أخبار الاردنواحة الثقافة والمعرفة

ملتقى النخبة يناقش (فن الكتابة والخطابة – نحو رأي يُحتَرم.. وخطابٍ مُقنِع.. سواء مع الأفراد أم الجماعات أم المسؤولين)

ضمن حوارات الثلاثاء لملتقى النخبة-elite.. كان حوار الثلاثاء بعنوان..

(فن الكتابة والخطابة – نحو رأي يُحتَرم.. وخطابٍ مُقنِع.. سواء مع الأفراد أم الجماعات أم المسؤولين)..

يصبو كل كاتب ومتحدث إلى توصيل فكرته ورأيه للآخرين.. سواء كان ما يكتبه مقالا أم منشورا.. أم خطبة.. أم موقفاً حواريا.. أم رداً أدبيا أو علميا.. ونحو ذلك مما يريد إيصاله للآخر..

ولا شك أن كل عاقل يدرك أن المقصود هو إيصال ما تجود به القريحة.. وما ينتجه الفكر من رأي أو علم أو نصيحة.. أو خاطرة.. للإفادة والإقناع والتوعية.. والتوجيه.. فيأتي الأسلوب واللطف والإقناع.. وليس مجرد: “قل كلمتك وامش”..

ومن هنا.. فإن بعض الناس يجيد الكتابة.. وبعضهم يجيد الخطابة.. وبعضهم تعتلج الأفكار في صدره ولا يستطيع إيصالها..
فالكتابة والخطابة إذا كانت على أصولها فإنها نعمة من الله تعالى.. ولهذا.. جاء قول نبي الله موسى عليه السلام.. ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني)..

وقد رأينا طرح هذه القضية.. للحوار والنقاش.. ونطرح الأٍسئلة التالية..

  • هل الكتابة أو الخطابة موهبة.. أم هي مكتسبة تتطور مع التدريب والممارسة؟!..
  • هل صحيح أن الكتابة تعتمد على الإقناع العقلي.. بينما الخطابة تعتمد على العاطفة؟!..
  • كيف تكون الكتابة ذات أسلوب علمي؟!..
  • ما هو أثر التشنج والانفعال أُثناء كتابة الرد أو الحوار؟!..
  • ما هي إيجابيات فتح المجال للطرف الآخر أن يعبر عن فكرته بشكل واضح؟!..
  • كيف نميز بين الرد على الشخص أو الرد على فكرته ورأيه؟!..
  • هل يُطلب من الكاتب أو الخطيب أن يكون له مرجعية يتسند إليها بكل وضوح؟!..
  • ما هو الرأي بخصوص من يخاطب عامة الناس وكأنه يتحدث مع علماء ومثقفين وغير ذلك مما يدور بخاطر الكتاب المحترمين مما يتعلق بفن وأصول الكتابة والخطابة.. نحو منهج راق في المخاطبات والحوارات؟!..

العميد المتقاعد الدكتور عديل الشرمان.. قال..

القلم هو لسان حال من يكتب به، وهو ترجمان لما في قلبه، فإن صلح اللسان والقلب كتب القلم بالحق، لذا فلا يتودد الكاتب بقلمه بما ليس في الآخرين لنيل مكانة أو الحصول على مكسب، فهو ليس محلا للمساومة، وليس وسيلة تنبت أشجارا من الفساد، ولا أداة يلبس صاحبه به الحق بالباطل، فلا يستخدم لغايات خبيثة وبغيضة، فالقلم يحرّض الكاتب به على الخير، ويساعد في وأد الفتنة دون تفريط بأمانة فضح الباطل وأهله، والفساد وأصحابه.

الكاتب يكتب فيكبر بما كتب، لا ينطق قلمه إلا بالحق، فيصبح سلطة بحد ذاته يحسب لها حساب، وآخر تعرفه من لحن القول الباطل، فلا يقوم له وزن ولا يحسب له حساب، وقد اشترى ضرره بما خط قلمه، وأضاع إيمانه وقلّت هيبته، ونأى بنفسه عن زمرة الكرام من الكاتبين.

اللواء المتقاعد هلال الخوالدة.. كان رأيه كما يلي..

