العتبة الإنتخابية … والقوائم المحشية
داود شاهين
في الإنتخابات الماضية 2020 كتبت مقال تحت عنوان ( محاشي صومي ) وصفت فيه حال قوائم المرشحين لإنتخابات مجلس النواب التاسع عشر. وشبهت هذه القوائم بأطباق المحاشي الصومي ( لا لون ولا طعم ولا رائحة ) وتحدثت يومها عن طريقة إفشال مخططات المرشحين الغير أكفاء ولا يملكون مقومات تمثيل الشعب الى الوصول الى مجلس النواب. وكيف أن إفشالهم يكون بتوجهنا نحن كناخبين الى صناديق الإقتراع. ممارسين لحقنا الدستوري بالمشاركة بعملية الإنتخاب وإختيار ممثلي الشعب. ولأن الصوت أمانة نحاسب عليها أمام الله. كان الإقتراح بالمشاركة ولو بورقة أكتب عليها لا أحد. بهدف زيادة نسبة المقترعين. وإبعاد الرويبضة والمتسلقيين من الوصول الى قبة البرلمان.
قانون الإنتخاب الجديد والذي سيتم بموجبه تحديد المرشح الفائز بعضوية مجلس النواب العشرين. عبر عن رغبتي ومعادلتي الحسابية بطريقة قانونية. يتم على أساسها إعتماد القائمة التي سيسمح لها بالتنافس على مقاعد مجلس النواب. وهي ما عرف في القانون الجديد 2022 ب( العتبة الانتخابية أو نسبة الحسم ). وهي الحد الأدنى من الأصوات التي يشترط القانون الحصول عليها من قبل الحزب أو المرشح من عدد المقترعين في الانتخابات ليكون له حق المشاركة في الحصول على أحد المقاعد المتنافس عليها في البرلمان.
تستخدم فكرة العتبة الانتخابية لأول مرة في الأردن في انتخابات 2024. ولم تستخدم قبل ذلك حيث حدد القانون نسبة الحسم بـ (7%) من أصوات المقترعين في القائمة المحلية. و(2.5%) للقائمة الحزبية. وللتوضيح نقول :
لنفترض أن عدد المقترعين في دائرة انتخابية محلية بلغ 40 الف متقرع وعدد القوائم (5) عندها تحتسب العتبة الإنتخابية على النحو التالي :
العتبة : 40000 × 7 % = 2800 صوت
بمعنى أن كل قائمة تحصل على هذا العدد من الأصوات تدخل المنافسة وتحصل على مقعد / مقاعد حسب عدد المقاعد وحسب نسبة الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة
اما القوائم التي تحصل على عدد اقل من 2800 تخرج من المنافسة (أومن المولد بلا حمص)
ولو افترضنا أن قائمة واحدة فقط حصلت على هذا العدد من الأصوات فإنها تحصد مقاعد الدائرة كامله.
أما القوائم الوطنية العامة / الأحزاب
لنفترض أن عدد المقترعين على مستوى المملكة بلغ مليون ناخب وعدد القوائم ٢٥ قائمة
العتبة :1000000 × 2.5 % = 25 ألف بمعنى أن كل قائمة وطنية عامة تحصل على هذا العدد فأكثر ستدخل المنافسة وتحصل على مقعد / مقاعد حسب النسبة التي حصلت عليها من بين كل القوائم. أما القوائم التي تحصل على اقل من 25 ألف صوت ستخرج من المنافسة.
وبالعودة الى موضوع ( طبخة المحاشي الصومي). باختصار شديد ان كان اداء مجلس النواب السابق لم يعجب الشعب الاردني فإختيار اعضاء هذا المجلس لا زال بين ايدينا وان الامتناع عن المشاركة في عملية الانتخاب سيفتح الباب على مصرعيه بطريق معبد امام شخصيات فاشلة لا تستحق الوصول او لصوليين وباحثين عن الكراسي والمراكز والالقاب للوصول الى مجلس النواب.
إذا بإختصار مشاركتنا بالعملية الانتخابيه ولو بورقة بيضاء كتب عليها ( لا أحد ) سيعمل على زيادة عدد الناخبين وبالتالي زيادة عدد الأصوات التي تحتاجها القوائم الهلامية المحشية للدخول في التصفيات النهائية. وبالتالي يضعف الفرصة كثيراً امام الحاشي والمحشي للوصول الى قبة البرلمان ويعزز من امكانية وصول شخصيات وطنية لها تاريخها تمثل الشعب تحت القبة.