” المواصي شاهِدٌ على الإبادة الجماعية “
مهند أبو فلاح
مذبحة المواصي المروعة التي ارتكبها الكيان الغاصب بالأمس إلى الجنوب من مدينة خان يونس في قطاع غزة الباسل بحق العشرات بل المئات من أبناء شعبنا العربي في فلسطين تجسد بأبشع الصور اجرام آلة الحرب في الدويلة العبرية المسخ و الحقد الدفين الذي يعتمل في صدور حكام تل أبيب على الأبرياء الكادحين من أبناء هذا الشعب المجاهد الصابر المحتسب و ذلك من خلال الكم الهائل من القنابل التي ألقاها طيران العدو الغاشم عليهم .
حجم القنابل المستخدمة من قبل العدو و الذي يفوق الطن الواحد جعل الأشلاء البشرية تتطاير في كل حدب و صوب و مزق الأجساد الغضة لهؤلاء الأبرياء الهاربين من جحيم القصف الصهيوني في مناطق أخرى من قطاع العزة و الفخار الذي يتعرض لعدوان سافر منذ أكثر من تسعة أشهر ، و قدم دليلاً دامغاً آخر على الهدف غير المعلن لهذه الحرب القذرة و المتمثل في إبادة الشعب العربي الفلسطيني عن بكرة أبيه لتحقيق حلم حكام تل أبيب في إقامة دولة يهودية خالصة نقية من نهر الأردن إلى حوض البحر الأبيض المتوسط على امتداد جغرافية فلسطين التاريخية .
إقامة الدولة اليهودية الخالصة على كامل تراب فلسطين هدف استراتيجي لحكام تل أبيب لا يمكن تحقيقه الا على أشلاء أبناء فلسطين السليبة و هو أمر يتطلب ارتكاب العديد من المجازر الجماعية بحقهم عبر اختلاق ذرائع و حجج واهية لتسويق ذلك لدى الرأي العام العالمي الذي لا يمكن له أن يتقبل كل هذا المستوى غير المسبوق من الإجرام من دون ترويج مزاعم و ادعاءات كاذبة لا أساس و لا أصل لها من الصحة حول استهداف قيادات عسكرية رفيعة المستوى في فصائل المقاومة الفلسطينية .
المزاعم و الادعاءات الممجوجة حول استهداف بعض قيادات المقاومة الفلسطينية الباسلة لم تكن أكثر من وسيلة لذر الرماد في عيون الرأي العام الغربي بخاصة لصرف الأنظار عن حجم الكارثة الإنسانية التي ألمت بهؤلاء النازحين المساكين الذين لا ذنب لهم في نظر العدو المجرم الا انهم تواجدوا فوق هذه البقعة الطيبة الطاهرة من الأرض العربية الفلسطينية التي ارتوت بدماء الشهداء على مدار عقود من الزمن منذ نشأة و تأسيس هذا الكيان اللعين .
اخيرا و ليس ءاخرا لابد من مطالبة احرار العالم و شرفائه في كل بقاع المعمورة من التحرك الفوري و السريع لوضع حد لهذه الإبادة الجماعية المستمرة فصولاً منذ السابع من تشرين الأول / اكتوبر الماضي لعل و عسى تجد هذه الصرخة المدوية أصداءً لها هناك و هناك تسهم في استنهاض الهمم لوقف هذه المذبحة المروعة التي فاقت حدود الوصف لجهة مستوى وحشيتها .