مساء الخير للذوات الكرام لا شك ان الانسان مهما كان متعلما او لدية خبرة طويلة وتجارب متعدده ويتعلم من الحياة ومن الخبرات والنصائح وحياة الناس من حوله، واراد ان يُظهر ذلك للعيان فلا بد له من ان يتكلم باسلوب مفهوم وبلغة واضحة ولغة جسد مؤثرة وقدرة على الاقناع وايصال رسائلة وما يريد ان يبوح به او ان يكتب ويُظهر كل ما يدور في عقله حول ما يريد ان يكتب .
حيث تعتبر الكتابة وسيلة للإبداع الذاتي وإبراز المشاعر الخفية والمواهب لدى الكاتب الذي يسعى الى مشاركة افكاره مع المجتمع وأعتقد ان الكتابة والخطابة رغم التطور الحاصل في كل مناحي الحياه والتقنيات والذكاء الاصطناعي لا تزال من أهم وسائل الإنسان للتعبير عن نفسه ومحيطه وخبراته وما يجول في خاطرة وأظهار ما يتمتع به من معرفة وعلوم وقدرات وفن استخدام الكلمات والتعابير المختلفة والتأثير بالمتلقي بشكل كبير شكرا جزيلا على طرح هذا الموضوع.

فيما قال الدكتور خالد الجايح.. في مداخلته المعنونة بالخطابة..

الخطابة موهبة من الرب وفن يمكن تعلمه وتعليمه. فهي كبقية انواع الفنون والعلوم. ولكن غالبا يتفوق صاحب الموهبة على متعلمها.
فمثلا، الكثرون يمكنهم تعلم كرة القدم، لكن لا يستطيعوا ان يكونوا بيليه او مارادونا او ميسي او صلاح حسن . والكثير ممكن تعلمهم الرسم، لكن قد لا يصلوا بيكاسو او دافنشي. وفي العلوم؛ ممكن ان يتعلم الكثيرون طرق وأساليب البحث العلمي، ولكن ليس الجميع يستطيع أن يكون البخاري او ابن الهيثم او الرازي، او عالما ومخترعا.
ذلك أن الله الخالق سبحانه يريد أن يرينا بهؤلاء كم هي طاقاتك ايها الإنسان كثيرة وعظيمة، وذلك من خلال ابرازها لدى بعض خلقه بشكل مميز، ليبين لنا سبحانه عظيم الطاقات التي أودعها فينا، فتبارك الله احسن الخالقين.
اما موضوع الخطابة، فيكاد يكون من أصعب المواهب والفنون، ذلك انه فن يلزمه العديد من القرائن والمتطلبات الضرورية ليصبح صاحبه في المستويات العليا، ومن هذه المتطلبات:

  • معرفة باللغة وقواعدها. فإن تكسير اللغة يذهب رونق الخطابة ومكانة الخطيب وربما يضيع المعنى.
  • علم بالقرآن والشعر، مع الإلمام بحصيلة من الكلمات والمصطلحات اللغوية، فلا يكون كلامه فقيرا ومليء بالتكرار.
  • فن الانشاء والتعبير.* وهو موهبة وعلم.
  • اطلاع ومعرفة متنوعة* في مختلف انواع العلوم والمعرفة.
  • علم وفهم عميق بالسياسة.
    ولكن الأهم من ذلك هو *موضوع الخطبة ومضمونها ومحتواها؛
  • فلابد من *الضرب على الوتر الحساس الذي يحتاجه المجتمع.
  • العمق في الطرح ووضع الحلول العملية.
  • التوازن بين مخاطبة العاطفة واحترام عقل السامع، التوازن بين العقل والعواطف.
  • حسن التقدير في الحديث، فلا يرفع صوته طيلة الخطاب بشكل يزعج السامع، ولا يتحدث بصوت غير مسموع، بل يقدر اللحظة والعبارات التي يريد فيها جذب انتباه السامعين.
  • تجنب ذكر *أي معلومة غير متأكد من صحتها، فذلك قد يفشل الحديث كله والمتحدث.
    في الخاتمة ما يهمني هو الخطاب الإسلامي، والذي اريد منه:-
  • الموضوعية والعلمية والعمق في الطرح.
  • ان يأخذ المعلومة من مصادر موثوقة*، وليس من العوام والشارع اومن مراسلات السوشال ميديا.
  • وحتى يكون عميقا؛ عليه تناول الموضوع من كافة جوانبه، فلا يكون سطحيا في الطرح او النقد بدون تناول معظم جوانب الموضوع، بل وطرح حلول منطقية وعملية*.
  • أن يكون ميزانه دقيقا بين الواقع والشرع*؛ فلا يتنازل عن ثوابت الشرع، ولا يطالب بما لا يمكن تطبيقه في الواقع.
  • فهم ودراسة الواقع والمجتمع* ( عربي وغربي)، *وطرح حلول ميسرة وواضحة وتجنب العموميات مثل؛ ( الإسلام هو الحل، الرجوع إلى الله، تقوى الله…)، فلا يذكر عموميات من غير تحديد نقاط تلزم السامع وتوجهه.
    واسأل الله التوفيق للجميع.

