«جرش 2024» منسجم مع مواقف الأردن
سماوي : لدينا العديد من المدارس الثقافية والفنية وواجبنا تقديمها جميعا
سماوي :المسرح عملية ثقافية بالغة الأهمية فيما تحمل من رسائل الفكر والوعي
سماوي : نرحب بالنقد ولا تزعجنا وجهات النظر الأخرى
جديرة بالذكر والسرد الطروحات والشروحات التي قدمها المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، ايمن سماوي في دورته ال 38 التي ستقام بين 24 تموز/ يوليو الحالي وحتى 3 آب /أغسطس المقبل.
حين يتعلق الأمر بمهرجان عريق كمهرجان جرش، يكون الحديث بموضوعية وعمق يتناسبان مع هذا الحدث الذي أصبح علامة فارقة في مسيرة الوطن الثقافية والفنية منذ عقود.
جرش المهرجان الذي يعيش في ذاكرة ووجدان الاردنيين بمكانته المعروفة محليا وعربيا ودوليا، فكان الوقوف بمسرح جرش واعتلاء منابرها الادبية والثقافية حلم كل من يحمل رسالة انسانية عمادها الوجدان الانساني ، اذ كان وما زال مفتوحا على الحضارات والمجتمعات الاخرى .
هذا العام والذي تحمل فيه دورة جرش الرقم 38 من عمره ترافق الاعلان عنه مع الكثير من اللغط سيما ان اعتذارات وانسحابات والغاء مشاركة قد اعلنت بالتوازي مع اعلان انطلاق المهرجان .
« الدستور « التقت المدير التنفيذي للمهرجان، ايمن سماوي في حديث عن رسائل وشعار المهرجان والثيم التي يقام عليها هذا العام .
كيف تقيم الدورة 38 من مهرجان جرش للثقافة والفنون؟
– الدورة المقبلة ال38 من عمر المهرجان ما هي الا تأكيد على ان جرش كان ومازال منارة ومنبر كل صاحب رسالة ومثقف ومبدع، هو ايضا ساحة تبث للعالم منجزنا الوطني ، وأعمدة جرش هي الشاهد على ثبات مواقفنا الوطنية تجاه امتنا من خلال ما اؤسس عليه المهرجان من قيم وقواعد.
مهرجان جرش هو للثقافة ومن ثم الفنون واليوم نحن بحاجة اكثر من اي وقت مضى ان ندفع بثقافتنا وهويتنا العربية الى الواجهات الامامية فيما يبث للعالم حتى نثبت اننا أصحاب حق وفكر وهوية .
المهرجان هذا العام تبنى ثيم تعظيم الانجاز الوطني الاردني وتعزيز الثبات والتضامن الفلسطيني.
برنامج هذه الدورة مميز بما يقدم من رسائل للعالم بالرسم والمسرح والاغنية والقصيدة ، هذه ادوات عالمية ان احسنا الاختيار لتقديم الهوية التراثية والتي تواجه اليوم ابادة وطمس غير مسبوقان .
الدورة 38 تعني ان المهرجان اليوم في عمر النضوج والحكمة وتحمل المسؤولية وايضا تحقيق الاهداف والاتزان، وهذا تمخض عنه اختيار نوعي لبرامج المهرجان الثقافية والمسرحية والفنية ومجمل ما سيقدم وراهنا على انه يتناسب ليس فقط مع تاريخ المهرجان بل ايضا مع تأثيره العربي والعالمي.
تعرض المهرجان لكثير من النقد الى جانب اعلان بعض المدعوين للفعاليات اعتذارهم ، ترى ما هي كواليس الدورة 38؟
– بالطبع نحن نرحب بالنقد وهناك فرق بينه وبين الانتقاد ، نراهن على النتائج واعتقد اننا حصلنا عليها مبكرا من مشاركين محليين وضيوف عرب وعالميين رأوا في حضورهم اسناد لدور الثقافة والفنون والحضارة في دعم الانسان المدافع عن منجزه وحقوقه وحضوره.
في كل الاحوال ، لا يوجد كمال ولكننا نسعى من خلال تبني رؤية ابداعية عناصرها محلية وعربية وعالمية علنا نعلي الصوت وننسج رسائل امل في وسط كل هذا الخراب.
بقي ان اقول بأن يحسب للانسان كل محاولات التطور والانجاز ، ولا نعتقد اننا نغفل الظروف التي يقام فيها مهرجان هذا العام الا اننا وجهنا كل الجهود والامال ان يخرج بصورة منسجمة مع المدرسة الاردنية المثال في مواقفها. نحن نحترم كافة وجهات النظر وسنتسغل انعقاد مهرجان جرش للحديث للعالم عن رسائلنا الواضحة لرفض العنف والقتل والتدمير وطمس الارث الحضاري والتراث والهوية ، كل هذا من خلال الندوات الفكرية الثقافية وايضا من خلال القصائد والاغنيات وهي وسائل العالم منذ الازل للتعبير.لم نقص احد من الدعوة للمشاركة ولن نفعل مع وجهات النظر ايضا .
