أقلام حرة

ما بين التسحيج واللهاث..

محمود الدباس – أبو الليث..

من خلال متابعتي للعديد من المواقع والمجموعات على مواقع التواصل الإجتماعي.. وعلى المواقع الإعلامية.. وجدت انه لا تكاد ساعة تمر.. إلا وأشاهد كلمة (سحيج أو تسحيج).. أكانت لوصف شخص.. أو انتقادٍ لموقف.. أو للبراءة من تصرف..

ويطلقها أناس بطريقةٍ تنمريةٍ على من يصفونهم بها.. وأنا أدرِجُها بفهمي.. تحت باب إرهاب الكلمة..
حيث يريدون من الآخر.. أن يشعر بالحرج والخِزي من كلامه أو تصرفاته.. فيتردد في قول اي شيء معارض لهم ولتوجهاتهم.. حتى لو كان حديثه مبررا ومدعوما بالشواهد والمعلومات.. ولا يريد من حديثه الا بث الايجابية..

وحتى أشبِعَ شغفي الداخلي.. قمت بوضع مجموعة ممن أعرفهم ويتصفون بالتسحيج أو بانتقاده.. تحت مجهري الذي أفتخر بحياديته وقوة تركيزه.. ودِقة نتائجه.. وَنَوَيتُ المعرفة والتمحيص اكثر في هذا الامر..

فبحثت في خط سير حياتهم من خلال ما توفر لدي من معلومات منشورة.. أو من خلال السؤال عنهم من ثقات يعرفونهم من خلال مسيرة عملهم او حياتهم الاجتماعية.. فوجدت نوعين أساسيين ممن يعنيهم أمر التسحيج.. اكانوا مسحجين حسب الوصف.. او مَن يمقتون التسحيج جهارا نهارا.. وفي كل مناسبة

وجدت أن المسحجين بالعادة.. أوضحُ مِن البدر في كبد السماء بعين بدوي حُر.. في ليلة صيفة صافية..
فهو يعشق من يُسحج له بوجدانه.. ومقتنع بتلك الشخصية.. إما لفكره.. أو لقوته.. أو لعطاياه “وتزبيطاته”.. أو لجاهه.. أو لشعوره بالأمان في كنفه.. أو أو أو..

ووجدت أن هؤلاء النفر الذين اعنيهم -وينطبق الوصف على كثيرين منهم- ممن يمقتون التسحيج على الملأ.. نوعين..

  • الأول.. مَقتُهُ مبدأيٌ متأصلٌ في ذاتهِ.. مبنيٌ على قناعاتٍ معجونةٍ مع فطرتهِ.. بأن لا تسحيجَ حتى لو حَصَلتُ على ما أريد.. ومتيقن في قرارة نفسه.. أنه نال ما نال حقا واكتسابا وليس مِنةً من أحد.. فلا يحب ان “يسحج” احد لاي شيء يقوم به اي شخص وخصوصا المسؤولين.. وهؤلاء قد اوافقهم في بعض مما يذهبون اليه.. واحترم فيهم ذلك التوجه..
  • وأما النوع الثاني.. وهم كثرٌ.. ولا يخفون على أحد.. والشواهد كثيرة عليهم.. فتراهم يُظهِرُون مَقتَهُم للتسحيجِ في كل مناسبة.. لا بل يتنمرون على من يصفونهم بالسحيجة.. لأنهم لم ينالوا ما يريدون.. أو أنهم ينتظرون الفرصة لنيل ما يريدون.. ولن يترددوا حينها في أن يصبحوا قادةً لفرقة التسحيج.. وينطبق عليهم المثل القائل.. “نفسي فيه…. وتفووو عليه”..

لذلك أجد وكلي ثقة ويقين بأن..
سحيج واضح.. أنقى سريرة.. وأطهر قلبا.. من مُنتقدٍ يلهث..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page