المهندس نهاد المصري.. قال في مداخلته..

الخطابة هي فن قديم جدا ولم تخل منه امة من الأمم.
ومع التطور البشري أصبحت الخطابة علم لها قواعدها واصولها.

أول من بحث في هذا الموضوع هم الفلاسفة اليونانيون، وقد قام ارسطو زعيم فلاسفو اليونان بتدوين أصول هذا الفن ودونه في كتابه (الخطابة) واصبحت الخطابة من الفنون النثرية التي تعتمد على العقل والمنطق.
من هنا جاء تعريف الخطابه: هو فن مخاطبة الجمهور واقناعه والتأثير فيه.

وعند العرب نجد الخطابة متأصلة في الأدب العربي، وكانت في العصر الجاهلي كوسيلة لتعبير عن بيئتهم ونمط حياتهم في مقابل قلة الكتابة.
لكن في العصر الإسلامي ازدهرت الخطابة لارتباطها بالدعوة إلى الدين وتعاليم الاسلام.

للخطابة مهارات حتى تكون خطيبا ماهرا:

  • عليك أن تمتلك مهارة التعبير بوضوح،
  • عدم التوتر والقلق إمام الجمهور،
  • القدره على الجذب،
  • المحافظه على نبرات الصوت واستخدامها،
  • القدره على إدارة الوقت.

أما تعريف الكتابه: فهي تعبير عن أفكار ذاتية عن المشاعر الداخلية والأحاسيس والانفعالات وكتابتها ونقلها إلى الآخرين.
يندرج تحت هذا التعريف كتاب القصة والشعراء وهنا معظمهم يعتمد على الزوايا العاطفية.

للكتابه انواع كثيرة، منها الكتابة العلمية، والسياسيه، والاقتصادية، والكتابة الإبداعية،
وهناك اختلاف بين مواضيعها من حيث التوازن بين العاطفة والعقل والشكل والمضمون….الخ.

هل الكتابة مهارة؟!.
نعم هي مهارة صقلتها الموهبة لصياغة الأفكار.
الكتابة لها مهارات منها القدرة على قراءة النص المكتوب، وفهمه والتعبير عن الافكار كتابة، مهارة الفهم والطلاقه وفهم المعاني وبناء الجمل.

وفي النهاية الخطابة والكتابة أصبحت علم من العلوم التي تدرس في جميع جامعات العالم.
والله من وراء القصد.

فيما كان رأي أ. د. ياسر الشمالي.. عميد كلية الشريعة الاسبق في الجامعة الأردنية..

المقال الموجز وأُثره في جذب القارئ
يُلاحظ أن بعض الكتاب أو الخطباء يميلون للتطويل وذلك يعود لحرصهم على استيفاء جوانب الموضوع وإفادة المتلقي، لكن يفوتهم أن الإيجاز أكثر بلاغة وتأُثيرا، وفيه بُعد عن الإملال، ويشجع المتلقي على القراءة، خاصة في ظل واقع ضعف الهمم، فنحن بحاجة إلى ما يعلق بذهن المتلقي ويتذكره عند الحاجة إليه
ويعرف أهل اللغة الإيجاز بأنه: اختصار الكلام مع استيفاء المعنى، أي التعبير عن المراد بأقل عدد من العبارات مع بقاء جودة التعبير والمحافظة على الفكرة الأساسية، وكما قيل: خير الكلام ما قلّ ودلّ
ومن هنا كان الأنبياء أكثر الناس بلاغة، وقد جاء في الحديث: (وأُتيت جوامع الكلم)، وقد أرشد الني صلى الله عليه وسلم إلى إيجاز الخطب بقوله: (اقصروا الخطب) وكانت خطبه كلمات يسيرة
وهكذا في رسائله للملوك، مثل قوله عندما خاطب كسرى: “أَسلِمْ تَسْلَمْ.. “
وقد أدرك القائمون على موقع(تويتر) أهمية الإيجاز فحددوا كلمات محدودة للتعبير، واستوحوا ذلك من زقزقة العصفور القصيرة لكنها غاية في الجمال والروعة والتعبير
ويعود التطويل عادة:

  • لعدم التحضير للمقال أو الخطبة، فيشرق ويغرب الكاتب أو الخطيب، ويعيد ويزيد بسبب الارتجال
  • الخروج عن الموضوع لأدنى سبب، فيأتي بما لا علاقة له بموضوع المقال
  • عدم الإلمام الكافي بموضوع المقال
    وقد أرسل أحد الشخصيات( يقال العقاد، ويقال سعد زغلول) رسالة مطولة لصديقه ثم قال له في آخرها: أعتذر عن التطويل فليس عندي وقت للاختصار.
    ومع ذلك ذكر أهل البيان أن هناك مواضع ينبغي فيها التفصيل والإطالة لإشباع الموضوع، وتوصيل المعنى وهو إطناب ممدوح يقتضيه المقام لأجل الفائدة، مثل مقام الإصلاح، ومقام الإيضاح، والمدح، والوعظ، والتكرار بغرض إبراز المعنى وتقريره في النفس، واستمالة المخاطب لنصحه، ونحو ذلك، ومن هنا جاء قولهم: لكل مقام مقال، وقالوا: البلاغة هي موافقة الكلام لمقتضى الحال
    وقد يكون لحال المخاطبين أثر في اختيار الإيجاز، أو الإطناب، فإن كان من نخاطبهم أهل علم وثقافة فالأصل أن نحترم عقولهم ومكانتهم بالكلام الموجز اللماح والكاشف عن البقية واللبيب تكفيه الإشارة
    وعملا بدواعي الإيجاز أكتفي بهذا

السيد محمود ملكاوي.. قال في مداخلته..

يمتلك كل إنسانٍ مجتمعه وبيئته الخاصَّة التي يتشاركُ معها رسائله وأفكاره ويؤثر في قراراتها وتوجُّهاتها ، كالأب مع أبنائه ، الأستاذ مع طلابه ، والطالب مع زملائه ، والتاجر مع زبائنه ، وغير ذلك العديد من الأمثلة الحياتيَّة المختلفة، لذا حازت فنون التأثير والإقناع أهميَّةً بالغةً في أولوياتِ الأمم السابقة حتَّى العهد الحديث ، وتظهر ممارسة هذه الفنون في مجالات مختلفة كالإدارة والدَّعوة والتعاملات اليوميَّة وغيرها، ويتفاضل الناس في ما بينهم بمستوى القدرة على أداء هذه الفنون واستخدامها في معاملاتهم اليومية وسلوكاتهم الدائمة باختلاف معارفهم وخبراتهم ومستوياتِ احتياجهم لهذه القدرات

