أخبار الاردنواحة الثقافة

ملتقى النخبة-elite يناقش ( أثر المنظومة الأخلاقية في بناء الأمم والحضارات واستقرار المجتمعات” )

ضمن حوارات ملتقى النخبة-elite ليوم الثلاثاء.. كان حوار السلسلة ليوم الثلاثاء بعنوان..

( أثر المنظومة الأخلاقية في بناء الأمم والحضارات واستقرار المجتمعات” )..

واستمرارا للنهج الذي اختطه الملتقى منذ نشأته والقاضي بإطلاق العنان للفكر والتجربة والممارسة وتقديمها بتوازن ومسؤولية ووفق الثوابت والضوابط العليا الوطنية لخير هذا البلد الغالي من خلال حوار بناء منتج قد يشكل دعم لتوجهات الحكومة وصناع القرار الاقتصادي والاجتماعي..

لماذا نغفل المنظومة الأخلاقية وأثرها الحضاري …
لماذا لا تركز مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا المدنية والعسكرية عل الأثر الأخلاقي ، وأنها تستحق الإيمان بها والعمل لها .

تختفي الحقائق البشرية خلف غطاء سميك من التصرفات التي تخفي الحقائق والطبائع والنفوس .

إذا أردت أن تعرف نفسك حقا فيجب أن تعتبر القوانين والضوابط غير موجودة ، وتنظر إلى أين تستطيع الذهاب .

عندها تتضح حقيقة المنظومة الاخلاقية للفرد وأثرها في بناء المجتمعات …
وإذا لم نحسن قراءة هذه الحقائق وتهذيب الشاذ منها وإعادة توجيه هذه المفاهيم فنحن من الممكن أن نجلس على قنابل موقوتة دون أن ندري .

نضع للنقاش أمام الملتقى والجمع الطيب من خلال عدد من التساؤلات والفرضيات..

  • هل من الممكن توضيح أثر الأخلاق في الحياة والعمل والبناء بالحجة والمنطق والدلالات التاريخية للوصول الى توليفة وطنية؟!..
  • ما هي اهم المعوقات والتحديات التي تواجه البناء الأخلاقي لفهمها وتحيدها؟!..
  • ولماذا لا يتم التركيز على المنظومة الاخلاقية في السنوات الأولى في المدارس ؟!..
  • هل من الممكن خلق خطاب وطني يمس جميع الفئات والاحزاب والكبار والصغار ، لتصبح العادات الاخلاقية منظومة واضحة محددة ومعترف بها ، وسن مجموعة من القوانين والانظمة التي تحميها بشكل يشابه المجتمع الياباني ؟!..
  • نحن قدمنا العلم والمعرفة واخرنا المنظومة الاخلاقية فهل نجحنا في هذه ام اننا خسرنا الاثنتين ؟!..
  • هل يجب ان نسعى جميعا لإظهار أثر الأخلاق على الفرد والأسرة والشارع والقطاع الخاص والعام ، وعلى الوطن بكل أطيافه لاحقا ؟!..

السيد إبراهيم ابو حويله.. قال في مداخلته التي عنونها بمنظومة الأخلاق…

تلك القيود التي تفرض على الإنسان حدود وتأمره بافعل ولا تفعل …

هل يعشق الإنسان شيئا كما يعشق الإنفلات من القيد ، ألم يخالف الإنسان الأمر الأول بأن لا تقربا هذه الشجرة …

إذا عبثا نحاول فرض منظومة اخلاقية قائمة على مجموعة من القيود والحدود والمحاذير ، ونريد بعد ذلك ربطها بجملة من الأنظمة والقوانين ، حتى تحافظ على ذلك العقد الإجتماعي الذي نسعى إليه والمسمى الأخلاق.

وهل يجب أن يعيش كل منّا كما يريد وكما يحلو له ، وأن يفعل ما يريد ، ولماذا على الدول الإهتمام بالمنظومة الأخلاقية من حيث المبدأ ، ماذا يعني أن يكون هناك انسان يدرك قيمة الوقت والعمل والأخر والوطن والإنسان والدين.

وما الذي سيحدث كما يقول هيجل إذا زرع البعض وتعب البعض وبنى البعض والتزم البعض بأخلاق عامة تضبطه في الشارع والمدرسة والعمل والحياة ، وعاش البعض الأخر عالة على هذا البعض مستمتعا بالحياة ، والقدرة على التجاوز والعيش بحرية على حساب هذا الأخر.

وهنا أبدع هيجل في الإجابة ، نعم عندما تسرق محصول المزارع هذه السنة ، فقد إستمتعت بجهده وعمله وتعبه ومحصوله ، ولكنه في العام القادم لن يزرع وستجوعان معا .

هذه المحصلة المادية لغياب الأخلاق عن المجتمع ، وأعنى بالمادية هنا تلك التي ترتبط بالحياة الدنيا بعيدا عن الجزاء عن الأعمال في الأخرة ، نعم للأعمال عاقبة هنا ، فمن إستراح ولم يعمل واعتمد على صاحبه في العمل ، ومن لم يزرع ومن لم يلتزم بالأخلاق ، كل هؤلاء سيدفعون ثمن غياب الأخلاق عن المجتمع.

وليس وحدهم طبعا ولكن من سكت ومن لم يحاول ومن حاول ولم يستطع تغيير الواقع كل هؤلاء للأسف سيدفعون الثمن ، عندما تغيب الأخلاق عن المجتمع ، فمن غش سيتعرض للغش ، ومن سرق سيسرق ، ومن تقاعس وتكاسل وسرق جهد غيره ، لن يجد من يسرقه وسيتعرض هو للسرقة ، ومن قاد سيارته كما يهوى ، واعتمد على الواسطة في كل شيء سيجد غيره غدا واسطة أقوى ، وستصبح الشوارع ساحة حرب لا محالة ، ونحن نرى أجزاء من هذا هنا وهناك وبدأت تتعاظم ويكبر أثرها حتى شعر بها الجميع.

وستكبر أكثر واكثر حتى نضع حدا لغياب الأخلاق عن المجتمع.

وستدفع المجتمعات والدول ثمنا أكبر كلما تدحرت كرة الثلج وكبرت إلى ذلك الحد الذي يصبح فيه من الصعب السيطرة عليها وإيقافها ، وربما لأجل ذلك كانت قصة آدم عليه السلام مع الشجرة الدرس الأول في الحياة ، بدون الحدود والقيود والأخلاق لن تقوم لك قائمة على هذه الأرض ، وربما لأجل ذلك كانت العقوبات في تلك التجاوزات التي تمس حرمة المجتمع وأمن المجتمع وقدسية المجتمع قاسية ، لتكون حدا لمن تسول له نفسه العبث بالأمن المجتمعي والمساس بقدسية الحياة وحرمتها .

