أخبار الاردنواحة الثقافة

ملتقى النخبة يناقش”معاملة الأسير وواجب تخليص الأسرى”..

الشاهين الاخباري

ضمن حوارات الثلاثاء التي يجريها ملتقى النخبة-elite.. كان موضوع الحوار هذه المرة عن “معاملة الاسير وواجب تخليص الاسرى”..

وفي ضوء الاحداث التي تمر بها الامة.. ارتأى الملتقى ان هذه قضية تحتاج بحثا وتجلية. وإبداء الرأي في حيثيات مسألة الاسر من خلال بعض التساؤلات:

  • ما هو مفهوم الاسير في الفقه الاسلامي؟!..
  • ما هو تعريف الاسير في القوانين الدولية المعاصرة؟!..
  • هل الشعب الخاصع الاحتلال ينطبق عليه حكم الاسرى؟!..
  • ما هي كيفية معاملة الاسير في نصوص الشرع والسيرة النبوية؟!..
  • هل يصح اسر النساء والاطفال ام ان ذالك خاص بالرجال او المقاتلين ؟!..
  • ما مدى اهمية مراعاة الاعراف المعاصرة في التعامل مع الاسرى؟!..
  • ما مدى وجوب تخليص الاسرى من ايدي العدو وواجب الحكام والشعوب؟!..

ففي مداخلة للمهندس عبدالله عبيدات.. نقيب المهندسين الاسبق.. قال فيها..

اعتقد ان هذا الموضوع المرتبط بالحرب له ابعاد تاريخيه حيث كان هناك أعراف تحكم الأسرى بمفهوم السبي حيث يحق للمنتصر قتل المقاتلين واخذ النساء والأطفال سبايا وهذا كان عند العرب والفرس والروم
من الناحيه الدينية كان أول أسر في معركه بدر حيث عاتب القرآن النبي باخذ الأسرى لان الأولى قتل المقاتلين لترهيب من بعدهم ولكن في موضوع السبي فكان الموقف مختلفا حيث يتم معاملتهم معامله حسنه ويتم فداؤهم بالمال او إطلاق سراحهم في أوجه الخير او الكفارات
في عرف الجيوش والحروب هناك أعراف وقوانين تحكم الأسرى ويعتبر من أوراق القوه للجهه الآسره من حيث التبادل وفرض الشروط
في موضوع حماس اعتقد ان ما حدث في الاقتحام رافقه قيام أشخاص من غير المقاومه باسر أطفال ونساء كبيرات في السن او ان بعض افراد المقاومه اجتهد دون توجيه من القياده
وبما ان الامر حصل فإن المقاومه عاملت هذا النوع من الأسرى معامله حسنه وأصبحت نقطه قوه لها ومكنتها من مبادله رابحه بنفس الجنس وبثلاثه أضعاف العدد
اعتقد ان الأسرى من الجيش هم كنز بالنسبة لحماس وسوف تستفيد منهم في إطلاق آلاف الفلسطينيين
الخلاصه هذه الحرب استثنائيه وكل ما يجري فيها استثنائي.

وقال الاستاذ الدكتور ياسر الشمالي.. عميد كلية الشريعة الاسبق في الجامعة الاردنية..

وجهة نظر
بخصوص اسر النساء الكبيرات والاطفال
ارى ان المناسب الذي يتفق مع احكام الحرب في الاسلام عدم اسرهم. مثلما انه لا يجوز قتلهم انما يقتصر القتال والاسر على من يقاتل او يقدر على القتال
ونحن لا نعلم الظروف التي تم فيها اسر هؤلاء النساء والاطفال حيث قيل انه لم يكن من المقاومة بل من بعض الشباب غير النظاميين الذين اقتحموا المستوطنات
وهؤلاء النساء الكبيرات او الاطفال انما هم تبع لغيرهم ممن استوطن بلادنا
فالاصل التركيز على من يقاتل او يقدر على القتال
وقد روت المصادر ان النبي صلى الله عليه ويلم نهى عن قتل النساء
وفي رواية انه وجد في بعض الفزوات امرأة مقتولة فاستنكر ذالك وفال : ما كانت هذه لتقاتل.
فذكر العلة وهي القتال
هذا غير ان اسر النساء- غير المقاتلات- والاطفال ليس في صالح سمعة المقاومة حتى لو تم معاملتهم بالحسنى
والله أعلم.