  • يُعرّف الإقناع اصطلاحاً بأنَّه فن مخاطبة الجمهور أو مشافهتهم بهدف استمالتهم للتأثير عليهم ، وهو من فنون التعبير عن الذات وإيصال الأفكار والاتصال المؤثر بالآخرين عبر الخطاب المعتمِد على طلاقة اللسان والقدرة على التعبير والبيان وترتيب الأفكار وتدفق المعاني والكلمات ، ويختلف هذا الفن من شخصٍ لآخر تبعاً للقدرات النفسيَّة والمواهب التي يتمتّع بها كل فرد ، فيما يُعرَّف التأثيرُ بأنَّه نشاطٌ موجَّهٌ متضمِّنٌ لعمليَّات الاتِّصالِ يهدفُ إلى تغيير أفكار ومعتقدات وسلوكات وتوجهات الأشخاص نحو هدفٍ معيَّن أو سلوك عبر تحويل آرائهم وكسبِ رٍضاهم وتأييدهم بالإقناع
  • تتكوَّن عملية التأثير والإقناع من ثلاثة عناصر ، هي : المصدر والرِّسالة والمستقبِل ، وبما أنَّ المصدر هو النَّاقل للرِّسالة والمسؤول عن إقناع المستقبلين فيها ، فإنَّه يقع على عاتقه الوصول إلى أفكارهم والتأثير فيهم بما يتناسب مع بيئاتهم ومستوياتهم العمريَّة والتعليمية ، ومراعاة الفروقات الفردية لديهم
  • على المَصدر أو كاتب المقال أو من يُخاطب الجمهور أنْ يتَّصف بالثِّقة والمصداقيَّة ، والقدرة على استخدام أساليب متعددة ومناسبة للتأثير والإقناع ، وعليه أنْ يُشكِّل رسالته بوضوحٍ لا غموض فيها ولا تمويهَ ومُواربة ، لتكون واضحة الهدف ، مرتّبة الأفكار ، مناسبة العبارات ، مُدَّعمة بالأدلة والبراهين ، بعيدة عن الخلل والجدل والاستعلاء ، تحترم عقول الآخرين
  • على النَّاقل أو المصدر أن يمتلكَ القناعة التَّامة بالفكرة التي يسعى لنشرها وأن يكون عميق الإيمانِ في أهدافها ومبادئها
  • ضرورة ان تكون الجُمَلِ بصيغة التشويق والإثارة بعيداً عن التخويف والضغط وفرض السُّلطة والرأي على الاخرين
  • ليس المهم أن يثبت المُحاور أنَّه على صواب ، بل الأهم أن يصل الجميع إلى نتيجةٍ حقيقية ومنطقيَّة خاليةٍ من الانتصارات الشخصيَّة والاستقواءِ التنافسي

فيما قال الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه..

الكتابه والخطابه موهبه تصقلهما المعرفه من خلال القراءه والممارسه وتختلف الكتابه عن الخطابه انها تعتمد على الإقناع لأنها تعاد قرائتها في كل الأوقات وتؤخذ منها العبر لكل زمان ولذا سمي القرآن بالكتاب فهو صالح لكل زمان ومكان اما الخطابه فهي كلام وجاهي لأشخاص حاضرين او مشاهدين مستمعين تحاول أن تعزف على وتر العاطفه لتستحظر اذهانهم لما يقول الخطيب اما الكتابه بالأسلوب العلمي يجب أن يكون لها مقدمه وحبكه وخاتمه ثلاثية تمام المقصود من الكتابه. التشنج والانفعال في الحوار او الرد يضعف الحجه حتى لوكانت قويه وعندما تفتح المجال فأنت تثري الحوار بأراء وافكار جديده عندما يكون الرد للمخاطب بأنت فأنت تقصده هو وتلك أخطاء الردود او مايسمى الشخصنه لكن ان كانت الردود تدور حول الفكره وتسوق الأمثال لها وتناقش ايجابياتها وسلبياتها دون التطرق لصاحبها فكل منكم يراها من زاويه أخرى والكاتب ان كان له مرجعيه افضل وان لم يكن فهو جائز لكن الباحث لابد له من مراجع يستند عليها وكذلك الخطيب ان ساق أمثال اووقائع وذكر مراجعها فذلك افضل وان لم يكن فلا ضروره لذلك.. كل من يخاطب العامه على أنهم على مستوى وعي وفهم واحد فهو جاهل في فن الكتابه او الخطابه ولاتجد له متابعين الا القليل. بعجالة لنقول ان الكتابه والخطابه سلاح ذو حدين يلزمهما الفارس المتمكن وليس الهاوي المتملق.

السيد ابراهيم ابو حويله.. ركز على مفهوم الكلمة.. حيث قال..

