أقلام حرة

هل نعتبرها ضجيجا.. ولا نفتح لها الباب؟!..

محمود الدباس – ابو الليث..

سأضع بين ايديكم اربع قصص لعل فيها عبرة..

عندما اخبر الرسول الكريم اصحابه.. بان الله سيُدخِل سبعين الفا من المسلمين الجنة بغير حساب.. فوقف عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال.. ادع الله لي أن يجعلني منهم.. فقال.. أنت منهم..
ثم قام رجل آخر فقال.. ادعُ الله أن يجعلني منهم.. فقال.. سبقك بها عكاشة..

واظننا جميعا رأى الملياردير بيل غيتس.. في المقابلة التلفزيونية.. حين سألته المذيعة عن سر نجاحه؟!..
فتناول من جيبه دفتر الشيكات.. ووقع على احدها.. واعطاه للمذيعة.. ثم قال.. سؤال جيد.. وسأجيبك عليه بعد ان تضعي في الشيك المبلغ الذي تريدنه..
فضحكت المذيعة وقالت لا.. لا.. انا لن آخذ شيئا.. هذا هو عملي.. فاستعاد الشيك.. وقال لها.. إن سر نجاحي هو انني لا أُفوِّت فرصة تأتيني.. ولو كنتُ مكانك لوضعت المبلغ الذي اريد..

وحين تقدم شاب الى مقابلة لوظيفة مدقق حسابات.. سأله احد اعضاء اللجنة..
ما الذي تظنه يميزك عن الاخرين لتحصل على الوظيفة.. وقد تقدم لنا الكثير ممن هم اقدر منك واكثر خبرة؟!..
اجاب الشاب.. الدقة والسرعة..
فعاود عضو اللجنة بالسؤال.. وكيف ذلك؟!..
فأجاب.. اسألوني عن حاصل ضرب ثلاثة أعداد مهما كان عدد خاناتها.. وسأجيب بأقل من ثانيتين..
وإن اجبت هل ستعطوني الوظيفة؟!..
اجابوا نعم..
حينها طرح عليه مدير الشركة ثلاثة اعداد اقلها مكون من اربع خانات..
وفي لمح البصر اجاب 25..
فضحك الجميع وقالوا له جواب خطأ..
فرَدَ عليهم وقال.. الاصل بدل الضحك ان تباركوا لي بالوظيفة.. فانا قلت ما يميزني هو الدقة والسرعة.. وكنت دقيقا في كلامي.. فكان التحدي ان اجيب على السؤال باقل من ثانيتين.. ولم اقل سأعطيكم الجواب الصحيح..
حينها وقف المدير.. وقال نبارك لك بالوظيفة..

أما قصة الراهب الرمزية.. والمتداولة.. والتي ليست من الشرع.. فقد آثرت ان اسوقها للعبرة.. لان والدي -عليه رحمة الله- كان كثيرا ما يستدل بها..

كان هناك راهب يعيش في دير على ضفاف نهر.. وفي يوم من الأيام.. اجتاحت فيضانات عارمة المنطقة وبدأت المياه تغمر الدير.. صعد الراهب إلى السطح وصلى لله أن ينقذه..

جاء قارب صغير إلى الدير وعرض المساعدة على الراهب.. لكنه رفض قائلاً.. “الله سينقذني”.. ذهب القارب بعيداً..
وبعد فترة.. جاء قارب ثانٍ وعرض إنقاذ الراهب.. لكنه رفض مرة أخرى قائلاً.. “الله سينقذني”.. وذهب القارب بعيداً ايضا..
ثم جاء قارب ثالث وعرض نفس الشيء.. لكنه رفض للمرة الثالثة قائلاً.. “الله سينقذني”. وذهب القارب الثالث بعيداً..

في النهاية.. غرق الراهب ومات.. وعندما وصل إلى السماء.. سأل الله بغضب.. “لماذا لم تنقذني؟!” فأجابه الله.. “لقد أرسلت لك ثلاثة قوارب.. ولكنك رفضتها جميعها”..

وفي الختام اقول.. إن لنا في هذه القصص عبرة.. بأن الله قد يساعدنا بطرق غير متوقعة.. وأن علينا أن نكون مستعدين لقبول المساعدة التي تأتي إلينا.. واستغلال الفرص.. حتى لو لم تكن بالطريقة التي نتوقعها..

فعندما تطرق الفرصة بابك.. إياك إياك ألَّا تفتح الباب.. وتقول ما هذا الضجيج؟!..

زر الذهاب إلى الأعلى