فيما قال السيد سعيد الصالحي..

أنا لست فقيها أو خبيرا قانونيا ولكنني سأتحدث كإنسان وبالطبع غير محايد عندما يتعلق الأمر بالأسير العربي الفلسطيني.

فكلمة الأسير التي تستخدم للتعبير عن السجناء الفلسطينين تحديدا كلمة مجازية فأغلب هؤلاء المعتقلين لم يتم اعتقالهم في ساحة معركة بل تم اعتقالهم أثناء خروجهم من أماكن عملهم وهم في طريقهم إلى منازلهم، ومعظمهم من الأطفال والشباب الذين يحاول المحتل الصهيوني القضاء عليهم وهم في عمر الزهور، ومع هذا فإن هؤلاء الأسرى قد استطاعوا تحويل السجون إلى مدارس وجامعات وملتقيات ثقافية، حدث أن إلتقيت مع العديد منهم لقد حولهم السجن إلى أناس من نوع آخر أكثر تميزا وألقا.

العالم العربي لا يخوض الحروب إلا مع نفسه فهو يقتل ابن جلدته أو يسجنه بتهمة قانونية لا ترقى لدرجة الاسير، وبالتالي فقد غاب عن أدبياتنا المعاصرة معظم ما له علاقة بالأسر وقوانينه.

أما إن كان موضوع النقاش حول أسرى الكيان الصهيوني لدى المقاومة الفلسطينية فأظن أنه يتم التعامل معهم بطريقة لائقة لأن المقاومة أكثر رحمة وانسانية من قادة الكيان الصهيوني الذين أتمنى لهم أسرا قريبا لدى المقاومة.

وقال الدكتور عيد ابو دلبوح..

(معامله الاسير وواجب تخليص الاسرى)
العنوان بحد ذاته لكيفيه معامله اسير العدو هو معروف لنا كمسليمين ،
ولكن مشكلتنا الان هي كيف نخلص اسرانا ومعتقلينا ونحن مهزومون ومنكفيئين على انفسنا ونكتفي باتفاقيات السلام والتي لم تكن للحظه واحده فيها سلام ولذلك اكتضت جميع معتقلات الاحتلال من اهل فلسطين وبالمقابل لا يوجد اي عربي او مسلم (غير المقاومه الحاليه) قادر من نفسه على مقارعه الاحتلال وبالتالي الوصول الى العدو واسر جنوده حتى يتم التبادل.
ولننطلق من اليوم الى تبيض سجون الاحتلال وكما قالت المقاومه ولكن من هو القادر على وقف اعتقال اي فلسطيني مستقبلا ونحن نعيش السكوت المخجل من اجل المحافظه على استمرار الاحتلال لفلسطين.
فاذن الحل الوحيد لمنع اعتقال اي فلسطيني في فلسطين هو التخلص من المحتل لكل فلسطين وهذا لا يتم الا بتغيير منهجيه العمل الحكومي العربي من حيث القبول بالمحتل في فلسطين لان هذا المحتل يريد البقاء والتوسع في احتلاله والمقرون بالقتل والتدمير وانه يعلم علم اليقين بان المسلم اذا اسر اي احد منهم فانه سيعامله بلطف.
نحن نعرف ما هو الواجب علينا لمعامله الاسير ولكن المحتل له فكر اخر لمعامله اسيرنا ولن يتغير ومن هنا لا بد من تغيير فكر الدول العربيه والتي قبلت بوجود الاحتلال في فلسطين والذي ان تم وبقي فاننا لن نستطيع تخليص اي اسير.
وهذه الشواهد امامنا فحماس قاتلت ودخلت على الارض المحتله واسرت وبادلت.
وبالمقابل نجد عدم الرغبه لدى الدول العربيه والاسلاميه في تغيير الوضع الذي نعيشه مع ذل الاحتلال.

