أرجوكم لا تكشفوا سترهم..

محمود الدباس

في ظل ما يعانيه غالبية الناس من ضيق المعيشة.. وفي ظل ما قد نسميه افلاس للكثيرين ممن كانوا يملكون المال من تجارة او صناعة.. وهذا لا يخفى على احد ولم يعد سرا.. فقد وجدت ان طرق هذا الامر اصبح من الضروري.. لعلنا نرحم بعضنا..

تحدث الي صديق يشكو ما يعانيه.. فقد كان من اصحاب المال.. وممن يقصده الكثيرون لقضاء حوائجهم.. وكان حتى لا يُقرض احدا يقصده.. وانما يعطيه ما يسد حاجته على سبيل الهدية وليس الدَين..

ولكن الأحوال لا تدوم على ما هي عليه.. حتى انه اصبح يتكئ على راتبه التقاعدي العادي.. وبالكاد يسد حاجات ومتطلبات اسرته.. ويقول لي بانه قبل موعد حصوله على راتبه التقاعدي الشهري بحوالي عشرة ايام.. لا يتبقى لديه من المال سوى ما يكفي لقضاء حاجياته الاساسية “ويا دوب”..

ليست هنا المشكلة.. المشكلة في انه مازال يملك بضع بدلات واحذية من النوع الجيد (ماركات).. والتي اشتراها عندما كان يملك المال.. ولانها من النوع الجيد.. فتبدوا على حالها حين يلبسها في اي مناسبة.. ولانه شخص يحترم نفسه والناس تحترمه.. فمازال اصدقؤه واقرباؤه يقدموه في المجالس والمناسبات والحمد لله..
الامر الذي يجعل الكثيرين يظنون بان وضعه المادي على حاله..

فلا يكاد يمر يوم الا ويقصده اناس طلبا للمساعدة.. فيقول انني اصبحت اتواصل مع اصدقاء يثقون بي واطلب منهم لاجل تلبية حاجات من يقصدونه.. حتى اصبح وضعه محرجا امام الاصدقاء..

يقول صديقي القريب جدا.. ان ما يواجهه ويواجهه كثيرون من امثاله اصبح امرا لا يطاق.. ووصل الحال بمن يطلب مساعدته بشكل مُلِّح.. لدرجة انهم لا يصدقون انه لا يملك القدرة على المساعدة.. وانه يبخل عليهم.. ولا يريد مساعدتهم..

يقول صديقي وأقسم لي.. بانه لا يستطيع دفع رسوم ابنته في الجامعة.. وانه يقدم طلبات قروض لوزارة التعليم العالي كي لا تفقد ابنته مقعدها..
ووصل به الحال انه اصبح يعلن لكل من يُلِّح في طلبه عن وضعه المالي.. ويكشف ستره امامهم وهو الذي في حياته لم يكشف أمره لاقرب الناس إليه..

من هنا اناشد الجميع بانه اذا قصدت احدا لمعونة.. اياك اياك ان تلح في الطلب.. فانك لا تعلم مدى الاذى والالم الذي سوف تلقيه في نفس المطلوب.. وخاصة مَن تعود المساعدة والعطاء دون حساب او دون ان ينتظر مقابل..
والبيوت اسرار فلا تكشفوا سترها..

محمود الدباس – ابو الليث..