى العاملات في المطبخ الإنتاجي، أكدت أنه وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ترد للمطبخ الإنتاجي والمشرفين عليه، كشوفات بأسماء الطلاب الذي يعانون من حساسية الطعام، كالحساسية من طحين القمح، على سبيل المثال.
“بهذه الحالة نقوم بإستخدام طحين الذرة عوضاً عن طحين القمح لهؤلاء الاطفال، واضافة الى ذلك نقوم بوضع اشارة معينة على الوجبات هذه حتى نتأكد من أنه يتم ايصالها للأطفال المعنيين”، قالت عبدالله.
البرنامج لا يهدف لإطعام الاطفال وحسب
خالد أيوب، مسؤول برنامج التغذية المدرسية في برنامج الأغذية العالمي، قال ان البرنامج يهدف الى توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي، إضافة الى ذلك، فأن البرنامج يسعى لتقديم رسائل توعوية للأطفال لتغيير عاداتهم وسلوكياتهم الغذائية و ان نشجعهم على تناول الاكل الصحي باستمرار.
“هناك أكثر من 250 سيدة يعملن ب 11 مطبخ انتاجي موزعين في مختلف محافظات المملكة، هؤلاء السيدات جميعهن مسجلات في الضمان الاجتماعي”، تابع أيوب.
مسؤول برنامج التغذية المدرسية قال ان هناك استراتيجية وطنية للمضي قدمًا في هذا البرنامج مدتها خمس سنوات وتنتهي في 2025، مشدداً على ان هناك تعاون كبير بين مختلف الوزارات المرحبين والداعمين لهذا البرنامج.
” قبل ايام عقدنا اجتماعًا مع وزير الزراعة الذي ابدى اهتمامًا كبيرًا أن تكون أسعار الخضار والفواكة تفضيلية ومناسبة للجميع من أجل استدامة عمل البرنامج” قال أيوب، وتابع “الى ذلك، لوزارتي التنمية الاجتماعية والمالية أيضًا دورًا كبيرًا في هذا البرنامج.”
فرحة الأطفال بالوجبات لا تقدر بثمن
جمانة الطرمان، المديرة العامة لمدرسة عائشة أم المؤمنين، قالت أن للبرنامج أثر إيجابي على المجتمع المحلي بأكمله، موضحًا أن المدرسة تقع في حي شعبي، يقطنه أشخاص من جنسيات مختلفة، منها السوريين، المصريين، اليمنيين، السودانيين، وغيرها.
“بعض الطلاب لا يحملون معهم مصروفا للمدرسة نظرًا لأوضاعهم المادية الصعبة، وهذا البرنامج، ولحسن الحظ قدم لهم وجبات سليمة ونظيفة تحتوي على الفيتامينات اللازمة للتغذية السليمة للأطفال”، أوضحت الطرمان.
مديرة المدرسة شددت أن الوجبات المقدمة للطلاب في تحسن مستمر، وبحسبها فإن بعض الطلاب باتوا يحرصون على الدوام بشكل دائم من أجل هذه الوجبات.
الطرمان نوهت أن جميع الطلاب في مدرستها مستفيدين من هذا البرنامج، ويبلغ عدد الطلاب في مدرسة عائشة أم المؤمنين التي تضم طلاب من مرحلة الروضة للصف الرابع نحو 900 طالب وطالبة.
ما هو البرنامج الوطني للتغذية المدرسية؟
يستفيد من البرنامج هذا العام ما يقارب نصف مليون طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً.
وينقسم البرنامج لفئتين، الأول يستفيد منه نحو 430 الف طالب وطالبة يتم تزويدهم بالبسكويت المحشو بالتمر، والثاني حيث يستفيد منه نحو 90 الف طالب وطالبة في 6 محافظات وهي مادبا، البلقاء، المفرق، اربد، الكرك، والطفيلة.
وبحسب الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم، أحمد المساعفة، فأن الوجبات المقدمة للطلاب في نموذج الوجبات الصحية توفر ما نسبته 30 بالمئة من إحتياجات الطلاب الغذائية، حيث يعتبر الجبن مصدرًا جيدًا للكالسيوم الضروري لصحة الأسنان والعظام، كما تحتوي الفواكة والخضار على الماء والألياف والكربوهيدرات التي تمد الطلاب بالطاقة التي تساهم في بناء الجسم ورفع مستوى تحصيلهم العلمي.
وأثبت الدراسات العلمية التي رافقت تنفيذ مشروع التغذية المدرسية تحسن الوضع الصحي والتغذوي والتعليمي للطلبة المشمولين في مشروع التغذية المدرسية الذي انطلق في عام 1999 بهدف تحسين الوضع الغذائي والصحي لطلاب المدارس الحكومية في مناطق الفقر.