وفي مداخلة للعقيد المتقاعد موسى محمد مشاعره..

تحياتي.. موضوع مهم جدا في زمن الحروب التي تفتقر إلى كل الاخلاقيات الإنسانية وخاصة في منطقتنا العربية او في ديار الإسلام.. وهذا البحث يحتاج إلى دراسة مفصلة.. من منطلق شرعي وانساني وتاريخي.. الأسير من يتم اسره في ميدان المعركة في وقت الحرب وحتى خارج الحرب مادام العداء قائما بين الأطراف المتنازعة.. وحسب القانون الدولي الإنساني الأسير هو شخص يخضع السيطرة طرف معادي في نزاع مسلح.. وقد منح القانون الأسرى حقوقا وامتيازات من منطلق انهم َقاتلون شرعيين وليسوا مجرمين..
وحسب الشرع الإسلامي فإن السير يعتبر ضيفا على بلاد المسلمين ويجب احترامه وتكريمه واطعامه وعلاجه (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) والشريعة الإسلامية هي من أفضل الشرائع في معاملة الأسرى عكس شريعة اليهود التلمودية التي تدعو الي قتل الأسرى حتى الأطفال والنساء.. وقد حصل ذلك في حرب ١٩٦٧ عندما قتل الصهاينة الأسرى المصريين.. والان فإنهم يعاملون المختفين الفلسطيني ين أقسى انواع المعاملة وينكون بهم فلا طعام ولا دواء ولا حتى مسكن مناسب. ويمكن القول انهم يتعاملون مع البشر كالوحوش في غابة…
ولكن هل يعتبر المغتصب والسارق والمجرم اسير حرب.. واقصد هنا الصهاينة حسب رأيي المتواضع ان هؤلاء في حال اسرهم لا يعتبروا أسري حرب ويصدق فيهم قوله تعالى (واقتلوهم حيث ثقفموهم وأخرجو هم من حيث أخرجوكم)..الم يطردوا الفلسطينيين من أرضهم الم يدمروا قراهم.. الم يقتلوهم جماعات دون تمييز.. ليس في فلسطين فقط ولكن أيضا في الجولان السورية حيث دمروا مئات القرى وطردوا جميع سكان الجولان بإستثناء ٣قرى درزية.. لذا مثل هؤلاء مدنيين او عسكريين باستثناء اليهود العرب الذين كانوا اصلا موجودين في فلسطين إن رغبوا ان يبقوا تحت حماية المسلمين وإن يعيدوا ما اغتصبوه من حقوق إلى أصحابه ما عداهم يجب أن يخيروا بين الهجرة والعودة إلى البلاد التي قدموا منها او يطبق فيهم شرع الإسلام وهو حكم سعد بن معاذ.. ان يقتل رجالهم وتسبى نسائهم.. هؤلاء الصهاينة قتلة الأطفال والنساء وتدمير لكل ما هو حي.. انهم حقا مجرمون والأمثلة واضحة أمامنا بثا حيا ومباشر.. (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)..

وجاءت مداخلة الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات..

