أقلام حرة

أسئلة عن الحكماء

كامل النصيرات

لماذا تشعر أن هذا الزمن بلا حكمة ولا حكماء..؟! أين الذين إذا قالوا قولةً فصلوا بين الناس والأقوام وجعلوا للدنيا أمانًا واستقرارًا.. يزداد العلم والعلم ويكاد يختفي الحكماء.. هل من شروط الحكمة أن يكون الناس في جهل ..! هل العلم (المصطنع) يجعل الانسان يشعر بالزعامة ولا يلقي بالًا لكل حكمةٍ ولو كانت في صالحه..؟!
قالوا: اللي ما إلو كبير يشتريلو كبير.. أين كبير كل واحد فينا.. والكبير هنا هو الحكيم الذين يضبط الأمور ويعيدها إلى نصابها..! أين حكيم كلّ حارة.. وحكيم كلّ شلّة.. وحكيم كل موقف..؟ لماذا تشعر أن العالم رغم أنه منتظم في مؤسسات دولية و قوانين جامعة وأنظمة لا تخرّ الماء إلّا أنه يحمل الفوضى في كل تفاصيله..؟! بل لماذا تشعر أن العالم بلا حكماء..؟!
أنا شخصيًا أحتاج إلى حكيم.. أعطيه كلّ أموري؛ ينصحني بها .. يحوّلني إلى شخص لا ينام على وسادته ليلًا وهو لا يدري أنومٌ هذا أم قهر..؟ حكيم؛ يسعى إلى حكيم آخر؛ ليسعيا إلى حكماء آخرين؛ يضعون حدًّا لكل ما يجري بنا وعلينا..!
صارت جملة: فلان لا كبير له.. أو الجماعة الفلانيّون فش عندهم كبير.. هي السائدة الآن..! نحن نضيع يا وديع.. لأننا نعود بالإنسان إلى عصر التوحّش رغم الملابس الأنيقة وربطات العنق والابتسامات الهوليوودية.. نحن نضحك في العزاء.. ونبكي في الفرح.. ونشبع من الحكمة من أوّل لقمة ونجوع للإرادة كلّ لحظة..!
نحن بلا حكماء.. لأننا قتلناهم على رصيف لا طريق فيه..!

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page