أقلام حرة

رئيس الديوان الملكي.. جعله يرتدي بدلته القديمة..

محمود الدباس – ابو الليث..

استميحكم عذرا بانني ساكتب بالعربية الفصحى مدموجة بالعامية.. حتى استطيع ايصال الرسالة بشكل اوضح..

لا يخفى على احد من الاردنيين.. انه بعد ان تسلم معالي الاخ الكبير عمرا وقدرا.. السيد يوسف العيسوي “ابو الحسن” رئاسة الديوان.. امر بفتح ابواب الديوان الملكي العامر امام الناس.. واصبح ملاذا لمن لا يجد لصوته سماع عند اصحاب الاختصاص.. لما لا.. وهذا بيت الاردنيين ومضارب بني هاشم..

قبل عدة ايام.. التقيت احد الاصدقاء ممن كانوا يعملون في الديوان الملكي.. وكعادتي التي لا استطيع التخلي عنها.. بأن اجعل من هو امامي يُخرج ما في مكنوناته.. حتى لو كان يعلم انها لا تروق لي.. فقد اثرت شجونه عن الايام الخوالي اثناء فترة عمله.. فما كان منه الا ان قال (ياااااا وين هذيك الايام؟!.. ايام كان اخو اخته ما يفكر يصل باب الديوان.. الان الكل بيقدر يفوت الديوان.. ورئيس الديوان بيعزي كل من يسمع عنهم.. من شمال الاردن لجنوبه.. يعني مش بس ببعزي الناس الواصلة)..

لم استطع ان اسمع هذا الرد دون ان اقول له (يعني اللي مزعلك هو انه بطلت انت وامثالك اللي فقط بتقدروا تفوتوا الديوان.. او تتواسطوا لمحبينكم يفوتوا الديوان.. وراح منكم هذا الاستثناء.. وبطلتوا تكشخوا على الناس بانه كنت مع دولة او معالي رئيس الديوان.. واجى عزاني دولة او معالي رئيس الديوان)..

بالمقابل.. التقيت قبل يومين صديق زار الديوان الملكي وقابل معالي الرئيس مع وفد من عشيرته.. فكم كانت فرحته وهو يصف ذلك الحدث..

حيث قال ما ان بلَّغني قريبي بان غداً مساءا سنقابل رئيس الديوان.. حتى ذهبت الى خزانتي.. وبدات ابحث عن لبسة تناسب مكانة الرجل الذي سنقابله.. وقيمة المكان الذي سنذهب اليه..
وعندي ثلاث بدلات.. اثنتان اشتريتهما منذ حوالي عشر سنوات.. وواحدة اشتريتها من زماااان.. ولان اقاربي تعودوا على رؤيتي بالبدلتين “امهات العشر سنوات”.. فقررت ان البس القديمة ليظنوا انها جديدة..

يقول (وجدت بانها تحتاج الى تنظيف وكوي.. وذهبت الى محل “دراي كلين” قريب.. وترجيته ان يعملي اياها بشكل مستعجل.. وقلت له سبب ذلك.. فما كان منه الا وبدأ العمل بها.. ووجد البنطلون بحاجة الى خياطة في اكثر من مكان)..

المهم ان البدلة كانت “وكالة” في صباح اليوم التالي..
وعندما تجهز لملاقاة اقربائه لم يحسن تقدير الوقت.. فتأخر عليهم.. وذهبوا وتركوه..
يقول صديقي.. انه كان مركن يركب مع قريب له في اللاندكروزر او مع آخر في المرسيدس.. ولكن ما زبطت..

فقرر ان لا تفوت عليه هذه المناسبة.. وركب سيارته الكيا سيفيا.. ذات زجاج الاضوية الاصفر.. والدِهان “الكاحت”..
وحين وصل مدخل الديوان وحيدا.. يقول كنت بدي ارجع.. الا انني تقدمت من الحرس.. فاستقبلوني ببشاشة.. واخبرتهم بسبب وجودي وكذلك عرفتهم باسمي..
فلم اصدق نفسي حين قال لي ضابط من الحرس الملكي اهلا وسهلا.. امشي خلف تلك الدراجة..

لم يخفِ صديقي سعادته وهو يسير بسيارته المتهالكة في طرقات الديوان الملكي.. وامامه دراجة من دراجات الحرس الملكي ذات اللواح الازرق المهيب..

ختاما.. سأنهي بهكذا كيفية.. واترك لكم ان تتصوروا وتتخيلوا نفسية اصدقائي الاثنين.. وكيف ينظر كل واحد منهم من زاويته..
وكيف جعل معالي “ابو الحسن” عشرات آلاف الاردنيين يشعرون بشعور السعادة “لابو الكيا”.. اكان من خلال ايتقبالهم في الديوان.. او من خلال تقديم العزاء لهم..
ورجاءا لا تنسوا ان تتخيلوا شعور صديقي الثاني.. ومن هم على شاكلته..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page