الماسونيه استولت على المعتقدات في الغرب وأصلت فيهم انا وغيري للطوفان فكل مايتبع الأنا من تصرفات سيئه وتأثيرها على المجتمعات طبعا غير اللاخلاقيات في نهج ومنهج الماسونيه التي تدمر قيم الخير وتنشر قيم الشر لأن الماسونيه لاتعيش الا في بيئة الشر وقضية الأسر التي عاشها العالم من الاستعباد والبيع والشراء والنخاسه حتى جاء الإسلام وستطاعت عقيدته السمحه تغيير فكر ونظر ومعاملة الضعفاء والأسرى حتى ضعف المد الإسلامي وتقهقر في أوروبا وجاءت موجة الاستعمار بعد أن قويت دول أوروبا وانتشرت تجارة الرقيق في أفريقيا والهند لكن المسلمين لأن عقيدتهم لاتتغير في جميع أحوالهم بقيت تعاليم معاملة الأسرى ثابته في كل العصور وما قرأناه او سمعناه او رأيناه من وحشية معاملة الأسرى بطرق بشعه وهم على قيد الحياه حتى أن الموت لهم ارحم غير التمثيل في جثثهم ومارأيناه من معاملة الكيان الصهيوني لعدم وجود رادع قوي يخافه الكيان الصهيوني لاأخلاقي ولا قانوني حتى انهم لم يصادقوا على المحكمه الجنائيه وفي المقابل رأينا معاملة المقاومه الحسنه للأسرى وانعكاس ذلك على تصرفاتهم أثناء إطلاق سراحهم لاخوف ولا رعب بل موده واستلطاف شاهدها العالم الذي يضع نظارة سوداء تجاه العرب والمسلمين.

وقال السيد ابراهيم ابو حويلة..

الإسير …

بين مواثيق جنيف التي تضمن الحق للمحتل الغربي عندما يقع في الأسر ، وبين حقيقة التعامل مع الأسرى من قبل هذا التحالف الغربي وعلى رأسهم راعية الحريات في العالم الولايات المتحدة سقطت الحقيقة .

بأن هذه الحقوق هي فقط عندما يكون أحدهم طرفا ، وإلا فهذا التصرف مع الأسرى لم يكن في يوم موقف دولة واحدة ، فما زالت قصة سجن أبوغريب في العراق تقفز في الذاكرة عند كل موقف ، وما قام به أدعياء الحضارة أمور يندى لها جبين أي إنسان عنده بقايا من ضمير ، وليس من يدعي الحضارة والتحضر والتمدن ويتهم الأخر بأنه بربري وإشباه البشر بل حيوانات بشرية ولا أدري من هم الحيوانات البشرية .

ولذلك خرجت أصوات من هنا وهناك بأن لا تراعوا حقوق هذه الفئة من البشرية ، ولكن راعوا حيواناتهم الأليفة .

في ظل الظروف الإنسانية الصعبة تخرج المناداة لمراعاة الحقوق المدنية وحقوق الأسرى حتى من المقاتلين ، ولكن هذه الحقوق تقع تحت وطأة وجود الأخلاق والمبادىء والعقيدة السليمة ، وعدم وجودها يضع الأسير تحت التعذيب والتعرض للإنتهاكات المختلفة ، وهذا ما وقع من قبل العدو في الإعتداء الأخير على غزة .

ولكن في المقابل عندما يكون المقاوم مؤهل دينيا وحضاريا وواعي لخطورة القيام بتجاوزات بحقوق البشر المختلفة سواء المدنية والعسكرية ، عندها فقط يحدث الفارق .

هذه الأمة تعرضت لهجمات متنوعة من أصناف مختلفة من البشر ، وإستطاعت أن تصمد بفضل تربيتها العقدية والدينية ، بحيث وقع الأخر إسير هذه الحضارة التي تعامل الأخر بشكل مختلف وتعطيه حقوقه الإنسانية وتراعي ظروفه ، ولو كان بها خصاصة .

ولذلك كان الإستلاب الحضاري تقع فيه الجيوش الغازية لهذه الأمة ، ما الذي يدفع هؤلاء للتعامل بهذه الطريقة ، ومن أي صنف من البشر هم ، وكيف وقد تعرضوا لكل أنواع الخسف والتعذيب والوحشية أن يكونوا بمثل هذه الإنسانية.

