إرحموا تجار وسط البلد
داود شاهين
قبل الشروع بقراءة هذا المقال أتمنى على القارئ الكريم عدم الخروج عن الهدف المنشود من هذا المقال. فهو ليس موجه لأي جهة وإنما إيصال لصوت مجموعة من التجار أرهقتهم أوضاع محيط ملتهب عطل تجارتهم وكدس بضائعهم. فأثقلت ديونهم عاتقهم وأغلقت لبعض منهم أبواب رزقهم.
لا ينكر أحد أن الدولة الاردنية هي الدولة الوحيدة التي سمحت بإقامة المسيرات في شوارع العاصمة والمحافظات نصرة لغزة وفلسطين دون قيد أو شرط. وأمنت لهذه المسيرات الحماية الأمنية اللازمة. وإعتدنا على أن تكون هناك مسيرة شبه أسبوعية في الوسط التجاري للعاصمة الأردنية عمان. يعبر فيها المشاركون عن غضبهم وإستنكارهم للممارسات الصهيونية ضد أهلنا في غزة وفلسطين. وأعتدنا أن تنطلق هذه المسيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة تغلق أو تتعطل خلالها الحركة التجارية في الوسط التجاري لفترة لا تقل عن ساعتين. وقد اعتاد تجار الوسط التجاري على هذا الوضع منذ فترة طويلة بحيث أنهم قد رتبوا أمورهم وطريقة دوام محلاتهم على هذا النمط وخصوصا يوم الجمعة.
ما دفعني الى الكتابة عن هذا الموضوع اليوم هو مسيرة إنطلقت في الوسط التجاري. من أمام المسجد الحسيني الكبير في عمان. بعد صلاة المغرب. هذه المسيرة التي لم تراعي أرزاق العباد. ولم يتنبه القائمون عليها أن هذه الجمعة تحديدا هي بمثابة موسم للبيع لتجار وسط البلد. ونسي القائمون على المسيرة أن نتائج الثانوية العامة كانت قد أعلنت يوم أمس. وأنه من المفترض أن تكون هناك حركة تسوق في الوسط التجاري. سببها قيام المتسوقين بشراء الهدايا لأقاربهم الذين إجتازوا إمتحان التوجيهي. أو أن الطلاب أنفسهم سيقومون بالتسوق اليوم بعد فرحهم بنجاحهم.
مسيرة اليوم المسائية عطلت حركة التسوق في وسط البلد لفترة لا تقل عن ثلاث ساعات. وكانت سبب في عزوف الكثير من المتسوقين عن القيام بأي عملية شراء. بسبب تعطل حركة السير والإزدحام الناتج عن المشاركين في المسيرة.
كان الأولى بالجهة المنظمة للمسيرة مساء اليوم الحفاظ على موعدها المعتاد رأفة بالتجار والمتسوقين. مانحة اياهم فرصة التسوق والتجول في وسط البلد في الوقت الذي خفت به حدة الشمس وحرارتها. خصوصاً أن نسبة كبيرة منا لا يسهل عليهم الوصول الى وسط البلد لقضاء حوائجهم إلا يوم الجمعة.
ختاما أكرر أن هذا المقال لا يقصد به جهة بعينها وإنما هو صوت تجار أثقلتهم الديون وتكدست بضائعم وتعطلت تجارتهم. نتيجة لظروف إجتمعت عليهم. ومن حقهم علينا النظر اليهم بعين الرحمة والرأفة. ولن آتي على ذكر اخوتنا وأبنائنا من مرتبات الأمن العام والأجهزة الأمنية وما يتحملون نتيجة هذه المسيرات. فمهما تحدثت عنهم وتحدث عنهم الجميع فسنبقى مقصرين بحقهم. وشكرهم لا يكفي.
حمى الله الوطن والمواطن