أقلام حرة

حياة بلا دهشة

طلعت شناعة

ثلاثة أشياء تختفي بلمح البصر :

  • البُقع بعد مسحوق الغسيل
  • إبليس بعد قراءة المعوّذات
  • الراتب بعد يوم من استلامه
    ….. الخ.. الخ

كنا، زمان، نشعر بالفرح عندما يباغتنا أحدهم بخبر جديد. وكنا نصمتُ طويلا حتى يروي لنا الشخص « قصة او خبرا او حادثة». كنا نفتح أفواهنا « دهشة «، وكان ثمة كائنات متخصصين بصناعة الدهشة. وكنتُ منذ طفولتي أُحبّ هؤلاء الناس وأحسدهم على حياكة القصة بحيث تبدو مثيرة.

كان هذا يحدث أيام زمان.

أما الآن، فقد خلت حيباتنا من الدهشة والمدهشين.

النكتة الواحدة تنتقل عبر «الفيس بوك» في لحظة وتُعمّمّ على الملايين. ولم تعد النكتة بانواعها حكرا على الرجال فقط، بل أصبحت البنات والنساء يتبادلنها حتى لو كانت «زنخة «. ولم نعد «نندهش» حين تباغتك إحداهنّ بنكتة «صريحة». صارت «الدهشة» أن تتفاجأ بذلك. تماما مثل « الحياء» و « الخجل» لدى سماعك كلمة « إباحية «، سواء خلال مشاهدتك لفيلم او حضورك لمسرحية. بل أنك تجد من «المثقفين» من يتعمّد إلقاء الكلام « النابي» في حضرة النساء، ليقال أنه « مثقف».

حتى جمال المرأة ، كنا زمان، نندهش حين يصفها لنا أحدهم: « شَعر طويل وكَسم رشيق وعنين زي الغزال وفمها صغير قد الخاتم ».

تخيّلوا ان لو أن كائنا اراد ان يصف لنا فتاة بمثل تلك الصفات، سيجد منا من يقول له» شَعر إيش أكيد باروكة ، وكَسم إيش أكيد رابطة معدتها، وعنين إيش ، وشفايفها نفخ .. و … أكيد لابسة عدسات ».

أو كما قال أحدهم «أين المدهش في الموضوع»؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page