الكلمة:
من وحي الله قرآن ومن الرسول صل الله عليه وسلم حديث ، أول ما خلق الله خلق القلم كما في حديث الأمام أحمد ، “ثم قال له أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة “

القلم مجازا أو حقيقة ، لأن صورة الكتابة تتغير مع تغير البشر فمن تلك اللحظة التي أصبح فيها الإنسان قادر على نقل العلم والخبرة والمعرفة ، خطا خطوات كبيرة إلى الأمام ، فنحن لا نبدأ من تلك اللحظة التي بدأ منها غيرنا ، ولكننا نبدأ من تلك اللحظة التي إنتهى إليها غيرنا .

مخيفة تلك المعرفة التي فقدتها البشرية بسبب عجز الإنسان عن الكتابة أو بسبب ضياع المكتوب أو بسبب اختلاف اللغات والثقافات وضياع التواصل ، فقدنا نحن البشر كما هائلا من المعرفة والخبرة والمعلومات بسبب ضياع التواصل ، وفقدان الحلقات وانقطاع الكتابة بشكل مباشر أو غير مباشر .

نقف اليوم أمام بعض الإنجازات التاريخية بإعجاب كبير ، ونشعر بالعجز عن فهم كيف قاموا بذلك ، ومن أين أتوا بالمعرفة اللازمة لذلك ، حتى أن بعض المهتمين بالتاريخ جنح في محاولة الفهم ، فمن قائل يقول بأن أجناسا أخرى غير بشرية ساهمت في ذلك ، ومن قائل يقول بأن كائنات فضائية ساهمت بذلك ، وحقيقة أشاركهم إعجابهم بما تم إنجازه عبر تاريخ البشر ، ولكني لا إشاركهم إستنتاجهم .

فمن تلك اللحظة التي تظهر فيها قدرة الأجيال القديمة على صناعة الحياة وعلى تطوير وسائلها ، وعلى البحث الدائب المستمر للوصول إلى كنه المعرفة وإستخدامها وتوظيفها ، ذلك التوظيف الذي صنع هذه العجائب التي نراها بأم أعيننا بإستغراب كبير .

ضاعت المعرفة والعلم والخبرة التي ساهمت في بناء وتشكيل وصناعة تلك الإنجازات بسبب ضياع القلم ربما ، نعم هو ضياع مجازي لعدم وجود آلية لنقل هذا الكم بشكل الصحيح والكامل إلى الإجيال اللاحقة .

لا يستوعب الجيل الحالي كل المعلومات من الجيل السابق ، ولا ينقل كل المعلومات التي تم إستيعابها حتما ، ويضيع بين هذا وذاك الكثير .

لذلك ربما كانت معجزة هذه الأمة كتاب ، كتاب يحتوي كما جعله الله مناسبا لكل جيل من أجيال البشر ، ليحدث إنطلاقته ويحقق حضارته ويحافظ على كيانه المعرفي والثقافي والحضاري ، هذا الكتاب يشكل نقطة إنطلاق لمن يسعى ويحاول جاهدا ان يفهم ، هو يثير تلك الإسئلة ، ويعطي تلك الأجوبة ، ويصنع الفرق ، ذلك الفرق الذي يجعل أي جيل من البشر قادر على الإنطلاق .

وهناك بعد أكبر فإن الألسنة يصيبها التبلبل كما جاء الكتب المقدسة ، لعنة بابل أصابت الألسنة فاختلفت وتفرقت وسواء صح هذا الأثر أم لا ، فتاريخيا يحدث هذا .

فإن الكلمات تذهب مع قلة الإستخدام وتأتي كلمات جديدة ، و تتغير اللهجات والإستخدامات بتغير الأجيال ، ولذلك إذا حاولت اليوم أن تقرأ ما كتب بالإنجليزية القديمة فستجد لغة مبهمة لا تستطيع فهم الكثير من كلماتها ، وإن كنّا نواجه شيء قريبا من هذا في العربية ، ولكن ليس بنفس الدرجة التي يواجهها أصحاب اللغات الأخرى ، فقد فقدوا التواصل بين القديم والجديد ، فهذا القرآن الذي بين إيدينا حفظ لهذه الأمة ميزة مختلفة ، فهو ثابت لا يتغير ولا تتبدل كلماته وآياته ، ما يجعل كل الذين يقرؤون هذا الكتاب لديهم تلك القاعدة المشتركة من الكلمات التي من الممكن إستخدامها للتواصل بينهم ، حتى لو كان بينهم أجيال ومئات من السنين .