فمن هنا نعلم تماما بأن المنظومة الأخلاقية هي ضابط الحركة والتطور والحضارة والنهوض في المجتمع ، ولذلك تعمل المجتمعات المتحضرة على فرض قواعد صارمة في التعامل مع الأخلاق ، وتضع عقوبات قاسية لتجاوزها ، نعم هناك جوانب قصور وضعف في هذه المنظومة ، ولكن كلما إتسعت الدائرة إستقر المجتمع ، وكلما ضاقت ظهرت العيوب والمشاكل.

ومن هنا نقول بأن المنظومة الأخلاقية اليابانية مثلا تعد قوية ، لأنها تعتمد على قيم الأسرة وتغرس هذه القيم في المدارس من خلال نظام تعليمي شديد ومحترم ، وتفرض هيبة للمعلم مدعومة أسريا وقانونيا ، وبعد ذلك تتبع هذه المنظومة مجموعة من القيم في العمل العام والخاص والشارع واحترام الكبير والصغير والاخر وغيره .

وهكذا تصبح هذه المنظومة سببا في إستقرار المجتمع وتطوره ، وسببا في فهم الموظف العام والخاص وصاحب العمل لمفهوم الوظيفة وطريقة تعامل جميع الأطراف مع بعضهم البعض .

وكلما اتسعت دائرة الفهم لمفهوم الاخلاق أدركت تماما ، عظمة الحديث انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وفي رواية صالح الأخلاق ، والحديث صحيح وله روايات مختلفة.

وهنا ندرك تماما بأن هذا الدين انما جاء ليبني حياة وحضارة ونماء وتطور ، ويصنع إنسانا مختلفا ، إنسان حضاري متطور يصلح لأن يكون لبنة في بناء أي أمة ، فضلا عن أن يكون جنديا في هذا الدين العظيم ، الذي يسعى لخير البشرية ونمائها وتطورها ونقلها من حالة اللاحضارة واللا انسانية إلى حالة إنسانية فريدة متميزة واخلاقية .

بعد ذلك صبغ هذا الإنسان (وضع ما شئت من خطوط تحت إنسان ) بالصبغة الدينية الصحيحة ليكون ذلك الإنسان الذي اراده الله هو الخليفة لهذه الأرض.

المهندس خالد خليفات.. تناول الموضوع كما يلي..

منظومة الأخلاق أحد الروافع الأساسية في تقدم الأمم والشعوب، ليس فقط لذاتها كصفة حميدة وضرورية ومطلوبة في شخصية الإنسان ، بل لما تتركه من أثر على مختلف الصعد والمستويات في السلوكيات الايجابية الأخرى، فصاحب الخلق بالضرورة هو إنسان صادق وملتزم وأمين ومبادر ولا يتعامل بفوقية أو بغيره وحسد مع الآخرين ، وهو بالتأكيد يحترم الرأي والرأي الآخر ولا يتعمد جرح مشاعر غيره ، وبمعنى أدق، فصاحب الخلق يعرف ما له وما عليه ، ولذلك فقد خاطب رب العزة رسوله الكريم بقوله ” وإنك لعلى خلق عظيم ” صدق الله العظيم ، أفبعد هذا المدح والتوصيف الرباني لاحب الخلق إلى نفسه يمكن أن يكون هناك مدحا أجل وأرقى وأعلى شأنا !!!.
ومن قبيل التوضيح والانصاف أقول أنه ليس بالضرورة ربط سمو الخلق بالتدين، فقد تجد متدينين( من مختلف الأديان) تنقصهم خصال سمو الأخلاق، وهناك أمم وشعوب وصلت الى قمة التطور والحضارة وضربت اورع الأمثلة بتطبيق منظومة عالية المستوى من الإلتزام الأخلاقي دون وجود قاعده دينية مشتركة بينهم .
بقى أن أقول أن منظومة الأخلاق هي حلقة متكاملة تبدأ بالتربية البيتية والمدرسة والجامعة وحلقة الأصدقاء والمعارف وبيئة العمل والسلوك الشخصي في أي مكان يتواجد فيه الإنسان، وكلما إزداد عدد “القدوات” من أصحاب الأخلاق العالية كلما إزداد تعميق مفاهيم السلوك المجتمعي الايجابي بشكل أوسع واكثر تاثيرا.

فيما كان رأي المهندس نهاد المصري بالآتي..

أبدا الحديث عن الأخلاق بما قاله احمد شوقي .
(إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
(إذ أصيب القوم في أخلاقهم فأتم عليهم مأتما وعويلا ).
من هنا تبادر لي أن اعمل المداخله عن تاثير الأخلاق في المجتمع وتاثرها به.
للأخلاق مكانه رفيعه في المجتمع وتنشر مكارم الأخلاق الحميده، وهي من أهم مايمكن أن يتحلى به الإنسان.
وتعتبر الأخلاق عمود من اعمدة المجتمع، وهي مقياس ومرآه للحاله التي عليها المجتمع من جوانب شتى.
المجتمع المتمتع بالأخلاق الحميده هو مجتمع صالح قائم على الفضيله والسكينه، والنجاح والعيش الرغد.
وعلى عكس ذالك المجتمع سيئ الخلق أشبه بزريبه الحيوانات فلا تكاد ترى منه إلا ما يعكر الصفو وتضيق منه النفس، ويقع الإنسان في مستنقع من الجهل والكدر.
وما جميع الأديان إلا وأتت على الأخلاق كأساس المجتمع وكل تعاليمها تحث على الأخلاق.
والأخلاق تشمل جميع حياتنا اليوميه من قبول الاختلاف في الرأي بشكل لايسئ للآخر.
مساعدة الناس بعضها لبعض ومد العون لمن يحتاج إلى المساعده.
استخدام الكلم الطيب في الحوار بين الناس والصدق في الكلام والتعامل.
العفو عن المسيئ قدر الإمكان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي المقابل نجد الآن أراء جديده ومفاهيم لم نسمع بها من قبل وهم من يحميلون فكر الحريه المطلقه لكل شخص وعدم التقيد بمنظومة الأخلاق والتي تتنافى مع جميع القيم والأخلاق في الأديان.
وما نراه الآن من تفكك للمجتمعات إلا ورائه هذا العمل الشيطاني لتفكيك الأخلاق وهدم المجتمعات.
وهذا أثر على مجموعة القيم والأخلاق وتأثرت هذه الأخلاق بهذه المفاهيم عند ابعض الناس لمحدودية التفكير لديهم.
من خلال هذا استعرضت نفسي اين أكون أنا مما يحدث الآن في مجتمعنا ،
وكذالك ما يحدث لإخواننا في غزه من اباده جماعيه.
فما وجدتها إلا أنها تسير نحو الصنف الثاني أجلكم ألله.
والله من وراء القصد

العقيد المتقاعد موسى محمد مشاعرة.. عنون مداخلته بأهمية الأخلاق في بناء المجتمع..