إنها يا سادة عقيدة قائمة على الإيمان بالأخرة والعمل لرضا رب العباد ، فإنت تحتسب ما تعرضت ، وأنت توقن تماما بأن لكل هذا أجر وأنه مقدر تماما وفي ميزان أعمالك ، وأن ما يجب أن تقوم به من أعمال يجب أن يكون صادرا من هذه العقيدة متسق معها ، وترجو الأجر من الله في المقابل .

طبعا ستقع هذه الأعمال في قلب عدوك في مقتله ، كيف له أن يحب عدوه ويحب أخلاقه ، يقدر هذا العدو ، عندها فقط يحدث الإستلاب الذي تكلم عنه الباحث عبد الوهاب المسيري ، عندها تسقط جولدمئير في حب فلسطيني ، وعندها تختصر الطريق الطويل أمام التحرير .

وتبقى القدرة البشرية قاصرة ومحدودة عن فهم النفس البشرية ذاتها فضلا عن أن تكون قادرة على الإدراك الكلي والفهم الكلي للحكمة ومصادرها ومآلها ، ولكن إتباع الشرع في التعامل مع الاخر في السلم والحرب هو الطريق للوصول إلى تصرف سليم .

وفي مداخلة للاستاذ الدكتور خليل الحجاج..

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسير) الانسان 8
أشار القران الكريم الى الأسير وكيفية التعامل معه والمحافظة عليه وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الى الاهتمام بالاسرى ولنا في مطلع الصدام مع الكفار يوم بدر درس كبير حيث تم التعامل معهم بلطف واحاطوهم بعنايتهم واستفادوا منهم في تعليم ابناء المسلمين
وسمح الرسول بمبادلتهم حيث افتدى بالمسلم باثنين من الكفار وكذا حدث في غزوة الخندق يوم ان أوصى الرسول بتامين الدفيء للاسرى والطلب من اصحابه ادراك خالد بن الوليد الذي ارسل للاشراف على الاسرى وتامين مايحتاجونه من دفيء حين قال الرسول عندما علم بان من ذهب لرعاية الاسرى خالدىفقال ادركوه فانه من ثقيف حيث كانت ثقيف تستخدم كلمة ادفيء بمعنى اقتل ذلك الحرص الذي اولاه الرسول نحن اولى من ينفذه ويسير على نهجه لا اريد الاستعراض والغوص في عمق التاريخ الاسلامي واكتفي بهذه الاشارة حتى لا اتسبب بالاثقال عليكم

وكانت مداخلة المهندس احمد العدوان..

دعى الاسلام إلى تجنب ويلات الحروب والنزاعات، ورغم ذلك لم يتغاض عن وضع قوانين للحرب في حالة وقوعها،

واثناء الحروب يسقط القتلى والجرحى من الأطراف المتنازعة، كما يقع بعض المقاتلين في الأسر …وقد وضع الإسلام عدة أسس للتعامل مع الأسير، وكفل له حقوقاً تحفظ سلامته وأمنه وكرامته.

وقد حرم الإسلام التعامل مع الأسير بقسوة أو تعريضه للمهانة والذل،

وكان النبي صل الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على جيش أوصاه ومن معه من المسلمين بقوله

لا تغلوا ولا تقدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً

وقال يوم فتح مكة:

ألا لا يقتل مدبر، ولا يجهز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن

ولذلك كان المسلمون في قتالهم لا يتبعون أحداً هارباً من المعركة، ولا يقتلون أسيراً، ‏ بل لا يقطعون شجراً، ولا يردمون بئرا ولا يهدمون بيتاً.