إذا هدف الكلمة هو التواصل ونقل المعرفة ، وتراكمية هذه المعرفة للوصول إلى الإستخدام الأمثل لتلك الطاقة المحدودة من حيث العمر والجهد التي يتمتع بها الإنسان لتحقيق أعظم قدر من الفائدة ، فالمزارع يستغل تلك المعرفة ، والصانع يستغل تلك المعرف ، والسياسي يستغل تلك المعرفة ، والقائد يستغل تلك المعرفة .

وما زالت بعض الكتب تدرس مع أن ألاف السنين مضت عليها وما كتاب تأملاتي لماركوس أوريليوس ولا كتاب فنون الحرب لسون تزو إلا دليل على ذلك .

لكن الذي يحدث عندما تغييب الحضارة مؤلم ، فعندها يقل الإهتمام بالعلوم والمعرفة والثقافة والفلسفة ، ونغرق في كثير من التفاهة التي لا تساهم في صناعة إنسان ولا حضارة .

ونخسر تلك الفاعلية التي تساهم في تنميط السلوك وجعله سلوكا إيجابيا يعود على صاحبه بالفائدة وعلى الأمة بالخير، ونغرق في الفردانية في كل تصرفاتنا ، فلا نصنع فرقا ولا نحدث تغييرا .

هل أدركنا قيمة الكلمة …

الدكتور معتصم الدباس.. قال في مداخلته..

‏الكتابة في الغالب تنبع من العقل والذهن اللذان هم مصدر الفكرة على عكس الخطابة التي تنبع من القلب وبالتالي تكون ممزوجه بالعاطفه ‏.
لذلك كما قال علماء الاجتماع لابد أن يغلب العقل على العاطفة حتى يكون قرار الإنسان صحيح.
‏الخطابة هي موهبة بالدرجة الأولى قبل أن تكون ممارسة ولكن العلم والتعلم هو الذي يصقل هذه الموهبة لتخرج بأسلوب علمي ومقنع.
‏كثيرا ما يتحدث العقل الباطن مع الإنسان عندما يريد أن يفرغ ما في ذهنه بالكتابة مما يؤدي بالشخص أن يعيش واقع ما يكتب و يتأثر به نفسيا ويتشنج به وهذا يؤدي إلى خروج الشخص عن أدب الرد والكتابة والخلط بين بين الشخوص والأفكار ‏والإصرار على الرأي الشخصي.
‏الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحيه لكن بشرط أن لا نصل إلى حاجز الخلاف والعداوه.
‏مخاطبة الناس على قدر عقولهم هي منهاج نبوي ‏بالتالي يجب أن تحدث الناس بلسان حالهم وبلغتهم.
‏الحديث والحوار له أصوله في الشرع ومنظومة الادب والتي اهم اركانها خفض الصوت لأن الحديث بالصوت العالي يعبر عن إفلاس المتحدث للحجة البرهان حتى أنه من انكر الأصوات ،
كما أن التشدق ‏والتفيهق في الحديث من الأمور المنهي عنها في الشرع .
ولا بد للإنسان أن يوجز في الحديث بلا إسهاب حيث كان من صفات النبي عليه السلام أنه أعطي جوامع الكلم ‏كما أن الاستماع والإنصات للمتحدث وقبول الرأي الآخر يعكس احترام الشخص لنفسه.
مع احترامي للجميع

فيما كان رأي السيد حسام مضاعين.. ان الكتابة والخطابة اصبحتا مهنة من لا مهنة له..

الكتابة والخطابة وبعيدا عن التعريفات الدقيقة لها، أصبحت مهنة من لا مهنة له، وخاصة في زمن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ْالتي وفرت منبرا مباشرا، وجمهورا واسعا لكل من اراد ان يعتلي هذا المنبر، فالفضاء الالكتروني يعطي مؤشرات ومقارنات، بين الكتاب والخطباء من خلال عدد المتابعين والمتفاعلين، بالرغم من أن المحتوى التافه -مع الاسف الشديد- يشهد اقبالا وجمهورا اكثر من الكتابات والخطابات الجادة.

