أقلام حرة

ليتهم لا يركبون “الجاجة” ليشعروا معنا..

محمود الدباس – ابو الليث..

بداية فانني اقصد بالجاجة هنا.. السيارات الحديثة والفارهة تحديدا.. والتي تم اخذ تصميمها من فكرة الدجاجة..
وبدات فيها شركة مرسيدس.. حيث انك اذا امسكت جسد الدجاجة “الجاجة”.. وحركته في اي اتجاه.. او حتى للاعلى والاسفل.. فان رأسها يبقى متوازنا وقابتا ولا يؤثر عليه الاهتزاز والحركة..
ومن هذه الفكرة اصبح تصميم السيارات الفارهة يجعل من يجلس فيها لا يشعر بأي اهتزازات او مطبات او حتى الحُفر..

ضربت هذا المثال وجعلته عنوانا لهذا المقال.. فقط من باب اعطاء احد الامثلة التي تجعل المسؤول لا يشعر مع المواطن..
فعندما يشكو المواطن من سوء الشوارع.. فاكيد سيكون رد المسؤول بنبرة المستغرب والمستنكر..
عن أي سوء تتحدث؟!.. انا كل يوم بمر من هذا الشارع.. وما بحس باللي بتحس فيه..

معه كل الحق ذلك المسؤول.. فان “الجاجة” التي يركبها.. لا يمكن ان تشعره بحجم السوء الذي عليه الشارع.. ولا حجم الدمار الذي لحق بسيارات المواطنين..

من هنا استطيع ان اسقط هذا الموضوع على معظم الامور التي يعاني منها المواطن من عدم اكثراث وانتباه من قبل المسؤول..
فعلى سبيل المثال.. موضوع رواتب ومداخيل المسؤولين الشهرية او حتى السنوية.. وهم الذين يضعون تصورا للزيادات على رواتب الموظفين والمتقاعدين..
فعندما يكون راتب الواحد منهم يفوق الثلاثة آلاف دينار من غير حساب العلاوات والمكافآت والبَدَلات.. فلا بد وان يستغرب المطالبة برفع الرواتب.. لانه حين يبعث السائق والخادمة ليشتروا حاجياته ومتطلبات بيته.. لا يشعر بحجم الضنك الذي يعيشه المواطن ذي الدخل الضعيف.. والذي يتبخر راتبه مباشرة بعد استلام ما تبقى منه جراء الاقتطاعات والقروض..

في الختام وحتى لا اطيل..
لو ان من يضع التشريعات.. ومن يستمع لهموم المواطنين ويقرر طريقة معالجتها وحلها لا يركبون “الجاجة”.. فإنني اجزم بان رضا المواطنين عن الحكومة والحلول والقرارات والقوانين سيكون في اعلى مراتبه..

مع خالص الود والاحترام..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page