وقد حث الإسلام على معاملة الأسير معاملة كريمة لا تهان فيها كرامته ولا تنتهك حرمته، دون اعتبار لاختلاف الدين أو كونه من الأعداء،

واعتبر تلك المعاملة الحسنه للاسرى من صفات الأبرار، حيث قال تعالى فيهم

وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً

ووضع الإسلام القواعد والأسس التي يحمي بها الأسير ويصون كرامته وإنسانيته ويرفع الظلم عن المظلومين وينشر العدل والرحمة بين الناس،

وقد احسنت المقاومه الفلسطينيه بتعاملها الانساني مع الاسرى اليهود حتى ان اسراهم فاجئوا دولتهم عندما اشادوا بحسن المعاملة التي تلقوها مما دفع الاجهزه الامنيه اليهوديه منع اي مقابلات للاسرى اليهود المفرج عنهم .

فشتان بين معاملتهم لاسرانا ومعاملتنا لاسراهم التزامات بتعليماتنا الدينيه والاخلاقيه ،،

والاسير كل من يخوض حربا عسكريه ويستسلم او يؤسر اثناء المعركه سواء كان عسكريا او مدنيا … فانه يتم اسرهم للاستفاده منهم كوسيله ظغط لحلول سياسيه او جني مكتسبات اخرى بما فيها تبادل الاسرى ..او الوصول الى مفاوضات تحقق مكتسبات لم تحققها الحرب العسكريه ..

وفي المعارك من الممكن ان يتم اسر الرجال والنساء والاطفال بشريطه حسن التعامل معهم كما ذكرت سابقا

وفي حال وجود اسرى لنا عند العدو خاصه اننا ندرك انه يتم معاملتهم معامله سيئه فلا بد من تحريرهم حتى لو لزم الامر اللجوء الى القوه وضمن الامكانيات المتاحه سواء عسكريا او بالدبلوماسية والعلاقات الدوليه …

وقد وضعت في الاعراف المعاصره قوانين تحمي الاسرى وتطلب حسن التعامل معهم لكن للاسف غطرسه بعض الدول ومنها اسرائيل التي تتحدى العالم وتسيء الى الاسرى العرب الفلسطينين فانها لا تلتزم بالقوانين الدولية …وقد راينا وسمعنا من اسرانا الفلسطينيين التعامل السيء معهم حتى لو كانوا نساء واطفال …

في النهايه القوه مطلوبه والوحده العربيه مطلوبه والحكام العرب والشعوب العربيه عليها واجب كبير نتمنى ان يقوموا به،،،

والمقاومه الفلسطينيه ورغم فارق الامكانيات العسكريه بينها وبين الاحتلال الصهيوني الا انها اعادت لنا جزء من كرامه المقاتل العربي ..فبارك الله بهم عندما خاضوا حرب غير متكافئه يبغون الشهاده واشعار العالم الدولي بحقوقهم المغتصبه ،،،

وقال السيد محمود ملكاوي..

