أقلام حرة

صندوق إستثمار أموال الضمان

إبراهيم أبو حويله…

قامت مجموعة من ملتقى النخبة _ elite بزيارة إلى صندوق إستثمار أموال الضمان ، وإلتقت بمعالي الدكتور عز الدين كناكرية والإدارة المسؤولة عن الصندوق ، ضمن النشاطات التي يقوم بها الملتقى ، واطلعت على النشاطات التي قام بها الصندوق خلال الفترة الماضية .

عندما تعمل وحدك ستكون راضيا دائما عن النتائج حتى لو لم ترضي أحد ممن حولك ، وما ذهب المثل بعيدا بهذا ، ولكن العمل وفق قواعد الجماعة أمر مختلف ، فهناك ضوابط وشروط وأنفس وأدمغة مختلفة ، وأراء تذهب يمنة ويسرة ، وهذه تريد وهذه لا تريد ، ولكن بين التفويض والعمل ، وبين النتائج والمحاسبة ، وبين السماحية والمراقبة ، وبين الخطأ والمحاسبة ، هناك مكان تستطيع أن تبدع فيه أو تقف خائفا مرتجفا .

العمل بأموال الأخرين يحمل مخاطر كبيرة ، وكيف إذا كان هذا الأخر هو الشعب ، نعم هو الشعب ، عندها لا بد ان تبحث عن الحد الأدنى من المخاطر ، ولكنك لا تريد أن تقف مكانك ، أو أن تضع اموال الشعب في البنك ليتاجر بها البنك ويذهب بالربح ، وتفوز أنت بأقل عائد على الكسل .

وأيضا لا نريد أن تشتري أرض هذا أو ذاك ولا تلك الشركة بأضعاف الثمن فأنت لن تدفع فلسا واحدا من مالك نعم ولكنها الأمانة ، وأن لم تفهم معنى الأمانة ، فإنها تلك اللعنة التي سترافقك أن صرفت قرشا في غير مكانه كان من الممكن أن يكون لقمة في فم جائع فهذا مال الشعب .

وهنا يأتي دور الدراسة والرقابة والتحكم والحوكمة والعمل على ضبط العملية من بدايتها إلى النهاية ، وتحتاج إلى أهل ثقة ودراية وأمانة ، ثم تتبع كل ذلك برقابة ، وهنا يجب أن نعلم أن مستويات الرقابة على القرار والمال والإنفاق في الصندوق محكومة بعدة طبقات من الحماية ، من مجلس الإدراة ومن الإدارة التنفيذية ومن الضمان وهذا بالإضافة إلى ديوان المحاسبة .

ونعلم جميعا بأن زيادة الرقابة هو نوع من التقييد نعم ، ولكن لا بد منه في هذه الحالة ، ومن خاف سلم .

موجودات الصندوق تجاوزت خمسة عشر مليار دينار ، وهذا مبلغ ضخم كفيل بتحريك الإقتصاد وإنتشاله إذا تم إحسان إستخدامه ، واداء الصندوق وفق القواعد والصناديق المشابهة يعتبر اداء أكثر من جيد .

نعم هناك سؤال كبير عن المبالغ التي تقترضها الحكومة من خلال سندات الخزينة ، وكيف يتم الإستثمار فيها وسدادها ، وهل تقع ضمن وضع اليد من قبل الحكومة على أموال الضمان ، وكان الجواب الصريح والواضح بأن هذا الإستثمار في هذه السندات هو من ضمن العائدات الأعلى في الصندوق من جهة .

ومن جهة أخرى هناك إلتزام كامل من قبل الحكومة بسداد المبالغ المترتبة عليها أول بأول لأن ذلك يؤثر على تصنيفها الائتماني من جهة ، وهو التزام من قبل وزارة المالية من جهة اخرى .

نعم هناك دائما مطالبات بالإستثمار الخارجي لأن العائد عليه كبير مع أن هناك مبلغ يعتبر صغير نسبيا مستثمر في الخارج ، وهناك مطالبة لزيادة مساحة الإستثمارات وزيادة تنوعها لتشمل النقل ، وهناك بداية إستثمار واعدة في الزراعة وهي بداية على حوالي ثلاثين ألف دنم .

نعم الإستثمار في السياحة ما زال يواجه صعوبات وتحديات ، ورغم التحسن في الأعوام السابقة ، ورغم أن العمل على إعادة تجهيز وتشغيل كل المشاريع السياحية المتوقفة من الشام بلس إلى الكرون بلازا في البترا إلى منتزه وحديقة زي في السلط بالإضافة إلى كل الحدائق التي تم تجهيزها وإعادة تشغيلها كلها إلا فندق واحد في مادبا ، إلا إن الإستثمار في السياحة سيبقى تحدي ويحتاج إلى صبر وظروف مناسبة .

تحرص إدراة الصندوق على فتح المجال أمام إستثمارات جديدة لتخفيف المخاطر ، وساهمت في المرحلة الإخيرة من الباص السريع وهناك مخاطبات مع وزارة النقل ومع وزارة المياه للمساهمة في الناقل الوطني والفوسفات ومشاريع أخرى .

وهناك توجيه مباشر لدائرة المشاريع لمخاطبة الجهات المحتلمة لفتح إستثمارات جديدة ، بالإضافة إلى تأجير الأصول التي يملكها الصندوق سواء تأجير عن BOT وهو تأجير تمويلي لا ينتهي بالتملك وتعتمد على مدد متعددة تضمن العائد العادل للطرفين ، أو عرضها للإستثمار والشراء والإستبدال وفق الأسس التي يعتمدها الصندوق ، وهذا بالإضافة إلى الإستثمار في البنوك وفي الشركات الوطنية الواعدة من فوسفات إلى بوتاس إلى الحكمة وغيرها .

لقد ساهم الدور الذي قام به الصندوق في مضاعفة أموال الصندوق وهذا جهد يستحق الإحترام ، نعم ما زالت التحديات والتطلعات كبيرة ، وهناك كادر على درجة كبيرة من التدريب والكفاءة .

فهل من الممكن إنشاء شركة تمويل لغايات زيادة الإستثمارات وزيادة العائد عليها ومشاركة المواطن الذي يملك المال ولا يستطيع تشغيله ، بالإستفادة المباشرة من قدرة وكفاءة الصندوف في توظيف الأموال .

وهل من الممكن زيادة الإستثمار في المشاريع التي تعود بالفائدة على الوطن وتساهم في تشغيل مزيد من الإيدي العاملة .

وهل من الممكن أن يتوجه الصندوق لحل مشكلة السكن التي تواجه المواطن ، والخروج بمشاريع سكنية متكاملة من بنى تحتية إلى مدراس ونقل ومجموعة متنوعة من الشقق السكنية وحتى الفلل كضاحية متكاملة تساهم في تشغيل وفتح أفاق وتوفير حلول سكنية مستدامة وخضراء مع مساحات خضراء وحدائق .

التحدي كبير نعم ، ولكن الأمال المعلقة على الصندوق كبيرة ، كبيرة كبر آمال مواطن يستلم راتب ضمان لا يرقى أن يؤمن له حياة كريمة ، فضلا عن خوفه من إستمراره .

ولذلك لا بد من أن نكون كلنا سندا وعونا لهذه الإدراة للنجاح في هذه المهمة .

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page