ما هي ابرز بروتوكولات التعاون التي افرزتها الدورة 38 محليا وعربيا وعالميا ؟
– hلدورة الحالية تشهد مشاركة 35 فرقة عربية وعالمية من شتى انحاء العالم وهذا امر يستهدف رفع نصاب التقارب الحضاري الانساني فيما يخص المهرجان العريق ، الفرق المشاركة جميعها ستقدم نتاجها الفني والادبي والثقافي مما يرفع نسبة المشاركة في الثقافة والفنون ، ولن تتضمن حفلات غنائية في المسرح الجنوبي،
محليا هناك مشاركات عديدة في كافة برامج المهرجان وانوه هنا الى العمل المحلي للمهرجان اي في مكان انعقاده من جهة والوطن ككل من جهة اخرى فقد وفر المهرجان فرصًا تشغيلية للعديد من القطاعات من أبناء المجتمع المحلي، الى جانب تمكين مئات من سيدات المجتمع من خلال بيع منتوجاتهن مباشرة لرواد وزوار المهرجان، إضافة إلى المئات من الحرفيين وما يقارب الألف مشارك من كافة الحقول الفنية، من فرق تراثية وفرق موسيقية ومسرحية وغيرها.
وعربيا وقريبا من ارض انعقاد المهرجان هناك فعاليات فلسطينية عديدة، تأتي في مقدمتها فرقة «صول» القادمة إلى المهرجان من قطاع غزة، هذه الفرقة التي قاومت الموت بالغناء من فوق أنقاض المنازل المدمرة في القطاع، ستقف لتشدو أمام جمهورالمهرجان، لتؤكد أن حتمية البقاء لأهل غزة وقدرتهم على الحياة والاستمرار برغم هول الحرب.
وهناك فرقا من قبرص واليونان وايطاليا ومكدونيا وغيرها من الدول الى جانب مشاركات الاشقاء العرب من كافة الدول العربية ببصمات وزخرفات تثري حلة المهرجان لهذا العام عن طريق المشاركة بكافة برامج المهرجان من فن وتشكيل ونحت وبرامج ادبية وثقافية موزعة على خريطة الاردن عموما مما يتيح للجميع الانخراط وحضور كافة الطروحات.
وانوه هنا الى اقتطاع مبالغ مالية من ثمن اللوحات التي ستباع في معرض الفن التشكيلي لفنانين عرب، دعماً لقطاع غزة الى جانب ريع تذاكر الدخول للمهرجان للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالمناسبة لقد حقق مهرجان جرش العام الماضي 700.00 زائر . –
* مهرجان المونودراما المسرحي هذا العام ضمن فعاليات وعلى هامش مهرجان جرش 2024 ، لماذا؟
– لا نختلف ابدا على دور المسرح في نشر الثقافة والتراث، وتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية من خلال العروض. وهذا ما نطمح اليه في جرش 2024 الى جانب الايمان المطلق بأن المسرح قيمة ثقافية عالية تتيح تفاعلًا مباشرًا بين الممثلين والجمهور،كما اردنا ايضا تنويع الفعاليات فالمسرح يضيف تنوعًا للمهرجانات، مما يجذب فئات مختلفة من الجمهور.من هنا جاءت الشراكة والدعم لمهرجان المونودراما في دورته الثانية لهذا العام وننتظر كما الجمهور من المشاركات المحلية والعربية عروضا تثري الحالة الانسانية وترفع من قيمة الوجدان .
ماذا عن برنامج جرش وذوي الاحتياجات الخاصة ؟
– نؤمن كادارة جرش ووزارة ثقافة موجهة ومشرفة ان دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المهرجانات يعد خطوة مهمة لتحقيق الشمولية والتنوع.
قمنا منذ سنوات بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال ورش عمل ومبادرات تسلط الضوء على تجاربهم وتحدياتهم وابداعهم وايضا شجعنا ذوي الاحتياجات الخاصة على المشاركة كفنانين أو متطوعين، مما يعزز من دورهم في الفعاليات وايضا تعاقدنا مع مبادارات مثل «عبق اللون» للفنان التشكيلي سهيل بقاعين وكانت تجربة إيجابية استحقت التكرار هذا العام ايضا كونها تجربة مشاركة ممتعة وإيجابية لجميع المشاركين، مما يعزز من الانتماء والشعور بالقبول.
الدستور