صقر بني هاشم يقف شامخا ليعلن للعالم أن الاردن لن يكون وطن بديل
داود شاهين
متسلحا بحب شعبه وقوة جيشه وصلابة أجهزته الأمنية وقف جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين شامخاً كالصقر في الأمم المتحدة متحدثاً بصوت الحكمة والشجاعة. وليقول أمام الجميع بصوت قوي وواضح. ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والجرائم التي ترتكب بحقه من قبل إسرائيل. معلناً بكل قوة و وضوح وثقة أن فكرة الأردن كوطن بديل لن تتحقق أبدا، ولن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين.
خطاب جلالة الملك النابع من ثقة مليك بجيشه وشعبه. و وقوفهم خلفه بكل شجاعة وإقدام في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة. حمل رسالة هامة الى المجتمع الدولي تدعوهم الى الوقوف الى جانب العدالة الدولية، وتحقيق السلم والأمن الدوليين وبناء مستقبل أفضل للأجيال القائمة والقادمة.
القدس كانت حاضرة في وجدان جلالة الملك ليؤكد للعالم أجمع إلتزام الأردن التام في الحفاظ على هوية القدس بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتأكيد على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.
خطاب جلالة الملك كان مليئاً بالمنظومة القيمية العالمية. في ظل حديثه عن اللاجئين وحقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وعن الملايين الذين يفتقرون للأمن الغذائي. حيث خاطب العالم وحدثهم عن ظلم الاحتلال الإسرائيلي وعدم قدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق طموحاته وتحقيق كرامته والتعبير عن ذاته.
ما يميز خطاب جلالته أنه لم يتوقف عند وصف المشكلة وتقدير حجمها فحسب لا بل بإظهار الدور القيادي للأردن في إغاثة الأهل في غزة و فلسطين. و دعوة عالمية للتحرك من أجل العدالة والإنسانية. حيث وضع جلالته المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية، مطالبًا بتحرك فوري لوقف التصعيد والعدوان وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، بعيدًا عن الاستبداد والاحتلال.
خطاب جلالة الملك في أهم منبر دولي يعتبر بمثابة خريطة طريق للمجتمع الدولي للتحرك في سبيل تحقيق السلام العادل في المنطقة. و رؤية متقدمة حول ضرورات التعاون الاقتصادي والشراكات الإقليمية لأنها ضرورية للتعامل مع تحديات الاستقرار في المنطقة من بطالة وفقر وانعدام المساواة، وهذه تحديات حقيقية موجودة ولدت مناخا يتغذى على التطرف والتعصب. كما أكد الملك ضرورة أن يكون الفلسطينيين شركاء وأطرافا في مشاريع التنمية الإقليمية حتى يحصلوا على بعض العدالة المفقودة عنهم.
خطاب جلالة الملك يعكس قيادة أخلاقية وسياسية فذة. متسلحة بحب شعبها وقوة جيشها وصلابة أجهزتها الأمنية. مقتدياً بالمغفور له والده الحسين الذي كان بطلاً ومقاتلاً من أجل السلام و حماية للأجيال القادمة وبناء مستقبل صامد مشرق للأجيال القادمة.