أقلام حرة

السبب وراء عدم استخدام التكنولوجيا المتطورة في حرب غزة..

محمود الدباس – ابو الليث..

بداية اسمحوا لي ان اعتذر للجميع عن الاطالة.. فلم اجد طريقا للاختصار..
كما اود التأكيد على ايماني ويقيني المطلق.. بأن ارادة ومشيئة الله فوق كل القوانين والتحليلات والتوقعات.. وما اقوله في هذا المقال.. ما هو الا نظرة مادية منطقية بحتة..

في بداية التسعينيات من القرن الماضي.. احضر دكتور في الجامعة الأردنية جهاز حاسوب شخصي من امريكا.. وكنت وزميل لي من قام بتشغيله.. وبعدها قام ذلك الدكتور بفتح ملف “صورة” باللون الأسود.. وعند تكبيرها مرات عديدة.. واذا بها صورة اقمار صناعية لمنطقة الجبيهة وضاحية الرشيد..

حينها لم نستطع اخفاء اندهاشنا حينما شاهدنا رؤوس الطلبة في شوارع الجامعة.. فقال ذلك الاستاذ.. هذه التقنية سمحت امريكا بتصديرها..
وبعد عدة سنوات ظهر تطبيق Google-earth والذي يمكن الجميع من مشاهدة اي نقطة على سطح الارض.. واذا ما قمت بدفع بضع دولارات.. ستتمكن من مشاهدة بث حي عن اي مكان على سطح الارض..

وحينما نعلم ان التكنولوجيا التي يتم السماح باستخدامها لدول العالم الثالث او المدنيين.. يكون قد تم تطوير اضعاف اضعافها دقة ووثوقية وخطورة.. وتبقى حكرا للدول التي انتجتها ولحلفائها..

وحتى اضع الامر في نصابه.. فقد تم الافصاح منذ زمن عن روبوتات بحجم وهيئة القطط ومن ثم الفئران ومن ثم الصراصير “الخنفساء” حتى وصلنا الى الذبابة المقاتلة..
وهذه الروبوتات تقوم بمهاجمة الاشخاص المسلحين في الاماكن الضيقة.. فتتبع الحرارة وتقوم بعمليات مقارنة دقيقة بين ما تم تخزينه فيها وبين الاجسام التي تقع تحت مدى مجساتها.. فتستطيع التمييز بين الاشخاص والتعرف على صورهم.. وتستطيع التمييز بين الشخص المسلح والشخص غير المسلح.. والشخص الذي يرتدي بزة عسكرية او يضع قناعا على وجهه..

ولهذه الروبوتات اعمال متناغمة ومتكاملة تقوم بها تلقائيا ومن خلال الذكاء الاصطناعي.. فمنها من يقوم بفتح الثغرات في التحصينات.. ومنها من يقوم ببث الصور الحية.. ومنها من يقوم بالمهاجمة على الرغم من ان الذبابة المقاتلة لا تحمل سوى 3 غرامات من المتفجرات.. وهي قادرة على قتل شخص.. او تفجير عبوة ناسفة..

واذا ما علمنا ان هناك كاميرات تُحمل على طائرة مسيرة.. تستطيع عمل مسح لناقلة الحاويات العملاقة.. والتي تحمل حوالي 34 الف حاوية في اقل من 5 دقائق.. وتستطيع تحديد اي حاوية فيها اسلحة او ذخائر او حتى كائنات حية.. على الرغم من اطنان الحديد التي نبدو عائقا لذلك.. وهي مصرح بها للاستخدام المدني وفي الدول غير المتقدمة ايضا..

وهنا اضع هذا التساؤل.. لماذا لا تستخدمون تقنيات الحرب المتطورة.. والتي تستطيع رصد كل تحرك فوق ارض غزة.. ومن أين تنطلق القذائف والصواريخ.. ومن اين خرج المقاتلون.. والى اين ذهبوا.. وتستطيعون استهدافهم بالروبوتات ذات ردات الفعل والحركة السريعة جدا؟!..

وللاجابة على هذا التساؤل.. اقول.. حينما نسمع التصريحات عن ان هذه الحرب هدفها القضاء على المقاومة في غزة.. وتحرير الاسرى..
نعلم ان ما يقولوه ليس حقا..
فما سبق من شرح لبعض التقنيات التي نعلم انها موجودة وليست خيالا علميا.. اجد نفسي واثقا في التعاطي مع ما اسمعه واشاهده على مسرح العمليات في غزة.. بأن الهدف كان ضمن التخمينات والتوقعات في بداية الاحداث.. ولكنه اصبح واقعا معاشا.. وهو ابادة هذا الشعب.. بحجج القضاء على المقاومة.. وتحرير الاسرى.. فإطالة أمد الحرب.. مع ابقاء آلة الاعدام تعمل في المواطنين المدنيين ليل نهار.. لهو دليل قاطع على ان الهدف غير المعلن هو قتل اكبر عدد من الغزيين..

وقد يقول قائل.. اذا كان هذا هو الهدف.. فلماذا لا يستخدم جيش الاحتلال القنابل النووية التكتيكية ذات التأثير المحصور؟!..
اقول له.. بان قتل مئات الالاف من المدنيبن دفعة واحدة.. في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.. سيؤدي الى احداث في العالم غير متوقعة.. ولكن سياسة تعويد العين والعقل على رؤية القتل الممنهج والمتواصل.. هي الطريقة التي تجعل من الانسان المتابع متبلد المشاعر.. ولا يصل الى حد الثورة التي لا رجعة عنها..
وهذا ما يفعلوه.. فاصبحنا نعتاد السماع عن قتل الاطفال والاعلاميين والنساء والكوادر الطبية وكوادر الانقاذ والاغاثة.. واصبحت ردات افعالنا اقل بكثير مما كانت عليه في بداية الاحداث..

اللهم احم اهلنا المرابطين في فلسطين عامة.. واجعل لهم من لدنك سلطان..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page