الاخلاق هي كيان قائم بذاته ..قال تعالى بحق سيدنا محمد وإنك لعلى ُخلق عظيم ..وقال صلى الله عليه وسلم..إنما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق ..وهذا ينعكس على المجتمع افرادا وجماعات وسياسة واقتصاد وبناء مجتمعات تسير على نهج قويم بمقتضى قواعد وقوانين ودستور يحكم الناس بمنتهى العدالة والشفافية.. وتعرف الأخلاق لغةً بأنها الطّبع، والسّجية، والدين، علماً أن الدّين هو الصورة الباطنية للإنسان، أمّا الأخلاق فهي الصورة الظاهرة له، ويوصف الشخص بأنه حَسَن الباطن، والظّاهر إن كان حَسَن الخُلُق والخَلْق، أمّا الأخلاق اصطلاحاً فهي قيم راسخة في النفس، تنمُّ عنها الأفعال، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الأفعال قد تكون محمودةً فيكون الخُلُق حَسَناً، أو قد تكون مذمومةً فيكون الخُلُق سيّئاً، ومن هنا تأتي أهمية الأخلاق في بناء المجتمعات، وفيما يأتي سنعرفكم على هذه الأهمية. أهمية الأخلاق في بناء المجتمع الأخلاق قاعدة أساسية للمجتمع يمكن التعبير عن الأخلاق بأنها قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تُبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهي الأساس الذي تقوم عليه مبادئ الشرائع السماوية.. الأمر الذي يجعلها أساس صلاح المجتمع، والدرع الواقي من المسبّبات المؤدّية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات أو الغرائز، وبالتالي سيادة قانون الغاب فيها. تعتبر الأخلاق العنصر الأساسي في إنشاء أفرادٍ مثاليين، وأسر سليمة، ومجتمعاتٍ راقية، ودولٍ متقدّمةٍ، لذلك تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات، وإعدادها إعداداً فاضلاً، علماً أنّ الأخلاق المثالية هي العاصمة للمجتمعات من الانهيار والانحلال، كما أنّها هي التي تصون المدنية والحضارات من الضياع، ممّا يجعلها المسبّب الأساسي لنهضة الأمم وقوّتها.(انما الامم الاخلاق ما بقيت فإن هم ءهبت اخلاقهم ذهبوا) الاخلاق تساعد في تنمية الشعور الجماعي وتلعب دوراً أساسياً في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين، وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد، الأمر الذي يقوّي أواصر المجتمع، ويزيد من ُألفته، ومن تعاونه، وتماسكه، وبالتالي قوّته. كما تلعب الأخلاق دوراً في تنمية الإرادة، ووضع حدود للشهوات، الأمر الذي يدفع الأشخاص لإشباعها بالطرق الصحيحة والشرعية، وبالتالي كبح جماح النزوات. وتعتبر الأخلاق الدستور المثالي الذي يتم تقييم الأفعال والتصرفات بناءً عليه، علماً أنّ كل ما يتفق مع التصرفات هو حسن ومحترم وخيّر، وكل ما يخالفها فهو شر ومحتقر وسيئ، الأمر الذي يوحّد هذه القيم لدى أفراد المجتمع. ولتعزيز الأخلاق وتقويتها في النفوس يجب تربية الأبناء تربيةً صالحةً، وتوجيههم، وتنشأتهم على مكارم الأخلاق، كالحياء، والصبر، والعفة، والكرم، والتسامح، وغيرها، الأمر الذي يوصل الأفراد إلى حالة من النضوج العاطفي والفكري، وبالتالي ينتقل الفرد من طور الانضباط بسبب الآخرين إلى طور الانضباط بواسطة الذات، مما يدفع الأفراد للحفاظ على القانون، واحترامه، وبالتالي حماية قيم المجتمع وانقاذه من الفساد وتهيئة قيادات شابة مؤهلة لقيادة مؤسسات الدولة ووضعها في مساراتها الصحيحة قولا وفعلا وعملا.. ، وهذا يقودلتعزيز الاخلاق وانقاذها من دروب الفساد من خلال توفير بيئة صالحة وخلق فرص عمل صحيحة وسليمة، ورفع دخل العاملين، وتهيئة المجال لهم لعمل مشاريع انتاجية تكون كافية لادارة شؤون حياتهم المعيشيةوبناء أسر راشدة. وكذلك لابد من إغلاق كافة الطرق المؤدية للفساد وإشباع الغرائز بطريقةٍ فوضوية،وهنا لا بد من إغلاق الملاهي الليلة، ومنع الاختلاط المحرّم، وغيرها من المفاسد. وبثّ الثقافة الأخلاقية، وتدريسها للأفراد بطريقةٍ سلسة، مع الحرص على أن ُُيدرسها من هو كفءٌ لذلك. وهذا يتطلب التوجيه الإعلامي الأخلاقي، علماً أنّ الإعلام يلعب دوراً أساسياً في التأثير على الرأي العام، مع ضرورة الابتعاد عن التزمت والطائفية والمذهبية..ولنا في سنغافورة وماليزيا وبروناي امثلة راقية في التعدد الديني والمذهبي ومع ذلك نجد المجتمع منسجم مع نفسه والكل يقوم بواجبه وهمه المصلحة الوطنية العليا وبلغ حدا من التطور وارتفاع في الدخل اكثر من بعض الدول الكبرى والدول الغنية الاخرى ..وكل ذلك مرده إلى الاخلاق التي انعكست علما ومعرفة وألفة بين افراد المجتمع..

السيد محمود ملكاوي.. قال في مداخلته..