  • قال تعالى ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8] / لقد اقرَّ الإسلامُ بسماحتهِ أنه يجب على المسلمين إطعام الأسير ، وعدم تجويعه ، وأن يكون الطعام مماثلاً في الجودة والكمية لطعام المسلمين ، أو أفضل منه إذا كان ذلك ممكنًا ، ومعالجته انْ كان مصاباً والمعاملة الحسنة
  • لم تعرف البشرية مُحارباً وفاتحاً أرْحَم بمحاربيه ومن يقع في يديه من الأسرى من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
  • ففي الوقت الذي كانت فيه الجاهلية لا تعرف أخلاقيات للحروب ولا حقوق للأسرى ، وتُستباح الحرمات والأعراض ، جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – ليضعَ للعالمين تصوراً سامياً لحقوق الأسرى ، ورغم أنّ هؤلاء الأسرى ما هُم إلاّ محاربون للإسلام ، إلا أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرَ بالإحسان إليهم ، وقرر لهم واجبات وحقوقا على المسلمين ، منها :- الحرية الدينية ، والحق في الطعام ، والكسوة ، والمعاملة الحسنة ، وكل ذلك له شواهد في سيرته صلى الله عليه وسلم
  • لخَّص إبن القيم مُجملَ هَدْيِهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك في كتابهٍ ” زاد المعاد فقال ” : .. ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة ، وأهل حرب ، وأهل ذمة ، فأمر أنْ يتم لأهل العهد والصلح عهدهم ، وأنْ يوفي لهم به ما استقاموا على العهد ، فإن خاف منهم خيانةً نبذ إلى عهدهم ، ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ، وأمَر أنْ يقاتل من نقضَ عهده ، ولما نزلت سورة ” براءة ” نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أمّر أميراً على جيشٍ أو سريةٍ أوصاهُ في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ، ثم قال : اغزوا بإسم الله في سبيل الله ، قاتِلوا من كفر بالله ، اغزوا و لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا امرأة أو وليداً أو شيخاً أو متعبداً ولا تقطعوا شجرةً / رواه مسلم
  • راعَى النبي – صلى الله عليه وسلم – معاني الرَّحمة والكرامة الإنسانية التي تراعي مصلحة الدولة المسلمة وحقوق الأسرى ، والتي لم يبلغها القانون الدولي الإنساني المعاصر ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( استَوْصوا بالأسارى خيراً )
  • يقول إبن القيم في هَدْيِهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأسرى : ” .. كان يمن على بعضهم (يطلق سراحهم بلا فداء) ، ويفادي بعضهم بالمال ، وبعضهم بأسارى المسلمين ، فعل ذلك كله بحسب المصلحة العامة
  • من مواقفه – صلى الله عليه وسلم مع الأسرى من خلال سيرته المشرفة : أوْصى النبي أصحابه بعد معركة بدر بمعاملة أسرى المشركين معاملةً حسنة ، وقال لهم : ( استوصوا بالأسارى خيراً ) رواه الطبراني
  • امتثل الصحابة – رضوان الله عليهم – وصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضربوا أروع الأمثلة في معاملة الأسرى ، يقول أخٌ لمصعب بن عمير ـ رضي الله عنه ـ : ” .. وكنت في نفرٍ من الأنصار ، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني البُرّ ” (اي خبز القمح) ،وهو بالطبع أفضل من التمر عند العرب
  • لقد ضربت المقاومة الفلسطينية في غزة أروع الأمثلة في معاملتها الانسانية الطيبة للأسرى ، وهذا شهده العالم أجمع من خلال المقابلات التي أجريت مع بعض المُفْرَجِ عنهم من الصهاينة ضمن تبادل الأسرى ، الذي جرى ويجري خلال الهدنة الحالية بين المقاومة والكيان
  • الكيان الصهيوني الغاصب لا يعترف باتفاقيات جنيف على الأرض المحتلة في فلسطين ، إذْ أمعنَ الإحتلال في سَنِّهِ للتشريعات العنصرية ، وممّا أقرّه الكنيست الصهيوني (البرلمان) من قوانين بحق الأسرى الفلسطينيين في الفترة الأخيرة : قانون استهداف القاصرين الأطفال ، سجن ومحاكمة من هم دون الرابعة عشر عاماً ، رفع الأحكام بحق الاطفال راشقي الحجارة ، تشديد عقوبة الحد الادنى على راشقي الحجارة في القدس ، التغذية القسرية للأسرى المُضربين عن الطعام ، إعدام الأسرى ! ، مكافحة الإرهاب ، القومية ، التفتيش الجسدي العاري

وفي مداخلة للسيد حسام مضاعين.. قال فيها..

الاصل في الأسر ان يكون خاص بالمقاتلين وليس بالمدنيين، فالانسان غير المقاتل لا حول ولا قوة له امام الجحافل العسكرية المدربة ، ولا يقوى على تحمل عذاب الاسر.
اما وانه لا يتم تطبيق ذلك على ارض الواقع، فلا اقل من ان يعامل المدنيين بشكل مختلف عن المقاتلين ، وبالطبع هذا لا يعني ان نسيء معاملة الاسير المقاتل ، فهو ايضا انسان ولكن ذنبه الوحيد انه تم اختيارة بطريقة او اخرى ليخدم بلده في الجانب العسكري.

