
اليوم إلتقيت بالراحل ياسر المصري
داود شاهين
لم التقيه يوماً .. ولم تشئ الظروف ان اجلس معه في يوم من الأيام. ورغم أن للحركة الفنية حصة كبيرة في حياتي … ولا يخلوا أسبوع من تواجدي في فعالية فنية إلا ان سوء الحظ وبإعتقادي هو ما حال دون لقائي بهذه القامة الفنية. والتي شهد لها الجميع بحسن الخلق والمعشر.
لا أخفيكم أني قد أحببت هذا الإنسان من خلال تجسيده لدور ( نمر أبن عدوان ) حتى اني وخلال متابعتي للمسلسل كنت أصل الى قناعة اني اشاهد حلقة من حلقات تلفزيون الواقع لبراعته وإتقانه في تقمص الشخصية وادائها. مستوى الإتقان والإقتناع أوقعني في يوم من الأيام في خطأ فني… حيث أني قمت بنشر صورة للراحل ياسر المصري على خبر تم نشره في مناسبة معينة بدل الصورة الرسمية للشيخ نمر إبن عدوان. ولم أنتبه لهذا الخطأ لولا ملاحظة من صديق قام بتصحيح خطئي وتنبيهي.
اليوم وفي سرادق عزاء الراحل ياسر المصري في نقابة الفنانين. تعرف الى ياسر المصري في عيون فناني الأردن وتعرفت اليه من حجم الألم و الحسرة والفقد الذي كان يملئ عيونهم و وجوههم. … تعرفت اليه من كلمات إسترقتها و أنا أستمع لحديث بين إثنين يستذكرون مأثره ومناقبة. وكلمات إسترقتها كانت تتحدث عن الاب الحاني و الأخ و الصديق. … تعرفت اليه وأنا أرى شفاه ترتجف واكف ترتفع الى السماء راجية من ربها أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته…. تعرفت اليه وأنا أرى الجميع .. وكل واحد منهم يتقبل العزاء كون العزاء يخصه شخصياً.
اليوم تمنيت أني كنت التقيت هذا الإنسان الإنسان .. صاحب الذكر الطيب … شخص وحسبما رايت وسمعت من الصعب ان يدخل في دوائر النسيان ….فله في قلوب من عرفوه اعز منزلة ومكان. تعرفت اليه وأنا أرى الجميع يدعون له أن يكون من أصحاب الجنان … وان يغفر له الله وأن يفوز برحمة الرحمن …. تعرفت اليه بعد ما غاب عن الأرض .. لكنه في قلوب محبيه باقٍ .. فقد إحتل مكانة تبقيه يسكن العقل والقلب والوجدان.
رحم الله ياسر المصري