  • انَّ التزام الشعوب والمجتمعات بالقِيَم والأخلاق هو الأساس المتين لبناء الحضارات ، ويُقصد بالأخلاق مجموعة الأقوال والأفعال والقيَم المقبولة والمحمودة التي من شأنها أنْ تُقيمَ مجتمعاً متماسكاً يحافظ كلُّ فردٍ فيه على واجباته ، ولا ينتهك حقوق الآخرين
  • في اليابان يتمُّ تدريس الطُّلاب من الصف الأول الابتدائي إلى السادس مادة الأخلاق ، يتعلَّمون ويتدرَّبون على أفضل طُرق التَّعاطي والتعامل مع الآخر ، سواءً كانَ من اليابانيين أوْ من بقية شعوب العالم ، تلك المادة التي رأى العالم انعكاساتها وأثرها الإيجابي في الداخل الياباني بعد كارثة مفاعل ” فوكوشيما ” النووي الشهيرة ، إذْ لمْ نشهد أوْ نرَ تزاحُماً أوْ تدافُعاً ، بل نظامٌ واحترامٌ ، جلَدٌ وصَبْرٌ على الأقدار ، في حين نًسْتذكر إبانَ حرب الخليج ، وبكل اسف كيف تدافع المواطنون عندنا على تخزين المواد التموينية ، حتى أنَّ المتاجرَ خلت من المعكرونة والمخابز من الكعك!
  • جميع الحضارات التي استمرت قروناً طويلةً كانت تقوم على الأخلاق والحفاظ على منظومة القِيَم ، وذلك لعدَّة أسباب أهمَّها :
    1- إلتزام أفراد المجتمع بالضوابط الأخلاقية يُحقق الإستقرار في المجتمع ، ويحميه من الظواهر الإجتماعية غير الأخلاقية التي تُسيء للناس ، وتجعلُ حياة البَشر جَحيماً أشبه بحياة الغاب ، ولا مكان للضعيف فيه ، وفي مثل هذه الحالة ينهمك الناس في الدفاع عن مكتسباتهم وحماية حقوقهم ومقربيهم ، بدلاً من الانشغال بالإبداع والعطاء والإنتاج الفكري ، وهذا للأسف هي الحالة السائدة في مجتمعاتنا العربية ، إلاّ ما رَحِم ربّي
    2- وُجود ضوابط أخلاقية تُنظم العلاَقة بين أفراد الأسرة من شأنهِ تأمين الإستقرار والترابط الأُسري ، اذْ أنّ صلاح الأسرة كبيئةٍ حاضنةٍ لأفرادها يؤدي إلى صلاح واستقرار المجتمع ، فعندما تسودُ الضوابط الأخلاقية ، فإنها تكون أمْضى وأكثر فاعلية من ضوابط القانون وسُلطة المسؤول
  • عندما نستقرئ فلسفة الإسلام في بناء المجتمع ، نجِدُ أنّ حَضارته قامت على إرساء القِيَم والأخلاق وتعزيزها لدى أفراد المجتمع ، ليكون الانضباط الأخلاقي الذاتي هو الرادع الأساس لأي تجاوز ، فالرَّسول صلى الله عليه وسلم يقول : ” إنَّما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ مَكارِمَ الأَخلاق ” ، وهذا تأكيدٌ واضح أنَّ أساس رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم هي تعزيز القِيَم والأَخلاق ، وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم “ أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُم خُلُقًا ” (حديث حسن صحيح ، رواه الترمذي)
  • أوْجَز أميرُ الشعراء/ أحمد شوقي أهمية ترسيخ مفهوم الأخلاق في حياة الأُمم وأثرها في بيتِ شِعرٍ واحدٍ قال فيه : ” إذا أُصِيبَ القومُ في أخلاقهم ، فأقِم عليهِم مأْتما وعَويلا
  • وهُنا أودُّ أنْ أهيب بالجميع أنْ نُنشئ أطفالَنا على القِيَم والأخلاق ، ونكونَ لهم قدوةً لهم بإلتزامنا بتلك القِيَم ، والعمل على حمايتهم من تأثير هذا السيل الجارف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ولعلِّي أخشى على أُمَّتي من أزمة الأخلاق ، وانهيارِ المنظومة الأخلاقية أكثرَ مما أخشى عليها من الأزمات الاقتصادية وتبعاتها على معيشة الناس ، خاصةً عندما نرى شعوب الغرب والطبقات المثقفة فيها تتفاعل مع ما يحدث من إبادة للأهل في غزّة وفلسطين رافضةً جرائم الإحتلال الصهيوني الغاشم ، في حين اعتاد البعض في عالمنا العربي والإسلامي رؤية المشهد دون أن يحرك له ساكناً
  • حمى الله بلدنا الأردن قيادةً وشعباً ، وزاده أمْنا وازدهاراً ، وقد تعزّزت فيه مبادىء ديننا وقيمنا ومنظومة الأخلاق التي من شأنها زيادة الترابط والتكافل بين أفراد المجتمع

فيما تناول السيد علي القطاونة الموضوع من وجهة نظره.. بما يلي..

الاخلاق موضوع ذو مقياس مهني شائك و يختلف المقياس من مجتمع و آخر و وقت و آخر لأنها تتأثر بعوامل عده الثقافيه ، الاجتماعيه، الدينيه، التربيه و تراكم الخبرات الفردية و الجماعيه مع وجود نظم أخلاقية عامه يكاد يتفق عليها الجميع واحترام الحياة البشريه ، الضمير، العدالة، العطف و التضامن، فالمنظومه الأخلاقية هي مجموعة القيم و العادات المتوارثه في المجتمع العائلي الصغير حتى مجتمعنا الأكبر دوله كانت او أمة إلى ان يتصل هذه الضوابط الأخلاقية بالإنسان ان يحترم المجتمع و يعمل على الحفاظ عليه و على مكتسباته و ديموميتها و تطويرها إلى أن يصل إلى محيطه العالمية الكوني و العمل على عدم الأضرار به.

    جميع الديانات السماويه كانت تحمل بطياتها و اهدافها تربيه الانسان على قيم و اخلاق تليق بانسانيته و خاتم النبيين و الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اختصر مفهوم الرساله بمكارم الأخلاق لما للأخلاق من تأثير على آلسمو الذي تخلفه في النفس البشريه و تطهيرها من الرذيلة و الدعوه للالتزام الأخلاقي و الأدب و الفكرة . فقال عليه صلاة الله و سلامه( و ما بعثت الا لاتمم مكارم الأخلاق ).

القيم و الأخلاق هي ما تغذي الروح البشريه للأمم للقيام بواجبها على أفضل وجه في مختلف أوجه التعامل البشري ، هذه القيود و الأخلاق المتراكم في المجتمع تجعل منه مجتمع متضامن صادق في عمله و تعامله و بالتالي نجد أنفسنا هنا أمام مجتمع قادر على النهوض مكتبه متناغمة في سلوكها و والتناغم احد اهم عوامل الاستقرار المجتمعي و بالتالي تطوره.

المنظومة الأخلاقية احد اهم ركائز الطمأنينة المجتمعية مما يؤدي الى الإيمان بها و العمل من اجل رفعة المحتمع الذي ينتمي اليه الانسان و بالتالي يؤدي ذلك الى بناء امة متكامله متكافله مستقرة معتمدة على ركيزه التعامل المشترك ضمن الاخلاق التي تليق بمجتمعهم.

المستشار الدكتور عبدالكريم الشطناوي.. قال في مداخلته..

