صيد الشاهين

قصص من فض فض ستان … كيف كان يتم تسويق السياحة زمان ؟؟؟

داود شاهين

قال الراوي يا سادة يا كرام …. في ماضي السنين وسالف العصر والأوان وعلى أيام أجدادنا الأنباط وأقاربهم الرومان. أنهم كانوا يهتمون بجذب الزوار الى بلادهم وعجيب صنائعهم من كل مكان … وأنهم كانوا يجمعون الرواة والحكواتية ( وهم أشبه بما يسمى اليوم بالصحفيين والمؤثرين) ليقوموا بتأليف القصص عن هذا المكان.

قصة اليوم هي من قصص قديم العصر والزمان .. لكن فيها عبرة … وفي التاريخ عبرة ودروس للإنسان .

وتبدأ حكايتنا اليوم عندما قرر أحد الولاة أن يحشد جمع من الرواة والمتحدثين ليقرأ عليهم قراراته وآخر إبداعاته ( وهو ما يشبه اليوم المؤتمر الصحفي ) فجمعهم في قافلته وانطلق بهم في رحلة عبر الصحراء والجبال والوديان … ليصل بهم الى ذات المكان الذي قرر فيه أن يكون الإعلان….. وأعتقد غير جازم أن صاحبنا الوالي لم يدرك أو بقرارة نفس أدرك وتجاهل وعيناه عن الحقيقة أغلق … ان قافلته لم تحتوي على العدد المنشود من الرواة والمتحدثين … وأنها كانت عبارة عن رحلة ترفيهية لمستعرضات ومستعرضين …. وأناس عن فنون الحديث والرواية بعيدين … وأنهم باغلبهم لا علاقة لهم بهذه المهنة وانهم كل البعد عنها بعيدين.

حضرة والينا المتعالي…. والذي استغرق في الإعداد لهذا السوق أيام وليالي … وحجز مجموعة من الغرف في نزل كبير وغالي ويحتوي على الكثير من المرافق وله منظر جمالي .. أنه بهدفه الإستعراضي فشل فشل ذريع ….. وأن ما أنفق من أموال على هذا المشروع والمؤتمر قد ذهبت هباء وأنها في الهواء تضيع …. فلم يكن من بين من دعى الى جولته أكثر من خمسة أو ست أشخاص لهم منابر للأخبار تذيع … وأن البقية ما هم إلا عبارة عن متنزهين تم إهدائه رحلة في أيام الربيع.

العبرة مما سبق من الرواية … أن بعض المسؤولين لا يعلم ما هي حقيقة الحكاية .. وأنه يثق بمحيطين له يعدون له سيناريوهات لها بداية وليس لها نهاية …. ويقنعونه بأنه يسير على الطريق الصحيح ….. وأنهم يضعون بين يديه من سيكونون لهذه الأزمة هم المفاتيح …. أشخاص لديهم القدرة على لفت الانظار … وانهم هم من سيتمكنون من بث أفكاره .. وهم من سيساهمون في نشرها …. وعن طريقهم سيكون الإشهار …. وأن بعد لقائه بهم سيحقق الفوز والنجاح والإنتصار.

سيدي الوالي ….

بلغة صريحة لك أقول …. إن أفعالكم وأفعال طاقمكم شيء مش معقول ….. وانكم بتصرفاتكم وافعالكم تبتعدون عن ما في التعامل مع الصحافة من اصول ….وان كان لإجراءاتكم من نتائج ….فهي اقصر طريق للفشل …وللهاوية وصول ….

صديقي حضرة الوالي ….والذي أرى لتعامله ومحيطه اخطاء في التعامل مع الصحافة تكررت على التوالي …. نصيحة يقدمها محب لبلاده ومن الأهداف الشخصية فكره خالي … اقول لك يا غالي …. التسويق السياحي …والمؤتمر الصحفي …مش صورة التقطها على جوالي …. ولا بث مباشر على صفحة سوشال ميديا ليس لها هدف ومحتواها من المضمون خالي …. و لا حشد لمجموعة من الناشطين والناشطات احلم ان يحملوا عصاً سحريةً يحققون فيها طموحي وخيالي.

صديقي حضرة الوالي اتمنى ان يكون قد وصل اليك ما يدور ببالي ….

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page