أقلام حرة

مِن يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنيّة “31”

كامل النصيرات

رقمنة المحاضرات؛ أخيرًا سنترقمن .. ما إن وضعت ” الدكتورة شيرا محاسنة” الإعلان عن إلزامية الحضور في كلّية الهندسة الساعة التاسعة صباحًا حتى لبّيتُ “نداء الرقمنة” لأنه صادر عن دكتورة مبدعة تشتغل على نفسها بشكل مبدع وملفت ويجب أن يكون لها دور سياسي في قادم الأيّام.تفاجأتُ بوجود صديقي “الدكتور علي العزام” هناك؛ الذي انشغل بمناكفتي طوال الوقت بحبّ..!
المهم.. فكرة الرقمنة باختصار هي الحدّ من تلقين التعليم إلى التفاعلية وذلك عن طريق حضور الطالب للمحاضرة عبر أدوات معينة في صفحة المحاضرة على موقعها الإلكتروني قبل مجيئه للمحاضرة الوجاهيّة .. الفكرة رهيبة.. وتقدميّة حقيقةً.. ونقلة نوعيّة في أسلوب التعليم.. ومن الواضح أن الدكتور علي العزّام والفريق الذي معه تعبوا جدّا على تطبيق الرقمنة ، ولكن التجربة شيء آخر..
كان يومًا عصيبًا.. تعبتُ فيه وكدتُ أسقط أرضًا.. فمن الساعة التاسعة صباحًا وهم يقولون لنا : خمس دقايق وبنبلِّش.. قالوها أكثر من 15 مرّة من التاسعة للواحدة والنصف تقريبًا ولم تستقم أمور التجربة وسط الجوع والعطش والحاجة الطبيعيّة للإنسان في تغيير جوّ الانتظار المُرهق..! كل ذلك لنعمل تجربة سيشرف عليها مجلس عمداء (ماكل شارب مرتاح) .. !
الدكتورة شيرا أحسّت بالطلاب وأخبرتهم (الناس إللي هُمّا) أكثر من مرّة أن الوضع في القاعة سيء والطلاب ما عادوا يحتملون.. والدكتور العزام يسابق الزمن ويبذل جهوده التي تضيع وسط إشفاقي وتذمرات الطلاب وضجيجهم.. ولكن هذا هو الوضع.. التجربة تبقى تجربة ولكل تجربة ضحايا وأنا كنتُ أحد الضحايا الذين لولا سماح الدكتورة شيرا لي بالمغادرة بعد خمس ساعات ونصف دون أن تبدأ التجربة لسقطتُ من طولي مغشيًّا علي ..
لا أعلم ما جرى في التجربة حتى كتابة السطور.. بالتأكيد أن المنوي فعله شيء كبير.. لكنه كان ينقصه تجريب التجربة وضبطها قبل التجريب بالطلاب مع مجلس العمداء الماكل الشارب المرتاح. وأنا متأكد أن المجلس اهتم بالتجربة دون أن يهتمّ بأوضاع من قامت عليهم التجربة نفسيًّا واحتياجيًّا..!
نعم؛ أنا مع الرقمنة.. ولكن لستُ مع تجربة الرقمنة التي فيها جوعنة وعطشنة وطفشنة ولا تراعي الأمراض المزمنة..!

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!