   المنظومة الأخلاقية في بناء
الأمم،والحضارات واستقرار المجتمعات…
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)صدق الله العظيم.
  وهكذا خلق الله المخلوقات وميز الإنسان عنها،في أحسن تقويم وبما وهبه من عقل سليم
وجعله خليفته في الأرض.
       وهذه الأمم،والشعوب بما زودها الله،حسن الهيئة ورجاحة
العقل فقد كونت لها ثقافات،قيم
مثل،منظومات أخلاقية متفاوتة
متباينة حسب البيئات،وذلك من
التعايش فيما بينها ويحقق لها أمنا واستقرارا واستمرارية الحياة.
      فأمتنا العربية قبل الإسلام (الجاهلية)ايضا كان لها منظومة
أخلاقية،وقيم ومثل عليا،وهذا رسولنا الكريم يقول(بعثت لأتمم
مكارم الأخلاق)
    وجاء الإسلام وشرفها بحمل رسالة سماوية للناس كافة أثرى
هذه المنظومة الأخلاقية والتي كان فعلها يسبق قولها،فذاع
صيتها وانتشر خبرها في العالم مما حدا بكثير من الشعوب الى اعتناق تعاليم الإسلام.
      وبهذه المنظومة الأخلاقية فُتِحَت الأمصار وانتشر الإسلام فيها سلما لا حربا.
  ويبقى السؤال مطروحا كيف تم كل ذلك؟
  فالجواب يتمثل بالمنهاج الذي أُستخدم،فقد كان القرآن الكريم بمثابة الدستور والمنهج الموجه الأساس في تكوين أمة موحدة يسودها قيم ومثل عليا،مساواة
عدالة إجتماعية،مسؤولية(كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
      ولما وهنت الأمة وابتعدت عن عقيدتها،وتهجنت بالفارسية
والتترية والطورانية والصليبية وغيرها من الملل والنحل،فقد أصابها ما أصابها من خور،هوان
وذل،لدرجة ان المثل القائل:
  (فخذي هذا ليس من هذا)
ينطبق على حالها،وها هي غزة المحاهدة الشهيدة،و فلسطين الحبيبة السليبة اكبر دليل على ذلك.
    وبالنسبة للمناهج المدرسية، فإنه بنظرة تربوية معاشة،نقدية
تحليلية فاحصة،فقد مرت في أطوار متعددة بين مد وجزر، متأثرة بمن تولى إدارتها،فمنهم من عزف على وتر الجهوية أو الشللية أو المحسوبية،ومنهم من ترك بصمات ناصعة فيها، التقدم والإستقرار متمشية مع
الأصالة والمعاصرة.
        ولما دخلنا عالم الحوسبة وغزتنا العولمة،بأفكارها الغربية
وتحت شعارات ظاهرة رحمة و باطنها العذاب أثرت على المنهج
فانحرفت البوصلة عن مسارها الصحيح،فَأُوكلت مهمة المناهج لمؤسسة كولينز الأمريكية،
ومهمة الإشراف على امتحان الشهادة الثانوية لشركة بيرسون
الإنجليزية،فماذا بقي لوزارة التربية والتعليم؟؟
         لا يُصلِحُ الدهرُ ما أفسده العطارُ،فالعطار نشر عطر فاسدا.
حسبنا الله ونعم الوكيل..

الدكتور مصطفى التل ركز على دور الدولة في هذا الصدد.. حيث قال..

بارك الله بجميع الفضلاء هنا على ما افادونا به , واسمحوا لي بأن اطرح الامر من زاوية أخرى هي ( دور الدولة وقوانينها وانظمتها في حماية الاخلاق العامة للمجتمع ) …..

فلا شك أن المجتمع الإنساني لا يستطيع التحرك إلا ضمن ثوابت أخلاقية , تتفاوت من مجتمع الى آخر , وهذه الثوابت تشكل بمجموعها العام النظام العام الأخلاقي لذلك المجتمع , الذي يُخرج من خلاله المنظومة العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

هذه القيم الأخلاقية , معايير السلوك الانساني في ذلك المجتمع , و تُشكل بمجموعها العام المجتمع المتوازن , المجتمع الذي ينتشر فيه الوعي بالقيم ومن ثم الالتزام بها , ويرتبط بازدياد الوعي والإحساس بها مفاهيم التقدم والتطور .

من هنا علينا الإجابة على التالي :
هل يتم اخضاع النظام العام الأخلاقي للدولة للقيم الأخلاقية , ام يتم اخضاع القيم الأخلاقية للنظام العام الأخلاقي للدولة ؟

أيهما يتوجب ان يخضع للآخر في المجتمع الذي يشكل الدولة , وايهما يتوجب عليه حمايته ..؟!!!

الدكتور نعيم ملكاوي.. فصل الامر بما يلي..

المنظومة الأخلاقية تلعب دوراً حاسماً في بناء الحضارات واستقرار المجتمعات.
في الأردن، كما في العديد من البلدان، يتأثر تطور المنظومة الأخلاقية بعوامل متعددة. من أهم الأسباب والسبل لاستعادة وتعزيز المنظومة الأخلاقية:

  • التربية في الأسرة والمدرسة والجامعة:
    يجب تعزيز دور الأسرة في تنمية القيم والأخلاق الصحيحة للأفراد منذ الصغر. كما ينبغي تكثيف الجهود التربوية في المدارس والجامعات لتعزيز الوعي الأخلاقي وتعزيز القيم الإيجابية.
  • تحفيز المجتمع على المشاركة الفعّالة:
    يجب تشجيع الأفراد على المشاركة في بناء المجتمع من خلال المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وتعزيز القيم الأخلاقية.
  • التثقيف الإعلامي والتوعية الثقافية:
    تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في نقل القيم والأخلاق الإيجابية. يجب تعزيز البرامج التثقيفية والتوعية الثقافية التي تعمل على تعزيز الوعي الأخلاقي وتنمية القيم الإيجابية في المجتمع.
  • تعزيز العدالة والشفافية والمساوةفي الفرص:
    يجب تعزيز مبادئ العدالة والشفافية في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك القطاعات الحكومية والقطاع الخاص. فالشعور بالعدالة يزيد من الالتزام بالقوانين والقيم الأخلاقية.
  • تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي:
    ينبغي تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأفراد الذين يواجهون صعوبات في التمسك بالقيم والأخلاق، وذلك من خلال توفير برامج الإرشاد والدعم النفسي.
  • تطوير القوانين وتنفيذها بفعالية:
    يجب تطوير القوانين لتشمل معايير أخلاقية أقوى، وضمان تنفيذها بفعالية لتعزيز الانضباط الاجتماعي ومحاربة الفساد فيما يتناسب مع مبادئ ديننا الحنيف والعرف المجتمعي التاريخي .
  • تعزيز القيادة الأخلاقية المبنية على العقيدة والمبادئ السماوية:
    يجب تشجيع وتدريب القادة والوعاظ والمرشدين والمعلمي الذين يتبنون القيم والأخلاق الصحيحة، ويمثلون نموذجاً يحتذى به للمجتمع.

استعادة المنظومة الأخلاقية تحتاج إلى جهود متكاملة من الحكومة، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني. تعزيز الوعي الأخلاقي وتطوير القيم يسهم بشكل كبير في بناء مجتمع مستقر ومزدهر ذو اخلاق ثابتة و راسخة .

الدكتور موفق الزعبي.. قال في مداخلته..

لا يمكن لنهضة الأمة أن تتحقق إلا بسيادة منظومة الأخلاق، ولا يوجد أدنى شك بأن الأخلاق تأتي من الدين والبيئة والمجتمع، فعندما يغيب الوازع الديني -وهنا اتكلم عن الأديان السماوية بالمجمل -، وعندما تغيب القيم، وعندما يغيب احترام الابن لأبويه، وعندما يغيب احترام الصغير للكبير، وعندما يتعالى صاحب النفوذ على من هو أقل نفوذاً، وعندما يسود الكذب والافتراء والتدليس، وعندما يكثر سلب الحقوق ويسود شعور الفرد بأنه أحق من غيره بما ليس له به حق، وعندما يسهل على الفرد المساس بالأعراض وانتهاك الحرمات، وعندما يهون على الفرد سلب الأرواح او الأموال، فلا شك في أن المجتمع في أزمة أخلاقية.
ومجرد ما بدأت الأزمة الأخلاقية تتغلل فلا شك أن بنية المجتمع سوف تتخلخل.

عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية سابقا.. الاستاذ الدكتور ياسر الشمالي.. عنون مداخلته بمصدر الأخلاق:

1-الفطرة الإنسانية: هناك أخلاق مشتركة بين البشر مثل الصدق والوفاء والتواضع والرحمة والحياء..، وكذا كره الظلم والخيانة، والكذب ونحو ذلك، يشترك في ذلك المؤمن والملحد، وأصحاب الاعتقادات المختلفة، والثقافات المتنوعة، وهو ما يُسمّى “الخلق المطبوع”
وإن أنكر الملحد ذلك تفلسفا مدعيا أنها رؤية ذاتية للفرد أو المجتمع، وأنها نسبية، وأن المعيار الوحيد هو ما يحقق للبشرية الرفاه والسعادة والرخاء، فهي نظرة نفعية
مع أن كل عاقل يقر بها في قرارة نفسه، فلا يمكن أن يكون الصدق مثلا أو الوفاء بالوعد، أو الرحمة رؤية ذاتية في مجتمع معين دون غيره، وليس من الأخلاق أن أصدق إذا كان ذلك لمصلحتي فقط
فمثل هذه الأخلاق أمر جِبلّي(غزيزي) ومصدر هذه الأخلاق هو الفطرة الإنسانية التي فطر الله تعالى الناس عليها، وهو من فضل الله تعالى على البشر أن جعل ذلك غريزة وفطرة لتعينهم على الحياة والتواصل والسعي للخير وتجنب الشر، ويشير لذلك الحديث الصحيح: ( كل مولود يولد على الفطرة..)
ولأن هذه الأخلاق فطرة بشرية، فقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه جاء ليعززها ويتممها ويصوب ما انحرف منها، فقال: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
ولهذا كان من الأمور السائدة في الجاهلية قبل الإسلام: قولهم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)
فهذا انحراف عن معنى خُلق النصرة والفزعة، فلما جاء الإسلام قال له النبي الكريم- مصوبا لهذا- (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ، فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.)
2- الإيمان بالله تعالى: فهو منبع ومصدر الأخلاق والقيم، وعند تدبر القرآن نجده قد وضع دستورا للأخلاق، ومعيارا للتقوى والتقرب إلى الله تعالى، ومن لا يؤمن بالله تعالى أو في إيمانه ضعف، يجد نفسه غير ملزم بقيم أو أخلاق، ولا يجد حرجا في مخالفة ما في قرارة نفسه من واجب السلوك الأخلاقي إذا أمن العقاب
وقد جاءت جميع الكتب السماوية بترسيخ الجانب الأخلاقي للمؤمنين في تعاملهم مع بعضهم ومع غيرهم، من ذلك الأمر بالصدق والوفاء والرحمة والمحبة والعون وصيانة الدماء والأعراض والأموال.. فمن ذلك مثلا قوله تعالى حاكيا عن اتحاد الرسالات في ترسيخ العدالة وأن لا يؤاخذ الإنسان بذنب غيره: ( أم لم يُنبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفّى ألّا تزر وازرة وزر أخرى)
ولترسيخ الأخلاق في نفوس المؤمنين جعلها الحق تعالى معيارا للإيمان ومقياسا للتفاضل ، وأثنى بها على القدوة المبعوث رحمة للعالمين فقال: ( وإنك لعلى خلق عظيم..)
وجعلها سببا لتأليف القلوب والوحدة والتماسك (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم…)
3- الثقافة المجتمعية والأعراف السائدة: فكل مجتمع وكل أمة لها ثقافتها النابعة من تاريخها وقوانينها وعاداتها، وتوجيه المصلحين والتربويين فيها، وهذا ينطبق على تعزيز الأخلاق الفطرية مثل الأمانة والوفاء والرحمة، وبعض الأخلاق التي هي خارجة عن مسألة الفطرة البشرية، وهنا يكون التطبع، يعني يكون الخلق مكتسب يحاكي فيه الفرد غيره، ومثال ذلك: إباحة الزنا وكشف العورات، والشذوذ الجنسي، والعنصرية، وهي أمور امتازت بها الثقافة الغربية بعد الحربين العالميتين خصوصا، فغاب لذلك خُلف العفة والحياء والغيرة، أو ضعف عند كثير منهم، حتى شرعت القوانين التي تبيح وتسوغ ذلك وتحميه، ومع الزمن يصبح الأمر مألوفا لا غبار عليه فتنتكس الفطرة السليمة مع مرور الوقت والممارسة، ويصبح المنكر معروفا
وكانت الأخلاق وما زالت عنوان تماسك المجتمعات وبقاء الدول
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم .. فأقم عليهم مأتما وعويلا ( شوقي)

فيما قال العميد المتقاعد الدكتور عديل الشرمان..

وهل يختلف اثنان على أهمية منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، لكننا نعيش الآن في عالم مجنون يسوده المجون، ويفتقد لأدنى الضوابط الأخلاقية والدينية، ليس فيه مبادئ أو قواعد راسخة وثابتة، متقلب وتتغير فيه الولاءات وتتبدل التحالفات، وعندما تتقاطع فيه مصالح الفرد مع الجماعة، فإن الغلبة تكون للمصالح الفردية التي تسمو على كل شيء، ومع كل فرصة سانحة سرعان ما يتحول الفرد الفاقد أو ضعيف الروح والأخلاق والدين إلى الفوضى والتخريب والسلب والنهب، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وحينها ليس بوسع أي قوة ضبط سلوكه الهائج الذي تحركه الغرائز والمصالح الفردية الأنانية، ولا تنفع معه المناشدات والتوسل باسم الانتماء والمواطنة والوطنية والانسانية، لأنها كلها شعارات أصبحت بالنسبة له فارغة جوفاء وخالية من المضمون.
إنه التأثير المدمر لضعف منظومة القيم والأخلاق على المجتمع والذي يقود إلى الفوضى والاحتقان ويعمق الكراهية والأحقاد في النفوس، ويدخل المجتمعات في حالة من الحيرة والارتباك، وتكون مع هذه الحالة احتمالات الانهيار والتفكك والتشرذم واردة.
لذا وجدنا أن المجتمعات التي ما زالت فيها منظومة القيم والأخلاق والدين والثقافة متماسكة ولو قليلا حافظت على أدنى قدر ممكن من الأمن والاستقرار وهي تمر بأقسى الأزمات، وكانت تلك المنظومة مع ضعفها أفضل من أية قوة في التحكم في سير الأمور، لذا فإن لا سبيل للمجتمعات للعيش بسلام وأمان، ولا سبيل لها للتقدم والازدهار إلا في الرجوع إلى الدين والأخلاق، وهو الطريق إلى عالم أكثر استقرارا وأقل فوضى.