ولا شك ان الخطابة تختلف عن الكتابة، فالمهارات المطلوبة للخطابة لا تقتصر على محتوى الخطبة واتقان اللغة المستخدمة فحسب، وانما تحتاج الى مهارات اخرى لا يحتاجها الكاتب لايصال فكرته، ومنها لغة الجسد ونبرة الصوت والمظهر العام وغيرها.

ما يحتاج الى التدريب والاحتراف هو فن الاستماع وفن الحوار، فحسن الاستماع يحتاج الى تدريب وصبر وتأني واحترام الاخر ، شأنه في ذلك شأن فن الحوار، فما نشهده من حوار في كثير من مجالسنا ولقاءاتنا وفي بعض مؤسساتنا لا يمت للحوار بصلة، ويخلو من اي فن او قواعد اساسية للحوار ْ، وكم شهدنا مشاجرات وتجاوزات على القنوات التلفزيونية بين مسؤولين لا يؤمنون بفن الحوار و لا بالحوار اصلا .
تحياتي.

الكاتب مهنا نافع.. كانت مداخلته كما يلي..

أساتذتي،
كثيرا ما ننظر للأشياء كما نحن نريد أن نراها لا كما هي بالحقيقة تكون، أحكامنا عليها مسبقة وحاضرة ومهما تميزت ستبقى بأعيننا غير ناجحة، وكثيرا أيضا ما نبالغ بالثناء على إي منها فنراه كما نتمنى ايضا أن يكون لا كما هو بالحقيقة الآن، ومن برهة إلى هنيهة بين هذا وذاك نستوعب أن أحكامنا كانت خاطئة، فنصاب بالإحباط وكأننا صدمنا بفهم شيء لم نكن ندركه، فيا ليتنا قدرنا قيمة الأشياء تماما كما هي قبل الكتابة عنها، فتجنبنا وجنبنا غيرنا الكثير من المتاعب.

إن الكتابة علم وموهبة وشغف، ولا بد للبعض منا أن يغير طريقته بالحكم على أي قضية محلية أو دولية كانت، فلا بد بالبداية من تحييد كل ما سبق من المعلومات والحقائق، والبدء من جديد بجمع الحديث منها ومن العديد من المصادر، ومن ثم العودة لدمج ما فهمناه من القديم الذي لدينا مع الجديد الذي وصل إلينا، ومن ثم نبدأ بالكتابة، فالتريث دائما هو المطلوب لنعرف ما أنسب الكلمات التي ستعبر عما وصل لإدراكنا عن الموضوع المنشود، وبكل حرص وموضوعية لنقرأ ونراجع ما كتبنا بتأن لتصل الرسالة التي قصدناها بعد ذلك بكل أمانة وصدق ووضوح.

واختتم الكاتب والمحلل محمود الدباس الحوار بهذه النقاط..

إن تقَبُل الآخر لرأيي اكان مكتوبا او منطوقا.. يعنمد على مجموعة من الامور التي يجب ان يتم اخذها بعين الاعتبار.. بغض النظر إن كان توجيهه لافراد او جماعات او حتى مسؤولين.. فما علينا إلا اتباع هذه الاضاءات.. وهي اجتهادات وجزء من كثير..

  • في الحوارات.. التركيز على الفكرة أو الرأي المطروح بدلاً من الشخص نفسه.. حتى لا يتم اخذ الامر والراي بطريقة الشخصنة..
  • ان تكون واضحا من حيث تبيان اساسه.. هل هو عقدي او فكري او اجتماعي.. ولا تتحرج في ذلك.. فالمتلقي السوي.. سيحترم وجهة نظرك حتى لو خالفته..
  • ان تكون واثقا مما تطرحه من حيث صدق المعلومة.. او تأصيل السند الشرعي او القانوني او العرفي.. حتى يكون رأيك متين..
  • ان تكون صادق النية فيما تطرح.. فانه سيلامس القلب قبل العقل.. وإن أغضبه ما طرحت..
  • ان تكون مهني الطرح.. فتقول يكل جرأة وأدب للمحسن احسنت.. وللمسيء أسات.. وسيكون مجمل ما تكتبه شاهد على مدى مهنيتك وموضوعيتك.. فلن ينعتك احد بالانحياز او التملق الى جهة او طرف.. إلا مَن كان على عقله وقلبه وعينه واذنه غشاوات..
زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page