فلسطين

وسط حرب الإبادة.. الذكريات الجميلة تشعل قلوب أهالي غزة

الشاهين الاخباري

منذ 156 يومًا، لم تسرق حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية حياة أهالي قطاع غزة فحسب، بل بددت أحلامهم، وأشعلت في قلوبهم ذكريات كانت مبهجة حتى قبل أسابيع، لكنها أصبحت اليوم مبعث حزن لا ينتهي.

يعود همام النزلي- في العشرينات من عمره- بذاكرته قليلاً، حين كان مثابرًا يسعى بجد لتحقيق أحلامه التي لطالما خطط لها. 

بكفاءته استطاع العمل داخل إحدى الجامعات بغزة، إلا أنه بات الآن دون عمل؛ فالحرب أفقدته مصدر دخله عدا عن منزل عائلته.

تبدّل مسار حياة همام قبل أسبوع من الحرب، إذ خرج من غزة في الأول من أكتوبر 2023 للعلاج في جمهورية مصر العربية، وكان من المقرر عودته بعد عشرة أيام؛ لكن الحرب أجبرته أن يبقى عالقًا هناك في ظروف صعبة.

“لم أكن أتوقع وقوع الحرب خاصة خلال سفري؛ فخوفي على عائلتي أصبح مضاعفًا، كما أن هذه الحرب ليست كسابقتها، أزهقت الآلاف من الأرواح وخلفت دمارًا هائلًا، وما زالت الخسائر تتوالى دون رحمة، ورغم وضوح الصورة والمشهد إلا أن العالم ما زال أعمى وأصم”، يقول النزلي.

يومياً، تخوض عائلة العشريني معارك للحصول على مستلزمات الحياة الأساسية، وتتشارك فيما بينها فصول الألم والمعاناة والحرمان، بعدما اضطرت إلى النزوح عدة مرات من مكان لآخر تحت القصف والخطر، أولها من مدينة غزة إلى وسطها وآخرها إلى جنوبها.

يضيف “معاناة عائلتي كبيرة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها كباقي الأهالي، والوجع أكبر بعدما لحق الدمار بمنزلنا فلم يتبقَ منه شيء، حيث أصبحنا بلا مأوى”.

يستصعب العشريني فقدانه منزله وممتلكاته كافة، فهي لم تأتِ بسهولة، بل عانى الكثير للحصول عليها، “ولكل منا ذكريات تربطه بمنزله لا يمكنه نسيانها”.

يولي النزلي اهتمامًا كبيرًا بعائلته، فأكثر ما يؤلمه هو حلول شهر رمضان المبارك دون استطاعته احتضانهم والاجتماع معهم على مائدة واحدة، لكن القدر شاء أن يبقى وحيدًا خارج البلاد. 

لا تغيب عن ذاكرة همام زوايا المنزل وتحضيرات العائلة للشهر الفضيل وإعداد والدته شتى أنواع الطعام، إلى جانب الأيام والليالي التي كان يقضيها برفقة أصدقائه في مدينة غزة التي يصفها بـ”الجميلة”.

“غزة قطعة من قلوبنا لا نستطيع تركها والابتعاد عنها، نتمنى انتهاء الحرب بأسرع وقت حتى نعيد بناء ما دمره الاحتلال، ونعيد الحياة إلى طبيعتها التي كنا نحب”، يختم النزلي.

وفي إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع، استشهد نحو 31 ألف مواطن وأصيب أكثر من 72 ألفًا، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page