أقلام حرة

هكذا كنت اظن . . .

عرين أبو شاهين

كنت اظن أن الإنسان حين يعتاد الوجع سيتعايش معه ولن يوجعه بقدر وجعه الأول، لكن بما أنك في غزة فكل ظنونك سوف تتغير، وظني بأن خوفي من الصواريخ والقصف المخيف قد اصبح شيئاً طبيعياً، اعتدت عليه ولن أشعر بالخوف منه كما من قبل، هو ظني الخاطئ.

هكذا قطعت لحظتنا الثمينة في عيش الحياة، صاروخ كان قريباً من أن يصم آذاننا من حدته، ومن هنا قد زال ظني بأن خوفي من الصواريخ قد خف عن أول أيام الحرب، كمن غاب عن وعيه، لم أجد نفسي سوى انني ملتفة حول أمي مغمضة عيني، أشعر بشدة نبضات قلبي المتسارعة بخوف، رافعة إصبع السبابة حتى أنطق بالشهادة، كالإنسان المعدم المغمض العينين ولا يعي ما يدور حوله، سوى أن الموت محيط به من كل اتجاه.

تساءلت بحرقة، عن ردة فعلي لرفعي إصبع السبابة حين سماعي لأي صاروخ ينزل، أصبح ذلك لا إراديا أرفعه حين سماعي أصوات القصف، هل هذا الفعل يعني أنني قد تقبلت فكرة الموت؟ أو هل أنا أعي تماما أنني قد أصبحت مريضة بالخوف من فكرة الموت متقطعة لأشلاء؟ هل هم هكذا قد أثبتوا أنهم قد تحكموا في حقنا في الحياة؟

يا ربي .. أفكار مبعثرة تدور في مخيلتي! كم هو عمري حتى اسأل نفسي هكذا أسئلة، في حين أن الكثير ممن هم في سني في العشرينيات “سن الشباب اليافع”  تدور أسئلتهم حول الشغف الحب، والحياة التي حقاً قد جعلونا ننساها.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page