شغاف قلبي
كامل النصيرات
من تلمس شغاف قلبي؛ بالتأكيد سيكون لها حظُّ وافر من نعيم الدنيا بل من السعادة..! أعلم أنك ستقولين: أنانيتك ما زالت تسيطر عليك.. وأنا – يا عطر أوقاتي – لا أنكر ذلك، وحسبي أنك تعلمين صدق المقولة وكيف أبذرها في أرض النساء ليأتي زرعها إليّ قطافًا يضجّ بالحياة ويملأ دروبي بالخيارات التي لا تتعب عاشقًا ورديًّا مثلي وإن بلغ الخمسين..!
نعم؛ صارحتك ذات جهل بأنني أعلم، وصارحتني ذات علم بأنك تجهلين..! وها هو الزمن يدور. وها هي خبرة الأيّام تمطر علينا موسيقى رومانسية لتجعل من صهوتي مكانًا دائمًا لمن أرادت أن تركب وتصبح أميرة تتزيّن برموزي وشيفراتي وحكايا صعلكتي..!
قلبي مفتوح الآن؛ لا أنكر.. كل أبوابه على كل الطرقات.. يناظر الجميلات.. ويتمنّى اللافتات الحارقات .. لكنه ابن خمسين؛ يضبط إيقاعه هذه المرّة على العطاء لا على المراهقة؛ فقد شاب القلب مراهقة وجهلًا بالنساء التائهات مثلي على مِثلي.. وآن أوان الخمسين أن يكون لها أنفاس حرّى تحاكي شيب الشعر الذي أضاع العمر في محراب وثنية الحبّ الكاذب..!
قلبي الآن شوارع وحارات.. يفيم أعمال الصيانة التي ستنتهي بعد قليل. وسيكون في خدمة الفواكه كي تأتي اللذائذ إليه بعد حرمان وصبر..! شكرًا لك قلبي لأنك صمدتَ وما زلت قادرًا على النجاة والعطاء.