منوعاتواحة الثقافة

ظاهرة التشرد في الدول الرأس مالية

عرين ابو شاهين

إن التشرد ظاهرة تنتشر فى كل دول العالم وتسعى الحكومات للسيطرة عليها، إلا أنها في الدول “الرأس مالية” خرجت عن نطاق السيطرة، وبلغت أعداد المشردين أرقاما قياسية، وأصبحت خيام المشردين منتشرة فى الشوارع والأنفاق والحدائق العامة، بل إن معظمهم يتخذ من عربات القطار وصناديق القمامة مأوى لهم.

وحيال ذلك، عجزت سلطات المدن عن القضاء على هذه الظاهرة، ولا يجد المتشردون يد العون إلا من خلال مساعدات محدودة من جمعيات خيرية ودينية مستقلة.

كما سلطت العديد من الصحف العالمية الضوء على الأوضاع المتردية التى يعيش فيها المتشردون فى الدول “الرأس مالية” والتي تعد أسوأ من تلك الموجودة فى دول العالم الثالث،حيث العيش في العراء في مخيمات مؤقتة أو على حصر كرتونية على جوانب الطرق، والمعاناة من ظروف الطقس المختلفة، وعدم جود مياه جارية، ومراحيض، وصناديق قمامة، والتعرض للاغتصاب واعتداءات المجرمين وسط انتشار المخدرات، والأمراض المعدية مثل السل والإيدز والالتهاب الكبدي وغيرها.

ليس هذا فحسب، بل تمادت السلطات “الأمريكية” بالأخص في ممارسة المزيد من الانتهاكات بحق المتشردين، حيث استهدفتهم بالسجن، والقتل والصعق بالكهرباء بدلاً من التخفيف من حجم معاناتهم، فضلاً عن اعتماد الكثير من الولايات الأمريكية العديد من القوانين التي تجرم بشكل مباشر وغير مباشر الأشخاص المشردين والأشخاص الذين يحاولون إطعام المشردين في الهواء الطلق، فالسجن ودفع غرامات مالية كبيرة يكون في انتظار من يقوم بتوزيع الطعام على المشردين في الحدائق العامة لأن ذلك يُعتبر “جريمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page