ما حدث في غزة من معاملة حسنة للاسرى الاسرائليين على يد قوات المقاومة ، كان بمثابة الصفعة القوية على وجهة الغطرسة الصهيونية التي تتفاخر بالتنكيل بابناء الشعب الفلسطيني، وان ذلك بمثابة مثال حي ولا يحتاج الى تفسير او شرح لكيفية التعامل مع الأسير.

اخيرا اوجه تحية لكافة الاسرى الفلسطينيين الذي يقبعون في سجون الاحتلال ويدفعون الثمن من سني حياتهم من اجل كرامة شعب باكمله.

وقال المهندس محمد زكي السعودي..

هناك مقوله ان التاريخ لم يرى ارئف من المسلمين في التعامل مع اعدائهم خلال الحروب او السيطره على المكان بدليل تحول معظم الامم الى الديانه الاسلاميه وذلك للسماحه التي يولها المسلمين للمجتمعات التى نشروا الاسلام فيها من الهند والسند الى فارس والى بلاد الشام والاندلس والمغرب العربي ومصر والسودان وماليزيا واندونسيا
موضوعنا هو الاسير وقد اسهب الاعضاء بشرح حقوق الاسير ما له ما عليه
ان الاسير لدى المقاومه الاسلاميه وهي حديث الشارع في هذه الأثناء يدعونا ان نستذكر اسرانا في سجون العدو والمحكومين بمدد تصل الى العديد من السنوات ولا يمكن اخراجهم من السجون الا بالمبادله مع اسرى العدو لذا ارى انه من الواجب الاستمرار بهذا الطريق لتحرير اسرانا ونشد على ايدي المقاومه لاننا نعلم ان العدو لن يعطينا حقوقنا الا بالقوة والاسر احدى هذه الادوات الفاعلة.

وفي تعقيب للاستاذ الدكتور ياسر الشمالي.. على مداخلات الزملاء.. حيث قال..

هناك اسر عام وهو ان كل من يعيش في ظل الاحتلال فهو تحت الاسر. ففلسطين كلها هي سجن كبير والدليل على ذاك انها تعتقل من تشاء. وتمنع الطعام والوقود عمن تشاء. تقتحم اي مدينة وأي حي. تفعل ما تشاء
وهناك اسر خاص وهو اعتقال من تشاء في سجن خاص
ولهذا فإن اهل فلسطين كلهم اسرى يجب على المسلمين تحريرهم استجابة لواجب تخليص الاسير ومنع القتل والظلم عن اخواننا في العقيدة والعروبة
( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر )
وفي الحديث: ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا بخذله . )
وتركهم تحت الاحتلال وفي الاسر هو خذلان وعجز وترك لنصرتهم

وقال الكاتب والمحلل محمود الدباس..

رسالة لا تحتمل التأويل..

ضمن ما شهدناه في الاحداث الخيرة “طوفان الاقصى”.. قدمت المقاومة خدمة للاسلام والعرب الاصيلين لا يمكن للغرب ولا الصهاينة ضحدها وطمسها ولا حتى التلاعب فيها.. الا وهي موضوع الاسرى..

فقد كانت واضحة في اعين الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم قبل السنتهم..

فيكفي شهادتهم بانه لم يتم انقاص الطعام ولا الدواء عنهم رغم النقص الشديد الذي تعانيه غزة.. فقد تم مقاسمتهم الغذاء والدواء.. ناهيك عن المعاملة الحسنة..
وبالتالي لن يستطيع احد الادعاء بغير ذلك.. كما تمت فبركة الكثير من الاحداث من قبل الكيان الغاصب ومؤازروه..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page