السيد حاتم مستمرة كانت مداخلته تعقيبا على احدى المداخلات بما يلي..

الدكتور الفاضل مصطفى التل،

مداخلة مثيرة جدا وتدعو الجميع للتفكر في آلية عمل منظومة الأخلاق في الدول، ومدى مساهمة الدولة والحكومة وأدواتها في المحافظة على هذه المنظومة أو بالطرف الآخر ه‍دمها.

كما في المدرسة أو الأسرة، المهمة الرئيسية هي الرعاية للأسرة والتعليم للمدرسة، ولكن في المحصلة تشتركان في التربية.
وكذلك الدولة والحكومة مكلفة بإدارة شؤون الدولة والناس، ولكنها أيضا مطالبة بالمحافظة على الذوق العام ومنظومة الأخلاق والعرف السائد بين الناس.

وإذا تخلت عن هذا الدور او ذاك، فسد المجتمع
فلا يمكن للدولة جلب الضرائب وصرفها على المشاريع، بدون أن تكون لها اليد الطولى في تعريف وتطبيق منظومة الأخلاق بناءا على عرف وعادات أهل البلد.

لا يمكن للدولة غض الطرف عن وجود خمارات ونوادي ليلية تعمل حتى مطلع الفجر ولا تتوقع في المقابل سائقين سكارى في الشوارع وحوادث مميتة نتيجة ذلك.
تلك منظومة متكاملة، والنتيجة متوقعة إذا عرفت الأسباب.

وكذلك النشىء في المدارس والجامعات، عندما تم تحجيم دور المدرس بإلقاء الدرس وإعطاء العلامات فقط دون أن يكون له دور في تشكيل وعي الطلبة وتوجيه الاهتمامات وبناء القناعات وتنمية المهارات والحرص على بناء قواعد العلاقات الصحيحة من خلال القدوات التي يكونوا عليه، فسد كثير من الجيل الحالي.

عندما تصبح كثير من التصرفات المنبوذة هي تصرفات وحرية شخصية، ولا تستدعي تدخل الدولة كما كان دورها بالسابق، بتطبيق ما هو موجود من قوانين، نعلم حينها بانهيار المنظومة بشكل سريع.

قد يكون المجتمع فاضل لكن غياب تطبيق القوانين والعدالة بين الجميع ، يؤدي بالمحصلة ايضا لإنهيار المنظومة الأخلاقية.

الاستاذ الدكتور خليل الحجاج.. قال في مداخلته..

بسم الله الرحمن الرحيم
قال صلى ألله عليه وسلم انما بعث لاتمم مكارم الأخلاق وفي مجمله قام الدين الإسلامي على اوامر تحث على العمل وتسير شؤون الحياة والمجتمع على منظومة قيم وصفات اهمهاالصدق والامانة واكرام الضيف والتعاون على البر والتقوى ثم دعا الدين في العقيدة والفقه والسنة الى مجموعة نواهي يمثل عدم التزام فساد المجتمع ولأن العرب يمثلون محور الدعوة والرسالة قال تعالى كنتم خير امة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهناك منظمات وتيارات واحزاب اناطت مسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحاكم وهو مالتزمت به بعض الدول به لفترة طويلة ولما عادت عن تفعيل الهيئة المشرفة على بدات تعتريها عوامل الضعف والفساد والانحطاط اذا كيف لنا إهمال شرط ديني يمثل نهوض الدولة والمجتمع ويبني قيمها الأصيلة ويحميها ويقوي دعائمها انما الامم الاخلاق مابقيت فان هي ذهبت هموا ذهبوا

الدكتور معتصم الدباس.. ربط الموضوع بما نعانيه في هذا الزمن..

‏في ظل الأحداث العالمية المتسارعه من فوضى سياسية واجتماعية واقتصادية والتي مصدرها مصدرها جميعا منبع واحد وهو انهيار منظومة الأخلاق العالمية
‏قد يكون العودة إلى الدين عبادة ومعامله ‏هو علاج علاج علاج ناجح في المجتمعات العربية يتولد عنها الالتزام بالقانون والنظام
‏حيث أن الأخلاق لها دور أساسي في تقدم المجتمعات وتطورها ولدينا فصل كامل في مساق الإدارة المالية عن دور الأخلاق في تعظيم ثروة الملاك حيث نلاحظ أن الشركات التي تلتزم بثوابت الأخلاق والقيام بمهام المسؤولية الاجتماعية ترتفع قيمتها السوقية اقتصاديا بسبب زيادة إقبال أفراد المجتمع على التعامل معها لدورها الأخلاقي الإيجابي في المجتمع
‏وعلى هذه المعايير الاقتصادية يمكن استعراض دور الأخلاق في البناء الاجتماعي والعلمي، في تهذيب العمل الحزبي،
‏المعوقات والعراقيين كثيرة من المستفيدين من سوء تطبيق القانون و انهيار منظومة الأخلاق الاجتماعية لكن من خلال العمل على تفعيل القانون وفرض تشريعات صارمة للالتزام الأخلاقي ‏ ‏لأن الله يدع بالسلطان ما لا يدع بالقران

الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. اختصر مداخلته كما يلي..

اخلاق الشعوب هي ممارسات يوميه من أقوال وأفعال اعتادوا عليها وساهمت في تحسين حياتهم وترابط مجتمعهم وحسنت جيرتهم وحفظة هيبتهم عند المجتمعات الأخرى ولذا تجد القيم والأخلاق تنهض بالامم لأنها تؤسس العداله الاجتماعيه وتكافؤ المكتسبات وعكسها العصور المظلمه وسيادة شريعة الغاب وعلوا الغرائز على الفضائل فالاسلام جاء متمم للأخلاق ولذا ساد وانتشر بين الأمم فكان شعاره الدين المعامله ملكوا بها الاقطار وفتحوا الامصار وتسيدوا برغبه على الشعوب تلك الرساله الخالدة التي تعتمد الأخلاق قبل التدين فالتدين ثواب وعقاب..

الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.. قال في مداخلته..

الله الله ما أجمل الأخلاق. عندما يفقد الإنسان أي شيء في حياته يبقى إنسانا إلا إذا فقد الأخلاق فإنه يصبح صنف أخر يكون فيه قد عطل عقله وتمرد على إنسانيته وصار مفسده بمجتمعة، ولذلك كانت الأخلاق صفات الرسل والأنبياء قبل أن يتلقوا الرسالات السماوية، وكان العدل في السلاطين والخلفاء نتيجة أخلاقهم التي تم تنشئتهم عليها . مهما كان الإنسان طائعا وملتزما بالديانات اذا فقد اخلاقه أو تخلى عنه فإن التزامه لن يجلب له الرضى الإلهي ولا المجتمعي. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ويا ليت هذه المنظومة يكون لها حفاوة وحوافز من الشعب والدولة للحض عليها ….الله الله على الإبن الخلوق والصديق الخلوق والجار الخلوق والاخ الخلوق.

فيما كانت مداخلة الدكتور خالد الجايح كما ياي..

مكثت في أمريكا حوالي الشهرين، وعدت قبل حوالي اسبوعين.
لي هناك حفيد في الصف السادس الابتدائي، أنهى الفصل الأول في مدرسة هنا في عمان، وتابع الفصل الثاني في أمريكا.
سألته كيف الدراسة؟ فأجاب ان ما يعطوه اياه في أمريكا في الصف السادس كان قد أخذه في الصف الخامس في الأردن.
لي شقيق طبيب هناك وله ابنة في الصف الرابع، فسألته، كيف التعليم هنا اقل من بلادنا؟
فأجاب انهم هنا يهتمون بإعطاء الأمور الحضارية للطالب أكثر من العلمية.
من هنا اقول: ان تعليم الاخلاق والرقي الحضاري أهم من الحشوة العلمية،
ذلك أن الحشوة العلمية يتبخر منها ما يزيد عن ال ٨٠ % ما لم تكن من ضمن تخصصك الجامعي او المهني.
اما المنظومة الاخلاقية فتبقى عالقة بالكامل إن تم تقديمها بشكل صحيح.
إضافة إلى ان العلم يمكن التوسع فيه كل حسب تخصصه او حسب عشقه للعلم والمعرفة، بجهد فردي، اما الاخلاق فتحتاج إلى قدوة وتفهيم واقناع.
المنظومة الاخلاقية في الغرب قام بها مفكرون وفلاسفة عندهم،
اما منظومتنا الاخلاقية نحن فقد أرسى قواعدها واساسياتها رب حكيم ورسول كريم.
ف لنا أن نتخيل أين يمكن ان تأخذنا وترتقي بنا المنظومة الاخلاقية النابعة من القرآن والسنة.
عندها سنستفيد من كل متعلم بشكل يخدم المجتمع كله.
-فاحترام الكبير ورحمة الصغير، سنة.
-واماطة الأذى عن الطريق صدقة. بدل إلقائها في الشارع وساحة المدرسة.
-الرفق بالحيوان يدخل الجنة، وتعذيبه قد يدخلك النار ( دخلت امرأة النار في قطة ).
-العطف على اليتيم والفقير والمسكين يرفعك عند الله….
اذن، الاخلاق أهم، والاقتراح هو بالمنظومة الاخلاقية الإسلامية.

المحامي سليمان ابراهيم الدباس.. قال في مداخلته..

انما الامم الاخلاق ما بقيت ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
إن الدين يشمل الأخلاق، ويمكننا أن نقول الدين كله هو الأخلاق إن فهمنا الأخلاق بأنها عامة وشاملة لخلق العبد مع ربه، وخلقه مع نفسه، وخلقه مع الناس، وخلقه مع سائر المخلوقات، إذا فهمنا الأخلاق بهذا الاعتبار فيمكننا أن نقول إن الدين هو الأخلاق، وإن الأخلاق هي الدين،
عندما يمتلك الشعب منظومة الاخلاق والقيم والدين ،
وعندما يكون افراده في توادهم ،وتراحمهم ،،وتعاضدهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى .
عندما يؤمن الشعب ايماناً حقيقاً ، ولن يؤمن حتى يحب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه
عندما ترتفع نفوسنا وترتقي عن الفرقه والاختلاف والعنصريه ونؤمن بذلك ظاهراً وباطناً وفي الغرف المغلقه بأن المؤمنون اخوة في العقيده تفوق بكثير اخوة الدم والمكان .
عندها فقط لن يستطيع فاسد ، سياسي ، او مالي او فكري ، امني ان يعيش ويمارس فساده ويبث سمومه في مجتمع نظيف بكل هذه القيم الساميه .

النائب السابق.. الدكتور علي خالف الحجاحجه.. عنون مداخلته بمنظومة الأخلاق..

الأخلاق الحميدة هي لصيقة الفطرة البشرية وهي اللغة التي تفهمها كل الشعوب قبل أن يعبث بفطرتها العابثون، بسيادة الأخلاق يتماسك بناء المجتمع ويعلو، وتسود الطمأنينة والألفة، وبها يكون للحياة طعم لا نكد ولا منغصات..
والأهم ..واجبنا نحن أن نزين الأخلاق الحميدة ونعظم شأن أصحابها، لا أن نزين قبيحها وننافق لاصحابها، فيختلط الأمر كما هو اليوم.
ولأن لهاث السواد الأعظم من البشر يلهثون اليوم خلف المصالح الآنية، ولهذا يتقدم أصحاب الأخلاق القبيحة ونقدمهم، فيربو سوء خلقهم، وينتشر ويقلده الناس…
أذكر أن مسؤولا كبيرا ظلم موظفا.. والمعروف عن هذا الموظف الكفاءة والنزاهة والإخلاص.. فلما سألته عن سبب ظلمه… قال لي بالحرف الواحد بعد أن سكت برهة (هذا الموظف دغري زيادة عن اللزوم) .. مثل هذا المسؤول يدعو إلى التلون والنفاق والكذب والدهلزة….
والحديث يطول… ومربط الفرس.. اننا جميعا دعاة للاخلاق الحميدة حتى تنمو وتربو ونشجع أصحابها.
ولكم محبتي

فيما اختتم الكاتب والمحلل محمود الدباس.. الحوار بهذه المداخلة..

الذوات الكرام..
اسمحولي ان اختم هذا الحوار الراقي بهذه الكلمات..

ان مجموعة الاخلاق والقيم والمبادئ السليمة الراقية.. هي هوية الانسان التي تميزه وتجعل الاخرين يشيرون له بالبنان.. ويصبح قدوة لكل صاحب لب وفكر انساني رفيع..

فعندما قال سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فهي اشارة واضحة واعتراف بأن الاخلاق هي سمة الانسان السوي.. وليست محصورة على ديانة معينة.. وأن اساس الدعوة الاسلامية هي الاخلاق.. وان ما جاء به الرسول محمد إنما جله لاتمام هذه المنظومة..

ومن جميل الوصف للرسول الكريم بأنه قرآن يسير على الطرقات.. نجد بأن ما اتى به محمد عليه السلام وهو القرآن.. وانه متمم لمكارم الاخلاق..

لذلك اقول بأن اي نقص او إنقاص لاي جزئية من الاخلاق والقيم والمبادئ السوية.. هو إنقاص للإيمان بما جاء به الرسول الكريم..
وهو انقاص للهوية الانسانية التي يجب ان يتحلى ويتصف بها الانسان السوي..

فكم نحن مطالبون بأن نراجع انفسنا كل لحظة.. ونقيس تصرفاتنا بمقياس الاخلاق الدقيق.. وان نبقى على يقظة لأي شائبة تشوب أخلاقنا.. ونصحح ما اعترانا من ذلك النقص..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page